اخبار السعودية

الخليج أونلاين

سياسة

بعد استهدافهم "إسرائيل".. هل تعيد أمريكا تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

بعد استهدافهم "إسرائيل".. هل تعيد أمريكا تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

klyoum.com

كمال صالح - الخليج أونلاين

- أبرز المستجدات التي أثارتها صواريخ الحوثي مؤخراً:

بالرغم من محدودية تأثيرها وفق خبراء ومتابعين، إلا أن صواريخ ومسيرات الحوثي التي أطلقتها الجماعة الموالية لإيران باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، ستلقي بضلالها على المشهد الإقليمي بشكل أو بآخر.

ويبدو أن ترسانة الحوثي من الصواريخ والمسيرات لفتت أخيراً نظر صانع القرار في واشنطن، وفي هذا السياق، قدّم 14 سيناتوراً أمريكياً مشروع قانون ينص على إعادة تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك بعد أيام من تبنيهم إطلاق دفعات من الصواريخ والمسيرات على "إسرائيل".

ومن شأن هذا القرار إن تم تمريره أن يلقي بظلاله على المشهد اليمني والإقليمي على حد سواء، وبلا شك سينعكس على طبيعة التفاهمات التي جرت بين الحوثيين والسعودية، ولا يستبعد أن يؤدي إلى اشتعال المواجهات مجدداً، وهذا ما تطرقت إليه وكالة "بلومبيرغ" أواخر أكتوبر الماضي، لكن فقط إن تحول المشروع إلى قرار..

حماية "إسرائيل"

يطمح أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين ينتمون للحزب الجمهوري، ويتقدمهم بيل كاسيدي، وستيف داينز، إلى جانب 12 آخرين، من وراء مشروع القانون، إلى "الوقوف في وجه الحوثيين؛ نظراً لأعمالهم التي تزعزع استقرار المنطقة، كما أنهم يشكلون تهديداً أمنياً على الولايات المتحدة، فضلاً عن تورطهم في الصراع ضد إسرائيل".

وجاء في رسالة نشرها السيناتور كاسيدي: "إذا كانت إدارة بايدن جادة في دعم إسرائيل، فيجب على الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين على حقيقتهم، كمنظمة إرهابية أجنبية".

وشددت الرسالة على ضرورة الوقوف إلى جانب من أسموه "أعظم أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة"، في إشارة إلى "إسرائيل"، لافتين إلى أن "إدارة جو بايدن تحتاج إلى إرسال رسالة قوية وحاسمة إلى النظام الإيراني، مفادها أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي تجه وكلاء طهران الساعين لتدمير إسرائيل".

وحتى اللحظة، لم يعلق الحوثيون على هذا التحرك في مجلس الشيوخ الأمريكي، لكنه يعيد للأذهان مخاوف أمريكا السابقة، حول جدوى تصنيف الجماعة، خصوصاً ما يتعلق بتأثير هذا التصنيف على الوضع الإنساني في اليمن.

تجميد القرار سابقاً

إدارة الرئيس الأمريكي كانت قد ألغت في فبراير من العام 2021، قرار تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية عالمية، مع بقاء عدد من قادتها في لائحة العقوبات.

الإلغاء جاء حتى قبيل دخول القرار حيز التنفيذ، إذ أدرجت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجماعة على لائحة الإرهاب في 30 ديسمبر من العام 2020، ليتم إلغاءه بعد ذلك بشهر وبضعة أيام فقط.

التراجع الأمريكي حينها، كان تحت مبرر "مراعاة الوضع الإنساني المتردي في اليمن"، وذلك بعد تحذيرات أطلقتها منظمات دولية حول تأثير القرار على وصول المساعدات والسلع إلى اليمنيين، لكن الخارجية الأمريكية أبقت على قادة الجماعة مشمولين بالعقوبات.

وكثيراً ما سعت السعودية والحكومة اليمنية لإقناع الإدارة الأمريكية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تستجب وظلت تتعامل مع الحوثيين كطرف يمني في الصراع، ودعمت انخراطهم في مفاوضات مباشرة مع السعودية.

