لماذا تفشل وحدات النُّخبة "الإسرائيليَّة" في تفادي كمائن المقاومة؟ خبراء يجيبون
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فصائل المقاومة: مراكز توزيع المساعدات بغزة مصائد موت تهدف لتصفية القضيةفي تطور لافت ضمن معركة السيطرة على خان يونس جنوب قطاع غزة، تكشف تفاصيل الكمين الذي استهدف وحدة نخبة إسرائيلية مكونة من 12 جندياً عن نقلة نوعية في الأداء العملياتي للمقاومة الفلسطينية، لا سيما كتائب القسام، التي باتت تكرر تكتيكات "المبنى المفخخ" بتنسيق محكم بين الرصد الاستخباري والهندسة القتالية.
تشير المعطيات إلى أن القوة الإسرائيلية كانت تحت المراقبة الدقيقة لأيام، قبل أن تُستدرج إلى مبنى جرى تفخيخه مسبقاً. لحظة الدخول كانت حاسمة، حيث جرى تفجير المبنى بالكامل على رؤوس القوة المتقدمة، في نمط تكرّر سابقاً في الشجاعية وجباليا، ويعكس تصميماً على ضرب الرأس قبل الإسناد.
واعتبر الخبير الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن الكمين الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في مدينة خان يونس وأسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين من وحدة نخبة، يمثل ضربة مركزة توجهها المقاومة ضد ما تُعرف بـ"رأس الحربة القتالية" في جيش الاحتلال.
وقال أبو زبيدة في تحليل خاص إن تفاصيل العملية تؤكد أن فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، باتت تمتلك قدرات استخبارية وميدانية متقدمة تمكّنها من رصد التحركات الدقيقة للقوات الإسرائيلية، واستدراجها إلى "مصيدة نارية" أُعدت بعناية.
كمين مركب داخل بيئة معقدة
وأوضح أن الكمين وقع في بيئة حضرية شديدة التعقيد، حيث الشوارع الضيقة والمباني المتلاصقة، مضيفًا أن اختيار مبنى معين لتفجيره بعد دخول القوة الإسرائيلية يدل على أن المقاومة كانت تمتلك معلومات دقيقة مسبقة عن محور التوغل الإسرائيلي وتوقيت التقدم.
وأشار إلى أن الكمين عكس تنسيقًا عالياً بين وحدات الرصد والهندسة والتدخل السريع، مما مكن المقاومين من توجيه ضربة قاتلة في توقيت دقيق.
الأثر النفسي والعسكري
يرى أبو زبيدة أن الأثر النفسي لهذا النوع من الكمائن يتجاوز الخسائر البشرية، إذ إنه يُفقد الجنود الإسرائيليين ثقتهم بالتحصينات العسكرية، ويضعهم في حالة من الشك الدائم بالمباني والطرقات، لا سيما في المناطق التي يظنون أنهم "طهرّوها".
وأكد أن هذا الكمين يعزز من حالة الاستنزاف المتراكم في صفوف قوات الاحتلال، سواء على مستوى المعدات أو الجهد الاستخباري أو الجاهزية القتالية، خاصة في ظل انكشاف محدودية الخيارات التكتيكية أمام المقاومة المرنة.
وخلص أبو زبيدة إلى أن ما جرى في خان يونس يُعيد التأكيد على أن المقاومة لا تزال تحتفظ بمفاجآت تكتيكية واستراتيجية، وأنها تتحرك ضمن رؤية مدروسة تستند إلى:
من جهته، قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل تنفيذ كمائن نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتمدة على عنصر المباغتة والمفاجأة، مما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تفاديها أو الاستعداد لها.
وأوضح الفلاحي، في تحليله للمشهد العسكري في غزة، أن هذه الكمائن تُنفذ داخل بيئة حضرية شديدة التعقيد، حيث الشوارع الضيقة والمباني العالية وشبكة الأنفاق المنتشرة، ما يمنح المقاتلين الفلسطينيين ميزة نسبية، في ظل حرب غير تقليدية تجمع بين جيش نظامي ومقاومة تعتمد تكتيكات حرب العصابات.
