اخبار السودان

أثير نيوز

سياسة

عودة اللاجئين من مصر إلى حضن الوطن … لماذا لا يعود من فرّوا إلى مناطق الدعم السريع؟ .. بقلم المهندس/ خالد مصطفى الصديق الفزازي

عودة اللاجئين من مصر إلى حضن الوطن … لماذا لا يعود من فرّوا إلى مناطق الدعم السريع؟ .. بقلم المهندس/ خالد مصطفى الصديق الفزازي

klyoum.com

[Cameron Hudson

@_hudsonc

Interesting that millions of Sudanese in Egypt who can return to SAF-held areas are returning home, but none of the millions of Sudanese to Chad or CAR, who would have to return to RSF-held areas are doing so. A true vote of no confidence .]

في تغريدة لافتة ، أشار الباحث الأمريكي Cameron Hudson إلى ما وصفه بـ"تصويت بعدم الثقة" في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع ، حين قال إن ملايين السودانيين في مصر يعودون إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية ، بينما لا يعود من لجأوا إلى تشاد وأفريقيا الوسطى إلى مناطق الدعم السريع .

هذا الطرح ، وإن بدا منطقيًا في ظاهره ، يخفي وراءه تبسيطًا مخلاً لحقيقة الصراع في السودان ، وتغافلاً عن جوهر المأساة الإنسانية والسياسية التي تعيشها البلاد .

لماذا يعود السودانيون من مصر؟

العودة الطوعية للسودانيين من مصر ، رغم ظروف الحرب وضيق الحال ، تعكس عمق الارتباط الوطني والثقة المتزايدة في قدرة الدولة السودانية ، ممثلة في القوات المسلحة ، على استعادة السيطرة وضمان الحد الأدنى من الاستقرار والأمان .

في مناطق سيطرة الجيش ، ورغم المعاناة الاقتصادية ، تجد الدولة قائمة بمؤسساتها السيادية والمدنية ، وبمحاولات دؤوبة لإعادة الحياة إلى طبيعتها :

يتم تأمين المدن والقرى وفق نظام انضباطي عسكري منضبط .

توجد محاولات لإعادة فتح المدارس والمستشفيات ، وإعادة تشغيل المرافق الحيوية .

أهم من ذلك ، يشعر المواطن بوجود القانون والانتماء ، لا بالخوف من سلطة غريبة أو محتلة .

هذه العودة ليست فقط تصويت ثقة في الجيش ، بل تعبير عن الانتماء لدولة واحدة ، مستقلة ، ذات سيادة ، تقاتل دفاعًا عن بقائها وكرامة شعبها .

ولماذا لا يعود السودانيون من تشاد وأفريقيا الوسطى؟

السؤال الأدق هنا ليس : لماذا لا يعودون؟ بل : هل توجد حياة أصلًا يمكن أن يُعاد إليها؟

مناطق الدعم السريع تحوّلت إلى مساحات خاضعة لحكم الميليشيا والمرتزقة :

انتشار فوضوي لمرتزقة من دول أجنبية (كولومبيا ، تشاد ، النيجر ، أفريقيا الوسطي ، جنوب السودان) .

غياب تام لمؤسسات الدولة أو سلطة القانون ، وبدلًا من ذلك : نظام قائم على الغنائم والسطو والاعتقال العشوائي .

تقارير موثقة من الأمم المتحدة ومنظمات دولية (هيومن رايتس ووتش ، العفو الدولية) أكدت وقوع :

إبادة جماعية في غرب دارفور .

اغتصاب جماعي ممنهج ضد النساء والفتيات .

حصار المدن وتجويع المدنيين (كما في الفاشر ونيالا) .

تدمير المرافق الحيوية وسرقة المساعدات الإنسانية .

أي سوداني يعيش في تشاد أو إفريقيا الوسطى ، يعلم أن العودة إلى مناطق الدعم السريع ليست "عودة إلى الوطن" ، بل عودة إلى حكم المليشيا ، إلى الخوف ، إلى اللاحياة .

رسالة مضمَرة في خطاب هدسون

حديث هدسون ، رغم ما يوحي به من حياد ، يندرج ضمن خطاب دولي مشبوه يسعى لتكريس "التوازن الأخلاقي" بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع .

وهي محاولة خبيثة لـ"تبييض" جرائم مكون مسلح انقلابي متمرد ، وتقديمه كسلطة موازية تستحق الاعتراف السياسي والدبلوماسي .

لكن الواقع على الأرض يُكذب ذلك .

السودانيون لا يحتاجون لمحلل في واشنطن ليقول لهم من يمثل الدولة ومن يمثل المشروع التخريبي .

الحقيقة التي أرادوا طمسها :

الجيش السوداني يمثل الدولة ، السيادة ، المؤسسات ، والانضباط .

الدعم السريع يمثل قوى التمرد ، الفوضى ، التبعية الخارجية ، والجرائم ضد الإنسانية .

ولهذا يعود السوداني من القاهرة ، لكنه لا يفكر في الرجوع من إنجمينا أو بانغي .

ختامًا :

ما يحدث ليس مجرد "تصويت بعدم الثقة" كما قال هدسون …

بل هو رفض جماعي للعودة إلى مناطق الخراب ، ومبايعة ضمنية لمن تبقى من بقايا الدولة السودانية .

وهذا الموقف الشعبي أقوى من أي طاولة تفاوض أو قرار مجلس أمن .

*المصدر: أثير نيوز | atheernews.net
اخبار السودان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com