×



klyoum.com
lebanon
لبنان  ٢٨ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
lebanon
لبنان  ٢٨ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار لبنان

»منوعات» الميادين»

كيف تصف "قارئة نهج الدباغين" حال الكُتاب ومأساتهم؟

الميادين
times

نشر بتاريخ:  الأثنين ١٣ أيار ٢٠٢٤ - ١٣:٤٧

كيف تصف قارئة نهج الدباغين حال الكتاب ومأساتهم؟

كيف تصف "قارئة نهج الدباغين" حال الكُتاب ومأساتهم؟

اخبار لبنان

موقع كل يوم -

الميادين


نشر بتاريخ:  ١٣ أيار ٢٠٢٤ 

كيف تصف 'قارئة نهج الدباغين' حال الكُتاب ومأساتهم؟

وصلت رواية 'قارئة نهج الدباغين' للروائي التونسي سفيان رجب إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2024. 

في مصر يوجد شارع الأزبكية، وفي بغداد هناك شارع المتنبي، وكلاهما لا يُعرفان إلا أنهما حصن الكتب القديمة والنادرة التي يحفظها من الزوال، وملاذ القارئ الباحث عنها. وعندما نطير إلى تونس سينتظرنا 'نهج الدباغين' الحي الذي تحوّل من قلعة لدبغ الجلود إلى مكتبة مفتوحة، لا تبيع الكتب القديمة والنادرة فحسب، إنما بات النهج كما في روايتنا، حاضن الكتّاب وصُنّاع الحكايات وملهم حكاياتهم.

عندما يتبحر القارئ في عوالم هذه الرواية سيجد أنها تشبه دمية المتريوشكا الروسية، التي كلما فككت الدمية الكبيرة وجدتها تخبئ دمية أصغر فأصغر. وكهذا كانت رواية 'قارئة نهج الدباغين' حيث تولد من الرواية في كل صفحة رواية جديدة تقتبس الشخصيات في الرواية الكبيرة جمل وعبارات الشخصيات في الروايات المُولّدة. لكن كل هذه الروايات قامت على فكرة واحدة، وهي فكرة 'الكاتب الشبح' تلك المهنة التي لم تكن نتاج حياتنا المعاصرة، بل بدأت منذ الوقت الذي أراد فيه الملوك والساسة صياغة أفكارهم، أو حتى أفكار غيرهم بكلمات منمّقة يتفوّهون بها لتقنع السامع. ومنذ ذاك الحين، احتاج العالم إلى مهنة الكاتب الشبح في العديد من الأغراض نبيلة كانت أو خبيثة.

تتناول هذه الرواية محاور رئيسية عدة أولها وأهمها الفكرة التي صنع منها الكاتب الإطار السردي للرواية وهي فكرة 'الكاتب الشبح، ورابطة الكتّاب الأشباح' والتي تولدت بالأساس من آفة التابوهات أو المحرمات التي بنتها العقول قديماً وتقدسها بعض العقول حتى الآن، وحرّمت على الجميع مجرد التفكير أو إعمال العقل فيها وباتت الأغلبية مِن كثرة ما اعتنقتها لا تعرف لمَ حُرّمت أو مَن بدأ بتحريمها. الفكرة التي تولدت أيضاً من الاستبداد الرقابي والسلطوية سواء السلطوية الرسمية أو المجتمعية.

لكن، على الطرف الآخر، جاءت فكرة 'الكاتب الشبح' كنوع من المقاومة ضد هذا الجمود. فإذا ما ألحّت على الكاتب والمثقف الذي لا يرى إلا النور ولا يسعى إلا لنشره فلا بد أن يصل إلى مرامه بأي وسيلة. ومن خلال الكاتب الشبح، في الرواية، نُشرت عظيم الأفكار التي مثلت نقطة نور أضاءت دجى هذه المحرمات. وهنا، كانت دلالة اسم مؤسس الرابطة 'نوري' الذي له نصيب من اسمه 'نور العقل بالتفكير والنار التي تشتعل ثائرة متمردة على كل جامد رجعي'.

ناقش هذا المحور، ربما من زاوية محددة، صعوبات صناعة النشر في العالم العربي والتي تعوق تطورها أسباب عدة، أهمها 'فكرة الرقابة'.

