اخبار الجزائر
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مصدرها بين الحجاز وإيطاليا وتتميز بلونها الأبيض وصوفها الكثيف وقامتها المرتفعة ويصل وزن الخروف نحو 40 كيلوغراماً في شهره الرابع
تولي الجزائر اهتماماً كبيراً بالقطاع الفلاحي في سياق تنويع اقتصادها بعيداً من المحروقات التي كانت إلى وقت قريب يمثل 97 في المئة من المداخيل، وكذلك بغية ضمان أمنها الغذائي، ولم يقتصر الأمر على الإنتاج النباتي وإنما شمل الثروة الحيوانية المتنوعة التي باتت تحظى بالأولوية وعلى رأسها أغنام 'أولاد جلال'.
وتحتل الجزائر المرتبة الثانية عربياً بعد السودان، في ما تعلق بالأغنام، وتزخر بسلالات متنوعة أشهرها 'أولاد جلال' التي تعد الأشهر والأجمل والأكثر طلباً، على رغم وجود 'بني ايغيل' و'سيداون' و'الحمرا' و'الدمان' و'رامبي' التي تصنف ضمن القائمة الراقية، مما دفع الجهات الوصية إلى وضع استراتيجيات وسياسات من أجل حماية هذه السلالة التي لا توجد في أي مكان آخر من العالم، لا سيما أنها باتت تتعرض للتهريب نحو الخارج وتواجه الاستهلاك المتزايد في الداخل خلال مناسبات عيد الأضحى وحفلات الزفاف.
وأطلق عليها هذا الاسم لأنها توجد في منطقة 'أولاد جلال' التابعة لولاية بسكرة، جنوب شرقي الجزائر، وهي تتميز بلونها الأبيض وصوفها الكثيف، وقامتها المرتفعة، وتمتلك آذاناً متدلية، متوسطة، متواضعة في أعلى الرأس، ولديها ذيل نحيل، وتنفرد بقرون لولبية متوسطة، ولدى أفرادها قابلية النمو بشكل سريع بمعدل 200 غرام في اليوم، حيث يصل وزن الخروف نحو 40 كيلوغراماً في شهره الرابع، كما لها القدرة على تحمل المشي لمسافات طويلة، وهي تفضل السهول، لكن تتحرك في بعض مناطق الصحراء.
وتشمل سلالة 'أولاد جلال' ثلاثة أصناف وهي 'الشلالي' ذو حجم أصغر وأكثر خفة، و'الحضني' أو 'ولاد نايل' التي حجمها ووزن جسمها متناسق بشكل جيد، طويلة القامة، شاحبة اللون أو بيضاء، والصوف يغطي جسمها ومنعدمة القرون، وأما الثالثة 'الجلاليي' فهي تمتاز بجسم ممدد، طويلة الساقين، قرونها لولبية ويمكن أن توجد عند الإناث، والبطن والجزء العلوي من العنق عاري من الصوف.
وتشير كتب التاريخ إلى أن استقدامها إلى الجزائر تم بواسطة بني هلال خلال فترة القرن الـ11 من الحجاز مروراً بصعيد مصر أثناء خلافة الفاطميين، في حين تقول رواية أخرى، إن الرومان عشاق الصوف هم من أحضروها إلى الجزائر في القرن الخامس الميلادي من تورنتو الإيطالية.
وتذكر إحصاءات رسمية أن البلاد تحصي نحو 28 مليون رأس غنم، وأكثر من مليون رأس بقر، و5 ملايين رأس ماعز، وأكثر من 50 ألف رأس من الخيول بمختلف سلالاتها، أما عدد قطيع الإبل فيصل إلى نحو 434 ألف رأس، من بينها 250 ألف ناقة، وعلى رغم غياب أرقام رسمية حول عدد 'أولاد جلال' فإن ما يتم تداوله يبقى في حدود 14 مليون رأس.
وفي السياق أكد الطبيب البيطري، عبدالسلام بوروينة، في تصريح لـ'اندبندنت عربية'، أن أغنام 'أولاد جلال' تعد من أعرق وأهم وأجود السلالات في الجزائر، لما تتوفر عليه من ميزات إيجابية من حيث معدل نموها وقيمة لحومها، مشيراً إلى قوتها في التأقلم مع الطبيعة والمناخ بما فيها الصحراوية والجافة، وتحمل المشي لمسافات طويلة، وأوضح أن خصائصها الرفيعة دفع السلطات البيطرية إلى منحها الأولوية في الاهتمام من أجل المحافظة عليها، وذلك عبر اتباع نظام خاص في تربيتها واعتماد التلقيح بمعدل أربع مرات في السنة، مبرزاً أن هذه السلالة باتت تحظى بوقاية طبية وعلاج خاص لقيمتها كثروة حيوانية مميزة.
وتابع بوروينة، أن أغنام 'أولاد جلال' مهددة بالتهريب والأمراض المستوردة، لا سيما على مستوى الحدود البرية، مضيفاً أن هناك محاولات للمساس بسمعتها العالمية من خلال نقل هذه النوعية بطريقة غير مشروعة نحو وجهات معروفة بغرض التكاثر والحصول على قطعان كثيرة العدد، ومنه جعل سلالة 'أولاد جلال' الجزائرية في موضع شك بأنها ليست جزائرية.
وقال المتحدث، 'تحاول السلطات حماية هذه السلالة عبر منع نقلها من منطقة إلى أخرى إلا برخصة، كما يمنع عبورها الحدود، وإخضاعها إلى المراقبة والإحصاء بشكل دوري'، لافتاً إلى أنه عام 2015، تم افتتاح أول مركز للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي بمنطقة أولاد جلال، الذي يتولى مهمة الحفاظ على هذه السلالة وتنميتها وتطويرها انطلاقاً من تسخير اللقاحات الاصطناعية بالمواصفات الوراثية المطلوبة وتعميمها عبر كامل التراب الجزائري.
إلى ذلك دقت الفيدرالية الجزائرية للموالين ناقوس الخطر، في أعقاب الإحصاءات المقدمة حول سلالة 'أولاد جلال'، وقالت إن سلالة رؤوس الأغنام الشهيرة في أسواق الماشية بـ'أولاد جلال'، في طريقها نحو الانقراض بعدما توقف غالب الموالين عن تربيتها بسبب غلاء الأعلاف والتغيرات المناخية التي عرفتها البلاد في الأعوام الأخيرة.
كما أوضح البيطري المتخصص بجامعة 'ليياج' الفرنسية، مولا نسيم، أن الأمراض موجودة بكل الدول، وأن التهريب أو البيع ليس سبب انتشار العدوى، مؤكداً أن الحل يكمن في تنظيم حملات لمتخصصين في المجال لتلقيح الماشية وتشخيص الأمراض لديها دورياً، وأضاف أنه 'يتحتم علينا اليوم تغيير الطريقة التقليدية في تربية المواشي، من أجل حماية الأنواع التي نملكها والتي باتت مهددة، مثل كبش أولاد جلال، لذا علينا تحسين الشتلة وتنويع الفحول'.




















