اخبار الجزائر
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٢
وصلت العلاقات بين المغرب والجزائر إلى مستوى من التوتر غير مسبوق في تاريخهما، فيما تجد إسبانيا نفسها تعاني من عواقب التوتر الثنائي بين البلدين الجارين.
وفي مقال رأي على صحيفة 'لابوث ذي كالسيا' كتب أكسيو لابارتا، أستاذ التحقيق في المجلس الإسباني الأعلى للبحوث العلمية، أن العلاقة بين الرباط والجزائر لم تكن سيئة حتى عندما كانت فرنسا القوة الاستعمارية في المنطقة.
وفي عام 1963 قاد الصراع على الحدود البلدين إلى 'حرب الرمال'، لكن التصعيد وصل إلى ذروته قبل أقل من عام، فأغلقت الجزائر أنبوب الغاز المغاربي، وانهارت العلاقات بين البلدين.
ويشير الكاتب إلى أن من بين أسباب انهيار العلاقات توقيع اتفاقيات أبراهام، التي روج لها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، والتي اعترفت الولايات المتحدة بموجبها بمغربية الصحراء، قبل عام ونصف، وأعاد المغرب إقامة العلاقات مع إسرائيل، مع ما ترتب على ذلك من تهميش للجزائر وجبهة البوليساريو.
وفي وسط هذا التوتر الكبير تواجه إسبانيا العديد من العواقب، بحسب الكاتب، إذ عانت من فيضان الهجرة وإغلاق المغرب لحدوده مع سبتة ومليلية في ظل أزمة دبلوماسية كبيرة انتهت بتغيير رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز، لموقف مدريد التاريخي، ودعمه لمقترح المغرب للصحراء الغربية.
لكن القرار الذي اتخذه سانشيز دون التشاور مع الأحزاب البرلمانية والتفاوض معها، أدى إلى أزمة جديدة مع الجزائر التي أوقفت معاهدة الصداقة بين البلدين، وتحاول تعليق العلاقات التجارية.
وأشار الكاتب إلى أن الجزائر نسيت عضوية إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي يحمي فيه وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، نفسه في هذه الأزمة، أقالت الجزائر وزير ماليتها ووجهت اتهامات قاسية لأباريس.
ووصف الكاتب الوضع الحالي بأنه ' تشابك مليء بالتناقضات والمصالح والسياسات السيئة' وعنوانه المغرب الكبير.
وفي 18 مارس عدّلت إسبانيا بشكل جذري موقفها من قضية الصحراء الغربية الحساسة لتدعم علنا مقترح الحكم الذاتي المغربي، مثيرة بذلك غضب الجزائر، الداعم الرئيسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب 'بوليساريو'.
ويتنازع على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات والثروة السمكية، المغرب وجبهة 'بوليساريو'، المدعومة من الجزائر، منذ رحيل الإسبان في عام 1975.
وتقترح الرباط، التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، في حين تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير نصت عليه اتفاقية لوقف إطلاق النار أبرمت في عام 1991 لكنها بقيت حبرا على ورق.