هبة المليار بين النواب غداً… جلسة مزايدات وشعبوية؟

تتجه الأنظار الى الجلسة النيابية المقررة غداً الأربعاء، المخصصة لمناقشة الهبة الأوروبية بقيمة مليار يورو، والتي تبيّن أنها ليست هبة بل مبلغ يدفعه الأوروبيون بصورة متواصلة للجانب اللبناني. وبعد حملات البعض واتهاماته التي وجهها الى الحكومة اتضح أنه على خطأ وتسرع في حكمه. ويرجح حضور القوى المسيحية هذه الجلسة بعد رفضها التشريع، بهدف واحد هو الاعتراض بصورة علنية على الوجود السوري والتشديد على ضرورة عودة اللاجئين الى بلادهم في أسرع وقت ممكن. وتزامناً مع هذه الجلسة، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين في وقت سابق أن أول قافلة لاعادة السوريين ستنطلق اليوم الثلاثاء، أي عشية الجلسة المقررة، وستقل 400 لاجئ. فهل ستعتبر هذه الخطوة ايجابية وتؤثر في مسار الجلسة أم أن هناك تخوفاً من أن تكون هذه القافلة كسابقاتها طالما الحدود مكشوفة وغير مضبوطة؟

رداً على هذا السؤال، أجاب عضو كتلة 'اللقاء الديموقراطي' النائب بلال عبد الله في حديث لموقع 'لبنان الكبير': 'يعطيه العافية معاليه، يقوم بجهد استثنائي في هذا الموضوع، ويتابع كثيراً ويذهب الى سوريا ولكن هل يضمن معاليه أن لا يعود هؤلاء اللاجئون في المساء؟ خصوصاً وأن اللواء عباس ابراهيم عمل كثيراً في هذا الملف، لكن طالما الحدود مفتوحة والنظام السوري لا يضبط حدوده لمنع ذلك، فهل نضمن عدم عودتهم؟'.

أضاف: 'مع احترامنا لجهوده لكن اذا لم نؤمن بقاء اللاجئ في سوريا وبدء عمله هناك وتم تأمين الدعم الدولي المطلوب له في سوريا، فسيعود الى لبنان مجدداً'.

وطالما أن هذه الجلسة يعتريها الكثير من الأخذ والرّد، فقد اعتقد البعض أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ترك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في منتصف الطريق خصوصاً بعدما أشير الى أن بري لم يكن على علم بهذا المبلغ، فكيف تصف كتلة 'التنمية والتحرير' هذه الجلسة؟ وكيف ترى الأجواء والمواقف المحيطة بها؟

عضو كتلة 'التنمية والتحرير' النائب قاسم هاشم أشار الى أن 'هناك الكثير من الكلام في هذا الصدد، وكثرت التحليلات والتأويلات في الأيام الأخيرة، مع العلم أن الجلسة طبيعية في اطار تمني رئيس الحكومة وطلبه بعدما كثر اللغط حول المليار يورو والالتباس الذي حصل ولتوضيح الأمور ومن حقه أن يطلب عقد الجلسة، والرئيس بري دائماً متجاوب مع هذه الطلبات وفي الرسائل والمناقشات العامة وكل ما يصب في مصلحة البلد'.

واعتبر هاشم في حديث عبر 'لبنان الكبير' أنه 'كان مهماً الوصول الى عقد مثل هذه الجلسة التي حددها الرئيس بري لتوضيح أي التباس حول المليار يورو والتي توقفت عند حدود الوعد الشفهي، ولم تكن هناك لا هبة ولا غير ذلك، خصوصاً وأن للهبات أصولاً وفق المادة 52 من قانون المحاسبة العمومية، والرئيس ميقاتي في هذه الجلسة سيعلن بصورة واضحة ما حصل وموقف الحكومة وما يخدم مصلحة لبنان'، مشدداً على 'ضرورة معالجة أزمة النزوح من خلال الاتصالات والمواقف لكل الكتل وفتح الباب أمام نقاش وطني كونها قضية وطنية وصلت الى حد الاجماع الوطني، واليوم التوجه نحو موقف ورؤية موحدة لكيفية معالجة أزمة النزوح بعيداً عن أي عصبية غرائزية أو مصلحية انما من زاوية المصلحة الجامعة'.

وأكد هاشم أن 'الجلسة المقبلة ستخرج بموقف واحد موحد يذهب به الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسل، وقد يكون ورقة ضغط للوفد لكي يعبّر عن الموقف اللبناني الواحد بعكس ما كان يحصل في السنوات الماضية'.

النائب بلال عبد الله جدد التأكيد أن 'لا وجود لأي هبة أوروبية، وهذا المبلغ يحصل عليه لبنان منذ عشرات السنين وظُهّر الموضوع خطأ في المؤتمر الصحافي الأخير، ولا نعلم أهداف المفوضية حينها، وكان هناك أكثر من هفوة'، معتبراً أن 'الجلسة المقبلة يجب أن تكون لصياغة موقف وطني موّحد تتسلح به الحكومة لتفاوض به المجتمع الدولي والدولة السورية، وليتحمل الفريقان المسؤولية المباشرة لما نعانيه من أزمات اقتصادية وأمنية من النزوح السوري. البلد لم يعد يحتمل هذا الموضوع ولكن الهدف الأساسي أن تتم صياغة هذه المواقف، وهناك اجماع لبناني على أنهم عبء ويجب أن يرتاح البلد، ولكن هناك خلاف في المقاربة ونجدها عنصرية في بعض الأحيان'.

وأوضح عبد الله أن 'المطلوب أن يتحمل كل مسؤول عن هذا الملف مسؤوليته، وغير صحيح أنه يجب اعفاء الدولة والنظام السوري من هذه المسؤولية'.

يبقى الأهم متابعة مجريات هذه الجلسة، وما اذا كانت ستخرج بموقف وطني موّحد أم أن هناك من سيعتمد أسلوب المزايدات والشعبوية الذي يشتهر به عند كل استحقاق، وهل فعلاً سيتم الوصول الى حل ملموس في عودة اللاجئ السوري الى بلاده؟