ما يعيب على المفكرين الخطابات السطحية أو المشحونة بالذاتية
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
المركزي: ميزان مدفوعات الكويت سجل عجزا بـ 150 مليون دينار في 2023المفكر ليس كغيره من الناس البسطاء ممن لم تتح لهم فرص التعلم وخوض تجارب تدبر الأمور. وعليه فإن المفكر يحمل، كذلك ليس مثل غيره من الناس، مسؤولية الفكر الذي يكنى به، من ناحية، ومسؤولية ما يصرح به من ناحية أخرى.
فلكي يستحق الإنسان كنية المفكر، وينعته الآخرون بها، ويقيمون احترامهم له بموجبها، لابد له من حمل امانة تلك الكنية والايفاء باشتراطاتها، والا تحولت الى نعت لا قيمة له، أو وبال سقط على رأسه، فصفة المفكر اذن، نعمة قد تتحول الى نقمة!
وربما تشابهت أمانة المفكر بأمانة القاضي الذي تفرض عليه مهنته الحيادية التامة بين المتخاصمين بما فيها الدولة التي يتقاضى منها مرتبه، فالمفكر قد يكون سياسياً أو قانونياً أو فيلسوفاً أو أديباً أو حتى عالم طبيعة، وهذه امور تستوجب فيه الموضوعية التامة دون ذاتية أو هوى، ناهيك عن زبدة ما ينطق أو يصرح به.
من هنا فإنه يعيب على المفكرين ما ينزلقون اليه من نقاشات سطحية وأساليب مناكفة رخيصة لا تمت لقيمة فكرية ولا لأسلوب مؤدب. فالضحالة المعرفية ومستوى المنطق المتدني وسوء آدب الحديث والحوار والاختلاف مع الآخر واللجوء الى الشتم والتخوين والتسفيه الأعمى لا ينبغي أن يكون لها من مكان في صورة المفكر المحترم وحديثه، ناهيك عن ذاتيه المشحونة بالأنا والنرجسية.
وانها لاشكالية حقاً عندما يجد المفكر نفسه ملتزماً مع فئة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو مذهبية لقول ما لا يؤمن به، أو لا يصدقه.
وأخيراً لابد من الإشارة الى ما يدفعه الإنسان ومنه المفكر من ثمن نتيجة انحدارات أو انتماءات لا دخل له في قدرتيها، وهو ما قد يضطره الى تبني فكر معين أو اتخاذ موقف محدد.
لكننا يجب في الأخر أيضاً ان نتدارك المبالغة في صفات المفكر التي تجب، فنقول: إن المفكر هو إنسان كذلك في حاجاته وامكاناته، في صوابه وزلاته!