سوريا:الهجوم الإسرائيلي على جمرايا..عطّل مشاريع عسكرية إيرانية

كشف مركز 'ألما' الإسرائيلي للأبحاث أن الهجوم الأخير على مركز البحوث العملية في منطقة جمرايا شمال غرب دمشق، أدى الى تدمير أسلحة مخزنة وتوقف بعض المشاريع في منتصفها، مشيراً إلى أن البنية التحتية للمركز مسيطر عليها من قبل إيران.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد استهدفت المركز المعروف اختصاراً باسم 'CERS' في 31 آذار/مارس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها إن ما لا يقل عن 4 صواريخ إسرائيلية استهدفت منطقة البحوث العلمية في جمرايا، ما أدى إلى اندلاع النيران في الموقع. كما اشتكى السكان القاطنون في الأحياء القريبة منه من تسرب روائح كريهة تشبه إلى حد كبير رائحة الكبريت.

وقال المركز المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية الأحد، إن الهجوم على المركز أدّى إلى تدمير أسلحة مخزنة وتوقف الإنتاج وبعض المشاريع في منتصفها بسبب الخلل الذي أصاب الآلات أو العمال، لكنه أكد أن النشاط داخله لايزال مستمراً ولم يتوقف بشكل كامل.

وأكد أن مركز الأبحاث يشكل أهمية بالغة بالنسبة لإيران ويعتبر أحد الأصول الإستراتيجية بالنسبة لطهران، لافتاً إلى أن الإيرانيين عملوا على السيطرة على البنية التحتية الرئيسية للمركز في ما يتعلق ببناء القوة في الصناعة الدفاعية للنظام السوري. كما أشار إلى أن المركز يعمل تحت إشراف إيراني محض.

وعلى الرغم من الضربات الإسرائيلية المتكررة على مركز البحوث، إلا أن ذلك لم يوقف الأهداف الإيرانية، إذ يعمل الإيرانيون على إعادة بناء البنى التحتية المتضررة بسرعة لمواصلة خططهم، حتى لو اضطروا في بعض الأحيان إلى تقليص النفقات أو التنازل عن جودة الإنتاج، وفق المركز الإسرائيلي.

وبحسب المركز العبري، فإن هناك سببين يجعلان من مركز بحوث جمرايا أصلاً استراتيجياً بالنسبة لطهران. والسبب الأول هو أنه يستخدم لتطوير وتصنيع الأسلحة الإيرانية الحديثة على الأراضي السورية، فيما السبب الثاني تحسين قطع الغيار.

وتتيح البنية التحتية للمركز في تصميم وإنتاج إيران لأسلحة تقليدية للجماعات المدعومة من قبلها خصوصاً حزب الله اللبناني، موضحةً أن طهران تركز في المقام الأول على انتاج صواريخ وقذائف دقيقة وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة.

وأشار مركز 'ألما' إلى أن الدقة المحتملة للصواريخ قصيرة المدى (غراد) مثيرة للقلق بشكل كبير، لاسيما أن حزب الله يمتلك عدداً كبيراً منها في ترسانته الصاروخية، كما أن العمل داخل مركز البحوث يحفظ لوجستيات نقل وتخزين الصواريخ والذي يبدأ من الأراضي السورية، 'منتصف محور عمليات المحور الشيعي'، القصير، بدلاً من اتخاذ ممر أطول عرضة للاستهداف يبدأ من إيران.

ولم يستبعد المركز قيام حزب الله بنشر أسلحة كيماوية في تصعيد كبير مع إسرائيل، لأن مركز البحوث يستخدم في تصنيع تلك الأسلحة، والايرانيون أنشأوا موطن قدم فيها، موضحاً أن القدرة على تصنيع تلك الأسلحة داخله لم يتم تفكيكها منذ 2013.

ودعا 'الما' إسرائيل إلى مهاجمة وتدمير 18 موقعًا لمركز الأبحاث في جميع أنحاء سوريا، لأن الهجوم سوف يضر للغاية بالأهداف الاستراتيجية لإيران، ويعطل الممر الإيراني لتطوير وتصنيع الأسلحة المقدمة من طهران إلى الميلشيات الشيعية وحزب الله.