أيضاً في هذه الجزئية، سلطت الرواية الضوء على نقطة هامة وهي 'الثراء المالي، مقابل العبقرية الفقيرة' وهو ما يحدث على أرض الواقع. فهناك الكثيرون ممن يملكون المال فيدفعونه إلى من يمتلك الموهبة فيشتريها بماله. فمثلاً هناك من يشتري الشهادات العلمية التي يكتبها آخرون بماله وهو الأمر الذي راج في الفترة الأخيرة مع ثورة الاتصالات التي تَكفل مبدأ الكاتب الشبح بامتياز، حيث يتعامل الجميع بشبحية، مجرد بريد إلكتروني وحسابات بنكية صماء. وكذلك تمتلئ المكتبات بسيَر ذاتية لتبيّض صفحة بعض الفاسدين تكفلت أموالهم بهذه المهمة. وانتشار فكرة شراء بعض الأثرياء للعلم بعد تكديسهم الأموال لإكمال الوجاهة الاجتماعية. وهنا، تظهر مرارة الكاتب وشخوصه من هذا الأمر الذي صاغه بفكرة ساخرة ربما، عندما ابتكر لهم فكرة عرض الأزياء حيث صمم لهم ملابس من أوراق الكتب القديمة، كتب الفلاسفة والمفكرين، والمرارة التي فاضت بها جملته 'أمة تعرّي عقولها لتغطي أجسادها'.

وهي الأمور التي كثيراً ما نراها في الواقع حتى إننا نقرأ كل يوم إعلانات لمن يريد أن يرى اسمه على كتاب من دون أن يكلّف نفسه عناء كتابته 'فقط يدفع ويُكتب اسمه'. وربما أيضاً هذه النقطة 'المال مقابل الموهبة' هي التي لعب عليها 'النوري' الذي كان أحياناً يكلم أشباحه كرجل أعمال 'اكتبوا وستؤجرون بالمال الوفير' لكنه في الرواية استعملها لصالح الفكر وليس القيمة المادية.

في هذه الجزئية، أظهر الكاتب كيف أن الإنسان يعبّر بكل حرية عن أفكاره إذا كان مجهولاً أو متوارياً عن الأنظار. وهو ما دلل عليه في النص بلفتة لطيفة من 'قوانين رابطة الكتاب الأشباح' حيث يتقيد الكاتب الشبح في المقابلة التي سيوقع فيها على بدء العمل بأن يضع على رأسه قناعاً يخفي هويته تماماً، وكذلك يفعل رئيس الرابطة، ليظل بكامل حريته وهو يكتب.

الكاتب بنفسه يمارس الكتابة الشبحية!

المحور الثاني في هذه الرواية هو الجندرية. لكن، لم يكتب سفيان رجب هذا المحور، كما هو واضح من النص، بغرض معالجة مسألة الجندرية في المجتمع العربي فقط. لكنه دلل على أن مسألة كتلك لا تزال ونحن هنا نتكلم عن 'العبور الجنسي وليس المثلية' لا تزال من الأمور المحرم الحديث عنها، رغم أنها مسألة قائمة ومعروفة لدى العرب من آلاف السنين، ورغم تقدم الطب الذي أثبت أنها مسألة عيوب خلقية كغيرها من العيوب والتشوهات الخلقية التي يولد البعض بها كالشفة الأرنبية مثلاً. فلماذا يُشان مَن يُولد بمشكلة كهذه؟

كان الهدف من مشروع 'رابطة الكتاب الأشباح' هو الكتابة في كل الموضوعات المحرمة 'الجنس والدين والسياسة'، وهنا ربما يكون الكاتب 'سفيان رجب' نفسه ابتكر طريقة ليسخر بها من سذاجة فكرة عتادة هذه التابوهات فى عصرنا الحالي، فلعب معنا كقراء لعبة، وهي الانصياع، بصفته في العالم الحقيقي كسفيان رجب، لعدم الكتابة عن هذه المحرمات. لكن، في الوقت عينه، لعب معنا دور الكاتب الشبح! ليس هذا لغزاً. فعندما نقرأ الرواية الأصلية في هذه الرواية سنجدها تحكي عن مأساة العبور الجنسي في المجتمع العربي. كيف يحدث هذا، كيف يتعامل المجتمع مع من يُبتلون بهذا الشتات في الهوية، وصحح لنا مفهوم العبور الجنسي المختلف عن التحوّل الجنسي. لكن، إذا ما كتب 'سفيان رجب' عن هذه المأساة بشكل صريح ربما تعرض للنقد الذي يهاجم حديثه عن هذا الأمر. فماذا يفعل في هذه الحالة؟ ببساطة، جعل أشخاص روايته التي تتناغم مع السياق العام ظاهرياً، يكتبون روايته التي ربما هاجمها القطيع، كأنه يقول 'ما دخلي أنا، إنهم كتّاب رابطة الأشباح من كتب عن هذا الموضوع الشائك'.

الأسلوب السردي الواعد للرواية

هذه الرواية المراوغة في سردها تنقلت بين أشكال السرد المختلفة. فكتبت أجزاء منها بطريقة الراوي العليم الذي يحكي لنا القصة كما يعرفها يقيناً. وفي أجزاء أخرى كُتبت بطريقة السرد الذاتي أو طريقة كتابة اليوميات عندما كان كاتبا الشبح (ناصر هارون الشبح 1، ومريم إسماعيل الشبح 2) يكتبان يومياتهما التي ستكون نواة الرواية المرتقبة 'الرواية الصادمة'.