ووصف الفلاحي الكمين بأنه "نقطوي ودقيق"، قائلاً إن اختيار منزل بعينه لتنفيذ العملية يشير إلى امتلاك المقاومة لمعلومات استخباراتية دقيقة وقدرتها على "قراءة أفكار" القوات الإسرائيلية المتقدمة، مرجحاً وجود تعتيم إعلامي إسرائيلي حول حجم الخسائر خشية إثارة الرأي العام الداخلي.
وأكد أن هذه الكمائن النوعية تشكل "عقبة رئيسية أمام الجيش الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني فعّال"، خصوصاً في ظل دخول التوغل الإسرائيلي بالمناطق الحضرية مراحل أولية فقط.
وفي السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن قائد الكتيبة 77 أن "كل مبنى تقريبا في خان يونس مفخخ"، بينما صرح قائد كبير في اللواء السابع لصحيفة معاريف قائلاً: "نخوض حرباً مستمرة منذ عامين، ولم نستعد لاحتمال خوض معركة طويلة الأمد... لقد أخطأنا في كيفية بناء قواتنا وتقدير طبيعة المواجهة".
من جانبه، شدد الفلاحي على أن نجاح المقاومة في تنفيذ عملياتها النوعية يعود إلى الاعتماد على أساليب مرنة تتغير وفق طبيعة الميدان، وتوزيع دقيق للمهام، ما يقلل خسائر المقاومين ويزيدها في صفوف القوات الإسرائيلية، خاصة تلك التي تعاني مسبقاً من نقص في القوة البشرية وتراجع في الجاهزية القتالية.
واختتم الفلاحي تحليله بالتأكيد على أن مثل هذه الكمائن لا تترك فقط أثراً ميدانياً، بل تلحق ضرراً معنوياً كبيراً في صفوف جنود الاحتلال، لاسيما حين تستهدف وحدات النخبة التي يُفترض أنها الأعلى تدريباً وتأهيلاً في الجيش الإسرائيلي.
كشفت وسائل الإعلام العبري، ظهر اليوم الجمعة، عن وقوع حدث أمني "صعب" آخر ضد قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال موقع حدشوت بزمان العبري، إنّ جنود الاحتلال وقعوا في كمين جديد للمقاومة في قطاع غزة.
وأشارت منصات للمستوطنين، إلى أن جنود الاحتلال وقعوا في كمائن منفصلة بقطاع غزة، فيما هبطت مروحية إخلاء جديدة في مستشفى "إيخلوف" في "تل أبيب"، ومروحية أخرى في مستشفى هداسا في القدس المحتلة.
وأوضح موقع حدشوت بزمان العبري، إن مجموعة من المقاومين أطلقوا قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وصباح اليوم، كشفت وسائل الإعلام العبري، عن وقوع جنود الاحتلال في حدث أمني وصفته بـ"الخطير" في معارك قطاع غزَّة.
وقال موقع حدشوت بزمان العبري، إنّ الحدث يدور حول انهيار مبنى على قوة من جيش الاحتلال في خانيونس مما أدى لمقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين، وما زال العمل جاري على انتشال الجنود من تحت الأنقاض.
وأشار الموقع العبري إلى أنه في حصيلة أولية تم إجلاء 10 جنود مصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية، فيما تناقلت منصات للمستوطنين عن وقوع 6 جنود قتلى وإصابة اثنين آخرين بجراح ميؤوس منها وحروق صعبة في كافة أرجاء جسديهما.
وأوضحت مصادر عبرية، أنّ القوة العسكرية مؤلفة من 12 جنديا وضابط وهي من قوات النخبة بجيش الاحتلال.
ويأتي هذا الحدث الأمني بعد ساعات قليلة من اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود خلال معارك أمس الاثنين شمالي القطاع.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلنت أمس الخميس تنفيذ عمليتين في خان يونس، وتنفيذ كمين مركب شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، أسفر عن وقوع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وقالت القسام في بيان إن الكمين نفذ الأحد الماضي في منطقة الخط الشرقي قرب موقع المبحوح، واستخدم فيه المقاتلون عبوات ناسفة وقذائف، واشتبكوا بأسلحة رشاشة مع القوات الإسرائيلية.
ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.