هجوم إيلات.. المسيرات اليمنية تكسر الردع الإسرائيلي وتكشف مأزق الدفاعات الجوية
klyoum.com
لم تكن إصابة مسيرة يمنية أحد فنادق مدينة إيلات جنوبي فلسطين المحتلة مجرد حادثة عابرة تسببت في إصابة 50 إسرائيليًا بجروح متفاوتة، بل مثلت اختبارًا قاسيًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي فشلت للمرة الثانية خلال أسابيع في اعتراض طائرات مسيرة انطلقت من اليمن وقطعت مسافة تقارب 1800 كيلومتر قبل أن تصيب أهدافها بدقة.
العملية التي تبنتها جماعة "أنصار الله"، أظهرت –وفق خبراء عسكريين– حجم المأزق الاستراتيجي الذي يواجهه الاحتلال، إذ لم تعد كل مدنه بمنأى عن التهديدات، فيما بدا أن عقيدة الردع الإسرائيلية تتعرض لاختبار متكرر يضع القيادة السياسية والعسكرية أمام خيارات محدودة ومعقدة.
وقال جيش الاحتلال إنه حاول اعتراض المسيرة التي أطلقت من اليمن باتجاه إيلات، قبل سقوطها، مشيرًا إلى أن منظومة القبة الحديدية أطلقت صاروخين لاعتراض المسيرة في إيلات، لكن محاولات الاعتراض فشلت، في حين أكد "أنصار الله" أن العملية نُفذت بمسيرتين واستهدفت مواقع إسرائيلية في أم الرشراش وبئر السبع.
ردع يمني
الخبير العسكري العقيد أكرم سيروي، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يفهم إلا لغة القوة"، موضحًا أن الرد اليمني الأخير يمثل اللغة التي يمكن أن تردع الاحتلال بعد أن تمادى في عدوانه على المدنيين في مختلف الساحات، من فلسطين إلى لبنان وسوريا وقطر، وحتى اليمن.
وقال سيروي لـ "فلسطين أون لاين"، إن (إسرائيل) انتهكت كل المحرمات، قصفت المستشفيات والمدارس وقتلت الأطفال بغطاء أميركي، فيما يتفاخر نتنياهو بقتل المدنيين في اليمن ويتوعد بقصف ميناء الحديدة واغتيال القيادات اليمنية واستهداف المباني السكنية"، مشددًا على أن هذا التغول الإسرائيلي فرض على اليمن الرد بقوة، وهو ما بدأ يشعر به الإسرائيليون فعليًا ويثير الرعب في صفوف المستوطنين الذين يدعمون نتنياهو وحكومته.
وفي ما يتعلق بعجز (إسرائيل) عن اعتراض الطائرات المسيرة، أشار الخبير العسكري إلى أن رئيس بلدية إيلات اعترف بعودة حالة عدم الأمان إلى المدينة قبل تهديد اليمن مباشرة، واصفًا ذلك بـ"الفشل العسكري الذريع لـ(إسرائيل) والولايات المتحدة"، مضيفًا أن "المنظومات الدفاعية ليست إسرائيلية كما يزعم الاحتلال بل أميركية، وقد فشلت أمام الصواريخ والمسيرات اليمنية".
ولفت سيروي إلى أن "الصواريخ الحديثة التي استخدمها اليمنيون، مثل صاروخ (ساعير) المتشظي الذي وصل إلى حيفا وانفجر فيها، أثبتت أن لا أمن ولا أمان في أي منطقة داخل (إسرائيل)، من (تل أبيب) إلى القدس وحيفا".
وخلص الخبير العسكري إلى أن (إسرائيل) تعيش اليوم حالة عجز حقيقية داخل مؤسستها العسكرية والأمنية، وكل محاولاتها لردع اليمن وإجباره على الاستسلام باءت بالفشل. لقد آن للاحتلال أن يدرك أن اعتداءاته لن تمر دون حساب".
عجز إسرائيلي
من جهته، الخبير العسكري عابد الثور أكد أن الطائرات المسيرة "تحولت إلى أسلحة أربكت وأحرجت الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن قادة الاحتلال وجنرالاته أنفسهم أقرّوا بأن السلاح اليمني وصل إلى مستوى من التطور عجزت أمامه منظومات الدفاع الإسرائيلية والأميركية.
ووفق الثور فإن "الطائرات اليمنية تميزت بقدرتها على التخفي والمناورة، رغم امتلاك العدو أحدث المنظومات الدفاعية مثل (ثاد) و(1 و 2 و3)، لكنها فشلت في اعتراض هذه الطائرات"، لافتًا إلى أن "إحدى الطائرات شوهدت بالعين المجردة وهي تخترق الأجواء وتصل إلى هدفها داخل أحد الفنادق في إيلات".
وأضاف لـ"فلسطين أون لاين" أن "اليمن أثبت قدرته على تطوير أسلحته في مواجهة الاحتلال، بينما الكيان الإسرائيلي يعاني من عجز واضح في أنظمته الدفاعية"، موضحًا أن "صاروخًا واحدًا ينطلق من اليمن بين الحين والآخر يُحدث ضجة كبيرة ويؤثر بعمق على الداخل الإسرائيلي".
وشدد الخبير العسكري على أن "الاحتلال الذي طالما تباهى بقدرته على العمل بحرية في عواصم عربية عدة، يقف اليوم عاجزًا أمام الصواريخ والمسيرات اليمنية التي كسرت غروره وأربكت حساباته".
وتجدر الإشارة إلى أن جماعة أنصار الله، نفذت عشرات الهجمات الصاروخية على كيان الاحتلال وعلى سفن في البحر الأحمر أكدت ارتباطها بـ(إسرائيل)، في إطار إسنادها للفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة في قطاع غزة.
وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، أصيب مستوطن إسرائيلي بجروح جراء ضرب طائرة مسيرة أطلقت من اليمن لم يتم رصدها، صالة المسافرين بمطار رامون شمال إيلات.
وبدعم أميركي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 شهيدا على الأقل و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.