"القوات" لا تمانع انتاج رئيس بالتشاور

بعدما التقت غالبية الكتل في اليومين الماضيين وناقشت توصيات قدمتها الى مجلس النواب في جلسته التي انعقدت أمس حول أزمة اللجوء السوري والهبة الأوروبية الأخيرة، وبعدما صُدقت هذه التوصيات التي ستشكل توجهاً للحكومة، كثرت التساؤلات حول سبب رفض المعارضة وتحديداً 'القوات اللبنانية' التشاور في ملف الرئاسة التي تبين أن خيرها في المشاورات بين الفرقاء في ظل المواقف غير المنسجمة والمتباينة بين بعضهم البعض والسياسة التي يتعمدها البعض. فهل المشكلة لا تزال تكمن في طاولة الحوار ومن سيرأس الجلسة، أم أنها ذُللت خصوصاً بعدما حضرت 'القوات' لقاء الثلاثاء في حين تغيّب 'الكتائب اللبنانية' وغالبية قوى المعارضة؟ وهل من تشاور قريب يُساعد في انتخاب رئيس للجمهورية وينهي الفراغ القائم؟

أوساط 'القوات اللبنانية' رأت أن ما حدث في جلسة الأمس 'يدل على أن الشغل يحصل بهذا الشكل، وبمعزل عن أننا تقدمنا بتوصية أخرى، بالنسبة الينا هذا هو التشاور ونحن نؤيده، وهذا الأمر نفسه حصل في التمديد لقادة الأجهزة الأمنية'، مشيرة ًالى أن 'الطاولة الرسمية ليست هي المطلوبة بل التشاور لانتاج الرئيس هو المطلوب، خصوصاً أن لقاء الثلاثاء كان بعيداً عن الأضواء والاعلام، وبالتالي هكذا يتم انضاج المسائل وبهذه الروحية'.

وأوضحت الأوساط في حديث عبر 'لبنان الكبير' أن 'العينة التي قُدمت اليوم هي نفسها قدمت في التمديد العسكري، وهي نفسها التي يجب أن تُقدم في الرئاسة وهكذا يتم انضاج المسائل من خلال مشاورات ثنائية وثلاثية ورباعية وليس بطاولات رسمية، وهذه المشاورات هي خريطة طريق للوصول الى الانتخابات الرئاسية'.

ونفت الأوساط وجود أي معطى للتشاور في الرئاسة في القريب العاجل 'لأن فريق الممانعة لا يريد ذلك ومتمسك بموقفه إما سليمان فرنجية أو الفراغ وبالتالي يصرّون على طاولة حوار رسمية'.

وفيما تترقب البلاد دعوة جديدة للحوار من بعض القيّمين على الملف الرئاسي، شددت أوساط 'القوات' على أن موقفها واضح من الحوار وبالتالي أي طاولة حوار رسمية مرفوضة لأنها تُشكل مخالفة أساسية للدستور اللبناني، وهي تفضل تكريس الأعراف على حساب الدستور، لكنها مع التشاور الأخير الذي حصل.

اذاً، كما يقول المثل 'الصبر مفتاح الفرج'، فهل بعد كل هذا الصبر الذي يعيشه الشعب اللبناني سيتم التوصل الى اتفاق مبدئي بين الكتل ينتج في نهاية المطاف رئيساً للجمهورية؟