ضابط "إسرائيليّ" سابق: حماس متماسكة و (إسرائيل) أمام خيارين بغزَّة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
وول ستريت تشهد تحولا حادا من أسهم الشركات الضخمة إلى الصغيرةمع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران برعاية أميركية، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها مجددًا أمام مأزق إستراتيجي مألوف يتمثل في غياب أي أفق واقعي لتحقيق أهدافها المعلنة من حربها على قطاع غزة، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" وإطلاق سراح جميع المحتجزين.
وفي تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، اعتبر مايكل ميلشتاين، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أن تل أبيب تدور في حلقة مفرغة، حيث تستنزف الحرب الطويلة في غزة قدراتها العسكرية دون أن تحقق اختراقًا سياسيًا أو أمنيًا يُذكر.
ويستهل الكاتب مقاله بالقول إن "إسرائيل قامت بجولة كبيرة لتكتشف أنها تواجه نفس المفترق الإستراتيجي الذي وقفت أمامه قبل أكثر من عام، والذي يتضمن بديلين سيئين: احتلال قطاع غزة بأكمله، وترتيب بثمن مؤلم لإنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة".
ويشدد ميلشتاين على أن معضلة إسرائيل لا تزال كما هي رغم مرور 3 أشهر على استئناف الحرب على غزة.
ورغم مرور ثلاثة أشهر على استئناف العمليات العسكرية، يرى ميلشتاين أن حركة حماس ما زالت تحتفظ بسيطرتها على القطاع، وتواصل القتال بفعالية، فيما تفشل كل الخطط المطروحة لإدارة ما بعد الحرب، أو إيجاد بديل فلسطيني لحكم الحركة.
وانتقد الكاتب ما وصفه بـ"الوهم السياسي" الذي يتسلل إلى الخطاب الإسرائيلي، خصوصًا تلك الدعوات الداعية إلى احتلال غزة بالكامل أو ترحيل سكانها، محذرًا من أن لا دولة في العالم توافق على مثل هذه الطروحات، وأنها ستزيد من عزلة إسرائيل.
ووفق ميلشتاين، فإن انشغال إسرائيل المستمر بجبهة غزة يأتي على حساب الجبهة الإيرانية، ويمنح طهران وقتًا ثمينًا لإعادة بناء قدراتها النووية والصاروخية، بعد الأضرار التي لحقتها في عملية "الأسد الصاعد".
كما أشار إلى تداعيات الحرب الممتدة على الداخل الإسرائيلي، بما يشمل استنزاف الجيش وتصاعد الانتقادات الدولية.
ويربط ميلشتاين استمرار الحرب في غزة بتداعيات إستراتيجية أوسع، خاصة في مواجهة إيران.
ويحذر من أن الحرب الممتدة في غزة "تؤدي إلى تحويل الانتباه والجهد بعيدا عن إيران، وتسبب أضراراً إستراتيجية مثل استنزاف الجيش، خصوصاً قوات الاحتياط، وتصاعد النزاعات الداخلية، والانتقادات الدولية القاسية.
وفي السياق ذاته، يرى الضابط السابق أن إنهاء الحرب في غزة ضروري "لتحقيق الفرصة الإستراتيجية التي فتحت في الشرق الأوسط مع انتهاء الصراع مع إيران" مع التركيز على إمكانية تعزيز التطبيع مع الدول العربية.
لكنه في الوقت ذاته يحذر من أن استمرار الحرب، خصوصا مع ضم أراضٍ أو تجديد المستوطنات في غزة، قد يحبط تحركات التطبيع التي يعتبرها ترامب هدفاً إستراتيجياً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مما ينذر أيضا بإمكانية حدوث توتر بين واشنطن وإسرائيل.
ويقول ميلشتاين إن أي حسم في غزة عبر اجتياح كامل سيكون ثمنه باهظا، إذ يعني السيطرة على مليوني فلسطيني بمنطقة فوضى، مع ما يرافق ذلك من خطر العزلة الدولية والانقسام الداخلي الشديد، دون ضمان إطلاق المحتجزين أو التركيز على الجبهة الإيرانية أو تحقيق تعاون إستراتيجي مع الدول العربية.
ويختم مقاله بالقول إن إحداث تغيير جذري في واقع غزة يبقى رهين 3 شروط غير متوفرة حاليا وهي "خطة مفصلة ورصينة، وإجماع داخلي، ودعم خارجي".