كيف ردت الشبكات الاجتماعية على تعليقات عنصرية وُجهت إلى لاعبي إنكلترا؟

السياسات المناهضة للعنصرية التي تنتهجها الشبكات الاجتماعية تناقضها تجربة المستخدمين، وهذا ما حصل بعد خسارة منتخب إنكلترا أمام منتخب إيطاليا في في كأس أوروبا.

ذكرت صحيفة 'الغارديان'، أن أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم تقول إن العنصرية غير مرحب بها على منصاتها، لكن مزيجاً من ضعف التطبيق والقواعد غير الصارمة سمح للكراهية بالانتشار على منصاتها.

في الساعات التي أعقبت خسارة إنكلترا أمام إيطاليا في بطولة أوروبا لكرة القدم، أصدر كل من 'تويتر' و'فيسبوك' المالك لـ'إنستغرام' بيانات تدين الانتهاكات العنصرية المتزايدة.

وقال تطبيق 'تويتر' إن 'الإساءة العنصرية المقيتة التي استهدفت لاعبي إنكلترا ليس لها مكان على الإطلاق على منصته'.

وقال متحدث باسم 'فيسبوك' إنه 'لا ينبغي أن يتعرض أي شخص لإساءة عنصرية في أي مكان، ونحن لا نريدها أيضاً على إنستغرام'.

لكن التصريحات لم تكن ذات صلة تذكر بتجربة مستخدمي الشركة. فعلى 'إنستغرام'، ترك الآلاف التعليقات العنصرية على صفحات اللاعب ماركوس راشفورد، وبوكايو ساكا، وجيدون سانشو.

وفوجئ المستخدمون عندما أبلغوا الشركة عن هذه التعليقات العنصرية، بردّها التي جاء فيه أنه 'نظراَ للكم الهائل من التقارير التي نتلقاها، لم يتمكن فريق المراجعة لدينا من مراجعة تقريرك، وقد وجدت تقنيتنا أن هذه التعليقات على الأرجح لا تتعارض مع قوانينا'. ونصح التطبيق بحظر المستخدمين الذين نشروا الإساءة شخصياً، أو تجاهل العبارات حتى لا يروها.

وكانت المنشورات عنصرية بلا شك، حيث عزت فشل اللاعبين في التسجيل في ركلات الترجيح إلى عرقهم، أو نشر رموز تعبيرية للقرد أو الموز، ومع ذلك قرر المشرف الآلي خلاف ذلك.

ويقول 'فيسبوك' إن هذا الرد كان خاطئاً. وفي الواقع، تم إدراج الرموز التعبيرية للقرد والموز على وجه التحديد كأمثلة على 'خطاب الكراهية اللاإنساني' المحظور على المنصة، وفقاً لبيانات خاصة بإنستغرام.

وقال رئيس إنستغرام آدم موسيري، إنه 'ليس من المقبول على الإطلاق إرسال رموز تعبيرية عنصرية، أو أي نوع من خطاب الكراهية على المنصة'.

تعريف 'فيسبوك' لخطاب الكراهية واسع، ويغطي 'الكلام العنيف أو اللاإنساني، والصور النمطية الضارة، وبيانات الدونية، والتعبيرات عن الازدراء، والاشمئزاز أو النبذ​​، والسب، والدعوات إلى الاستبعاد أو الفصل'، وفق قواعد الشركة.

أما 'تويتر' فيتخذ وجهة نظر أضيق، ويحظر فقط الكلام الذي يحض على الكراهية الذي يمكن أن 'يشجع على العنف أو يهاجم أو يهدد الأشخاص الآخرين على أساس العرق'.

يمكن معاقبة المستخدمين في 'تويتر' على 'استهداف الأفراد بالافتراءات المتكررة أو الاستعارة أو أي محتوى آخر يهدف إلى نزع الصفة الإنسانية عن فئة محمية أو التقليل من شأنها أو تعزيز الصور النمطية السلبية أو الضارة حول فئة محمية'، وفقاً لما تنص عليه القواعد العامة للشركة.

ويشير سوندر كاتوالا، مدير مركز 'أبحاث المستقبل البريطاني'، إلى أن عدداً من الرسائل العنصرية بوضوح لا تندرج تحت مبادئ وقوانين الشركات، مثل التعليقات: 'لا يوجد سود في فريق إنكلترا - حافظ على فريقنا أبيضاً'، و'ماركوس راشفورد ليس إنكليزياً - السود لا يمكن أن يكونوا إنكليزيون'.

وأضاف كاتوالا إنه 'ما لا يمكنك فعله على تويتر هو 'نزع الإنسانية عن مجموعة عن طريق العقيدة أو العرق'، مثل 'السود حشرات، يجب ترحيلهم جميعاً' كان مخالفاً للقواعد.

ولم ترد منصتا توتير وإنستغرام على طلبات متعددة للتعليق بشأن هذه التعليقات العنصرية.