انخراط حوثي في الحرب

المتحدث باسم الحوثيين، كان أعلن يوم 31 أكتوبر، دخول جماعته في سياق التصعيد، مؤكداً إطلاقها دفعة من الصواريخ والمسيرات باتجاه الأراضي المحتلة.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم وزارة الدفاع بحكومة الحوثيين الغير معترف بها دولياً، أن الجماعة ستواصل إطلاق المزيد من الصواريخ باتجاه "إسرائيل" رداً على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة.

لكن تحليلاً نشره موقع "الجزيرة" الإنجليزية، أشار إلى أن صواريخ الحوثي لن تحقق إلا أضرار رمزية في "إسرائيل"، وأن الجماعة إنما تخوض حرباً سياسية وليست عسكرية، وأن الهدف الحقيقي "هو المملكة العربية السعودية".

وبالرغم من إعلان "إسرائيل" أنها أسقطت أهدافاً في أجواء سواحلها الشمالية، إلا أن تأثيراً واضحاً لتلك الصواريخ لم يتم الإعلان عنه، علماً بأن الجيش الأمريكي سبق في أواخر نوفمبر أن أعلن عن اعتراض صواريخ ومسيرات أطلقها الحوثيون باتجاه شمال البحر الأحمر.

توتر مع السعودية

ويبدو أن الدور الذي يلعبه الحوثي في هذه المرحلة، يرتبط بتوجه طهران، وسبق أن نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في التاسع من أكتوبر الماضي، عن مسؤول إيراني قوله، إنه في حال تعرضت بلاده لهجوم فإن الرد سيكون بضربات صاروخية على "إسرائيل" من عدة مناطق بينها اليمن.

وفي أواخر أكتوبر، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة، قولها إن الجيش السعودي دخل في حالة تأهب قصوى إثر اشتباكات دامية مع الحوثيين، إثر محاولتهم إطلاق صاروخ فوق أراضي المملكة باتجاه "إسرائيل".

وأوضحت المصادر، أن أربعة جنود سعوديين قتلوا خلال مواجهات لم يتم الإعلان عنها في محافظة جازان الحدودية، وأن جيش المملكة "تمكن من اعتراض صاروخ فوق الأراضي السعودية أطلقه الحوثيون خلال الأسابيع الماضية".

Saudi Forces are now on High Alert after clash with Iran-backed Houthis.

Four Saudi soldiers died as Israel-Hamas war stirs the Houthis. Riyadh downed missile fired by the Iran-backed Houthis toward Israel.

انقسام في إدارة بايدن

لطالما كان ملف جماعة الحوثي محط انقسام داخل الإدارة الأمريكية، وبين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فبينما أدرجت إدارة دونالد ترامب الجمهوري، الجماعة في قوائم الإرهاب في ديسمبر 2020، جاءت إدارة بايدن الديمقراطي بعد شهر فقط وألغت القرار.

ويبدو الحال اليوم مثار انقسام أيضاً داخل الإدارة الأمريكية، ووفقاً للباحث في مركز واشنطن للدراسات سيف المثنى، فإن "إعادة تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية لا يزال في قيد النظر للإدارة الأمريكية، وهذا من خلال تصريح سابق للرئيس بايدن".

وأشار المثنى في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن هناك انقسام واضح في واشنطن تجاه تحركات الحوثيين الأخيرة، مضيفاً: "البعض يرى أن تبني الحوثي في إرسال الصواريخ وإن كان جانباً معنوياً ولم يحقق أهدافاً، إلا أنه منطقاً قوياً لإعادة تصنيف جماعة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية، وأن يكون المبدأ الأساسي هو الفصل بين أهداف مكافحة الإرهاب، والأهداف الإنسانية والسعي إلى تحقيق كليهما معا".

ولفت إلى أن الفريق الثاني، "يرى أن المفاوضات مع إيران والآثار السلبية على المساعدات لليمن، والهدوء النسبي للحرب والهدنة المستمرة في اليمن والمفاوضات الجارية، يمكن أن تمنع بايدن من إدراج الحوثيين جماعة إرهابية".

واختتم حديثه بالقول: "في تصوري ستوجه إدارة بايدن تحذيرات قوية للحوثيين إما صراحة أو عبر الوسيط العماني، إلا أن تفعيل العقوبات التي قد تنجم عن تصنيفهم جماعة إرهابية، سيتم بحذر شديد".

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار السعودية على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com