اخبار جزر القمر
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٣
كثرت في الفترة الأخيرة 'ظاهرة' تدخين نجوم كرة القدم وكذلك الرياضة السيجار، خصوصاً في الاحتفالات بالتتويج بالألقاب، وذلك بعد 'ظاهرة' تدخين السيجارة التي كانت منتشرة سابقاً.
انتشرت 'ظاهرة' ولعلها سيئة في الفترة الأخيرة لنجوم في كرة القدم وحتى في الرياضة يدخّنون السيجار. هذا ما أصبح يلاحَظ كثيراً وتحديداً خلال الاحتفالات بالتتويجات بالألقاب.
قبل أسابيع وخلال احتفاله بقيادة مانشستر سيتي الإنكليزي للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بالفوز على إنتر ميلانو الإيطالي في النهائي، لم يتوانَ الإسباني جوسيب غوارديولا بأن يدخّن السيجار متباهياً، كما فعل ذلك نجم الفريق النرويجي إرلينغ هالاند هدّاف البطولة على الرغم من صغر سنه.
وقبل ذلك وفي العام الماضي احتفل النجم السويدي المعتزل زلاتان إبراهيموفيتش بتتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي بتدخين السيجار.
أما أمس، فبدت غريبة أيضاً احتفالات لاعبي برشلونة لكرة السلة بتدخين السيجار بعد التتويج بلقب الدوري الإسباني بالفوز على ريال مدريد.
يمكن القول إنّه في هذه الحالة، أي تدخين السيجار، فإن المسألة تأخذ بُعداً يُظهر النشوة بالفوز والشعور بالتفوّق والنجومية، نظراً لاعتبار السيجار بدرجة كبيرة حكراً على الطبقة الغنية في المجتمعات.
وإذا كان يمكن اعتبار أن تدخين السيجار يندرج في هذا الإطار، فإن ثمة وجهاً آخر لا يقلّ سوءاً وهو التدخين عموماً في كرة القدم.
إذ إنّ كثيرين من اللاعبين شوهدوا في أماكن عامة وهم يدخّنون السيجارة، على غرار الإيطالي ماريو بالوتيللي ومواطنه ماركو فيراتي، والإنكليزي جاك ويلشير الذي لقي تأنيباً من مدرّبه السابق في أرسنال الفرنسي أرسين فينغر لذلك، إضافة إلى لاعبين كثر.
لكن 'ظاهرة' التدخين اشتهرت سابقاً أكثر ما اشتهرت عند المدربين نظراً للضغوطات التي يلقاها هؤلاء أثناء المباريات، فلم يكونوا يتوانون عن تدخين السيجارة أثناء المباراة وبين الشوطين.
هذه 'الظاهرة' بدأت في الخمسينيات مع أسطورة فرنسا رايموند كوبا الذي لم يتوانَ عن تصوير إعلان لسيجارة 'كاميل' التي كانت شهيرة في تلك الفترة يقول فيها: 'كاميل سيجارة حقيقية للمدخنين الحقيقيّين'.
ثم اشتهرت هذه 'الظاهرة' مع أسطورة هولندا 'الهولندي الطائر' يوهان كرويف الذي يقال إنه كان يدخن علبة سجائر عندما كان لاعباً وصولاً إلى 3 علب عندما كان مدرباً لبرشلونة بما في ذلك أثناء المباريات.
لكن في نهاية التسعينيات امتنع كرويف عن التدخين نهائياً وحتى إنه شارك في حملة ضد التدخين في مدينة برشلونة.
كما لم يكن يتوانى بعد ذلك المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي عن التدخين في الملعب، وأكثر منه كان مواطنه ماوريتسيو ساري.
حالياً لم تعد هذه 'الظاهرة' موجودة في الملاعب لدى المدربين، بينما لا تزال كاميرات الصحافيين ترصد هؤلاء إضافة إلى لاعبين وهم يدخنون خارج الملاعب، ولتأتي أخيراً 'ظاهرة' تدخين السيجار.
قبل عامين اتخذت رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم بالتعاون مع الجمعية الوطنية للوقاية من مرض السرطان قراراً بمنع التدخين في مدرّجات ملاعب كرة القدم بأنواعه كافة (السيجارة والسيجار والسيجارة الإلكترونية) وذلك ضمن حملة 'ملاعب من دون تدخين'.
واعتبرت الحملة أن هذا القرار هو لمنع أضرار التدخين خصوصاً تلك التي يتسبّب بها المدخّنون إزاء غير المدخّنين وخصوصاً الأطفال، مع تخصيص أماكن معيّنة في الملاعب للمدخّنين.
ما يجدر قوله إن 'ظاهرة' تدخين السيجار الحالية والتدخين عموماً هي 'ظاهرة' تبدو غريبة على الرياضة وسيئة، نظراً لما يمثّله النجوم من قدوة للأجيال الجديدة من اللاعبين وكذلك للمشجّعين، إذ إن انتشار هذه 'الظاهرة' لدى نجوم في غير الرياضة تختلف عنها في الرياضة، إذ إن الرياضي هو مثال يحتذى للمحافظة على الصحة وما تتطلّبه الرياضة من صحة جيدة، والتدخين هو النقيض تماماً حتى لو كان تباهياً!