فخ الرواية المنصوب للقارئ

حتى الصفحة الأخيرة في الرواية، سيظن القارئ أنه يقرأ رواية فيها أربعة أشخاص رئيسين، وهم الكتاب الأشباح الذين مثّلوا أعضاء الرابطة، واثنان ممن أنشأوا الرابطة. لكن، كانت تلك هي الخدعة التي انطلت علينا كقراء، والتي من شدة إحكام حبكة القصة لم نستطع التفطن إلى شبحية ما نقرأ ووقعنا في فخ لعبة المراوغة مع الكاتب الذي وضع بين أيدينا 'نهاية صادمة' مع 'مريم وناصر وإبراهيم والنوري وليلى' كأنه يقول' Checkmate كش ملك' انتهت اللعبة بالحركة التي لم تخطر على بالكم كما في لعبة الشطرنج.

الرقابة والترصد للفكر حد قتله

في الرواية، يفند الكاتب الأسباب التي من أجلها يستعين البعض بالكاتب الشبح أو حتى تدفع بعض الكتّاب إلى الكتابة بأسماء مستعارة، ويحكي مأساة هذا الشبح الذي حُجّم خياله واستُؤصل إبداعه من كثرة الحصار الرقابي، ليس فقط من الرقيب الرسمي لكن من الرقابة المجتمعية وحُكم الناس بعضهم على بعض. وهذا ما يتضح في يوميات 'ناصر هارون' الكاتب الشبح الذي امتلك الحكاية الأصلية، وأراد أن يكتبها حرة لكنه وضع لسقف إبداعه حدوداً برأي عائلته الذين سيرمونه بالفسق إن هم قرأوا ما كتب، والنقد الذي سيلاحقه أدبياً لأنه دخل منطقة محرمة، ونظرة القارئ الذي لو قرأ الموضوع نفسه لكاتب غربي لأعجب به وبجرأته وربما ناقش الفكرة متباهياً بانفتاحه العقلي.

نأتي إلى عنوان الرواية، وربما هي النقطة التي لخّصت فكرة الشبحية الكتابية. فالرواية من عنوانها تدل على قراءة الإبداع وبصيرته. درجت العادة، أو على الأقل أغلبية مَن يخفون هوياتهم الحقيقية في الكتابة يكونون إناثاً. كما قارئة النهج. وذلك يتفق مع واقع الكتابة في كثير من الأحيان، فحتى اليوم لا تزال الكثير من الكاتبات يخفين هويتهن الحقيقية مخافة النقد أو العقاب من الإخوة أو الزوج أو الأب، العقاب الذي تناله الأنثى أكثر من الذكر في المجتمعات العربية.

فقد كانت قارئة أو 'محررة' إصدارات 'نهج الدباغين' ليلى التي لم تكن مهمتها مقتصرة كما هو المفهوم في واقعنا عن مهنة 'المحرر الأدبي' من أنه الشخص المنوط به التصحيح اللغوي والإملائي فقط، لكن ليلى هنا كانت تمثل المهنة الحقيقية للمحرر فكانت بالنسبة لنا قبل اكتشافنا الخدعة 'الكاتب الثاني للنص' بحق. فهي التي أعملت قلمها كمشرط الجراح، حذفت وعدلت وأعادت صياغة ما سوف يصل للقارئ.

أما نهاية الرواية، فسيجد القارئ نفسه بعد الانتهاء يقول 'أيها الكاتب صدمتني الرواية بحق'. نعم، الرواية تناولت موضوعين سوّدنا فيهما الكثير من الصفحات لكن المختلف والمبدع هنا، طريقة تناول الموضوعين، حبكة وخدعة ونهاية الرواية، وهذه النهاية ولا نريد حرقها هنا من أهم عناصر هذه الرواية غير المتوقعة.

الميادين
شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها. تبث القناة 24/24 ساعة مقدمة اكثر من عشر نشرات اخبارية ونحو 17 برنامجا منوعا . كما ينتشر مراسلوها في عواصم القرار والكثير من دول العالم و المنطقة من موسكو الى واشنطن و لندن و طهران و باكستان وافغانستان واوروبا والبلاد العربية كافة .
الميادين

أخر اخبار لبنان:

الرياضي يضمن التأهل إلى المربع الذهبي لبطولة دوري غرب آسيا

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1670 days old | 4,289,701 Lebanon News Articles | 26,244 Articles in May 2024 | 34 Articles Today | from 69 News Sources ~~ last update: 25 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



كيف تصف قارئة نهج الدباغين حال الكتاب ومأساتهم؟ - lb
كيف تصف قارئة نهج الدباغين حال الكتاب ومأساتهم؟

منذ ٠ ثانية


اخبار لبنان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل