تقرير من دير البلح إلى العالم... المقاومة تؤكِّد ثباتها وقوَّتها عبر تسليم الأسرى
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
أولمرت: مدينة الخيام في رفح بمثابة معسكر اعتقال وتطهير عرقيحملت مشاهد تسليم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس لأسرى الاحتلال الإسرائيلي في دير البلح أمس عدة رسائل سياسية استراتيجية، تعكس ثبات المقاومة.
ووجهت القسام من اختيارها لمنطقة دير البلح لتسليم الأسرى رسالة واضحة للإدارة الأمريكية والاحتلال، مفادها أن غزة لا تزال قائمة، وتحتضن أهلها رغم الدمار، خاصة من خلال مشاهد الانضباط العسكري خلال عملية التسليم، وفق محللين سياسيين.
وبرزت خلال مشاهد تسليم أسرى الاحتلال، شعارات للقسام كان أبرزها "نحن الطوفان، نحن اليوم التالي"، مما يعزز فكرة أن رجال المقاومة هم أصحاب الأرض، وأنهم لن يسمحوا بسيطرة الاحتلال عليها بأي شكل من الأشكال.
ورغم معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال وفق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ظهرت عليهم علامات الإنهاك، ما يعكس الظروف التي عاشوها خلال فترة أسرهم بسبب سياسة الحصار التي يفرضها الاحتلال على غزة والتي ارتدت عليه أيضاً.
وجاءت الرسالة الأهم بأن محاولات الاحتلال دفع الإدارة الأمريكية للتدخل في الشأن الفلسطيني لتحديد من يحكم غزة هي محاولات عقيمة، وأن على واشنطن ترك الفلسطينيين يقررون مصيرهم بأنفسهم دون فرض إملاءات تخدم مصالح الاحتلال.
المقاومة قائمة
في السياق أكد الكاتب والمحلل السياسي سامي الشاعر أن اختيار المقاومة لمنطقة دير البلح لتسليم الأسرى يحمل رسالة قوية للإدارة الأمريكية والاحتلال، الذين يروجان لتهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، إذ إن غزة لا تزال تحتضن أهلها رغم الدمار وليست مجرد أنقاض كما يصور الاحتلال، وإدارة دونالد ترامب.
وأشار الشاعر في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن المقاومة قائمة بالأمس واليوم وغداً، وهو ما تؤكده شعاراتها من خلال المنصة التي تم تسليم أسرى الاحتلال عليها "نحن الطوفان، نحن اليوم التالي"، في إشارة إلى أن رجالها هم أبناء هذه الأرض، الذين نهضوا لحمايتها ووقفوا في وجه محاولات السيطرة الإسرائيلية، ويمنعون أي محاولة مستقبلية تجاه هذه المخططات التي فشلت مسبقًا.
وأوضح الشاعر أن تجربة المقاومة مع الحصار والحروب ظهرت بوضوح على الأسرى الإسرائيليين الذين بدت عليهم علامات الإنهاك، مؤكدًا أن سياسة الحصار التي فرضها الاحتلال على غزة انعكست أيضًا على جنوده.
وأضاف أن الأسرى الإسرائيليين أكدوا لقيادتهم أن أي مكاسب يمكن تحقيقها من الفلسطينيين لن تأتي إلا عبر مفاوضات حقيقية تعترف بحقوقهم ولا تتجاهلها، أو يتم التنكر لها.
وشدد الشاعر على أن الحشود التي حضرت مراسم التسليم تؤكد الالتفاف الشعبي حول المقاومة، حيث يراها الشعب الذي تعرض للموت والدمار، الدرع الواقي في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، كما كان الحال في السابق.
وأشار إلى أن الاحتلال أخطأ استراتيجيًا بمماطلته في تنفيذ البروتوكول الإنساني للاتفاق، إذ إن الالتزام به وتنفيذ بنوده، مثل إدخال البيوت المتنقلة والخيام والمواد الإغاثية، هو الخيار الأفضل، إضافة إلى أن إعادة إعمار غزة والانتقال السلس للمرحلة التالية من الاتفاق دون التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني يعد أمرًا ضروريًا.
واعتبر أن محاولات الاحتلال دفع الإدارة الأمريكية للتدخل في الشأن الفلسطيني وتحديد من يحكم غزة مصيرها الفشل، وأن على واشنطن ترك الفلسطينيين يقررون مصيرهم بأنفسهم دون فرض قيود على المصالحة أو وضع شروط تخدم أجندات الاحتلال.
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن المقاومة أوصلت ثلاث رسائل من مشاهد تسليم أسرى الاحتلال في دير البلح وسط قطاع غزة، تعكس الأولى رسالة القوة والتحدي عبر قوة التنظيم والسيطرة للمشهد.
وقال الدجني في حديثه لصحيفة "فلسطين": "ثاني رسالة من المقاومة هي الحرب النفسية للعدو عبر كلمات أسراه ومن على منصة التسليم".
وأوضح أن الثالثة رسالة للمجتمع الدولي عموما وللمجتمع الإسرائيلي على وجه الخصوص بأن الطريق لعودة الاسرى لن تتم دون تبادل، وأن المطلوب مزيد من الضغط للوصول للمرحلة الثانية.
وأشار إلى أن هناك رسائل أيضا من التنظيم والانضباط التي ظهرت فيها المقاومة، ومنها أن قدرة المقاومة على التنظيم وإدارة الملف، تؤكد كسر الشعب الفلسطيني فكرة دفعه نحو الهجرة.