تقرير أممي سري يكشف تورط الإمارات في تسليح ميليشيات السودان وجرائم الإبادة
klyoum.com
وطن – في تطور خطير يسلط الضوء على دور خفي للإمارات في الصراع الدامي بالسودان، كشف تقرير أممي سري مكوَّن من 14 صفحة عن دعم إماراتي مباشر لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
التقرير، الذي أعدته لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن، وثّق تفاصيل عمليات نقل أسلحة عبر جسر جوي إقليمي ينطلق من الإمارات إلى قواعد في تشاد، ومنها إلى داخل السودان عبر 3 مسارات برية رئيسية.
وبحسب التقرير، فإن طائرات من طراز إليوشن إيل-76 التابعة لشركات خاصة تنطلق من الإمارات بانتظام نحو تشاد، في رحلات وُصفت بأنها نمط ثابت لتهريب الأسلحة، ما يشير إلى تخطيط منظم وإرادة سياسية خلفها.
الأخطر أن بعض هذه الرحلات كانت تختفي عن الرادارات في مراحل معينة، وهو ما يُفهم منه وجود تعمد لإخفاء طبيعة الحمولة أو الجهة النهائية. الخبراء اعتبروا هذا النمط بمثابة دليل قوي على وجود جسر جوي للأسلحة بين أبوظبي وميليشيات الدعم السريع.
وفي الوقت الذي تسجل فيه منظمات حقوق الإنسان جرائم إبادة جماعية واغتصاب وقتل ونهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، فإن الدعم الإماراتي الموثق لهذه القوات يضع أبوظبي في مرمى الاتهام بالمشاركة غير المباشرة في تلك الجرائم.
الصدمة الأكبر جاءت خلال جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث تم توجيه اتهام صريح للإمارات بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في السودان، وهو ما يضع القيادة الإماراتية أمام مسؤولية قانونية ودولية محتملة.
في المقابل، تنفي أبوظبي رسميًا أي تورط لها في النزاع، لكن الأدلة الواردة في التقرير الأممي، إلى جانب تصريحات مسؤولين سودانيين، ترسم صورة مغايرة تمامًا وتكشف عن تورط أعمق مما يتم الإعلان عنه.
المراقبون يعتبرون هذه الوثائق مؤشرًا على استراتيجية إماراتية أوسع تهدف إلى السيطرة على الممرات الإقليمية الحيوية، عبر ميليشيات محلية تخدم أجندات سياسية وعسكرية في المنطقة.