اخبار لبنان
موقع كل يوم -لبنان الكبير
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٤
في زمن يعج بالتحديات والصعاب، يبرز وجوب الحج كفريضة إسلامية، ليس كشعيرة دينية وحسب، بل كاختبار للإيمان والتصميم.
{لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}، وفي الحديث الصحيح: أن النبي ﷺ قال: 'وحجّ البيتِ مَن استطاع إليه سبيلًا'، هكذا جاء النداء مشدداً على مفهوم الاستطاعة تختلف بحسب أحوال الناس، وهو مفهوم يؤكد أن فريضة الحج متوقفة ليس على الرغبة وحسب، وإنما على القدرة الشخصية، سواء كانت بدنية أم مالية.
تعبّر الاستطاعة عن القدرة المالية والصحية التي تسمح للمسلم بأداء مناسك الحج من دون أن يثقل كاهله أو يضعف حالته. وعلى الرغم من ذلك، فإن العقبات الاقتصادية الكبيرة، خصوصاً في مناطق مثل لبنان، تضع هذا المفهوم تحت الميكروسكوب، متساءلةً عن مدى إمكان المحافظة على هذه الشعيرة في ظل الظروف الراهنة.
يواجه المسلمون عموماً وفي لبنان خصوصاً تحديات اقتصادية جمة؛ بحيث يشهد لبنان أزمات اقتصادية مالية متتالية تهز استقراره وتزيد من صعوبات الحياة اليومية، بما في ذلك ارتفاع كلفة الحج التي أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل الكثيرين، مختبرةً بذلك قوة إيمانهم وإصرارهم على تحقيق هذا الركن الأساسي.
تأثير ارتفاع كلفة الحج
لا شك في أن ارتفاع كلفة الحج يشكل عائقاً كبيراً يحول دون قدرة العديد من المسلمين خصوصاً في لبنان على أداء هذه الفريضة. مع ذلك، فإن الإيمان العميق والتعلق بالعبادة يدفعهم الى تخطي هذا العائق، إذ يدخرون ما في وسعهم ويجدون في التضحية طريقاً لتأدية واجبهم الديني.
إن إيمان المسلمين في لبنان وعزيمتهم تثير الإعجاب، فعلى الرغم من الصعاب الاقتصادية، يظل الحج هدفاً يسعون إلى تحقيقه بصدق وإخلاص. كما يعكس هذا السعي تمسكهم بعقيدتهم واستعدادهم للتضحية، في تجلٍ رائع لإيمان يتخطى الحدود المادية إلى معانٍ أسمى.
و'الأجر على قدر المشقة'، وهذا ما يؤمن به المسلمون. يعلمون أن مشقة الحج، خصوصاً في ظروفهم الصعبة، ليست إلا زيادة في الأجر والثواب من الله. وإن هذا التصميم يظهر عمق إيمانهم وتفانيهم في سعيهم للتقرب إلى الله.
نسأل الله (عز وجل) أن يجعل حج المسلمين مبروراً وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً، وأن يهون عليهم مناسك الحج، ويتقبل منهم صالح أعمالهم، ليكون حجهم شاهداً على إيمانهم العميق وعزيمتهم القوية في مواجهة التحديات، ودليلاً على أن الروح الايمانية تظل دائماً فوق كل اعتبار.