رأس المال الثقافي.. محرك جديد للنمو الاقتصادي في السعودية
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
أكثر من 15 ألف مشارك في إبداع 2026 بتعليم نجرانمحمود جبار - الخليج أونلاين
الإعلامي والأكاديمي د. واثق عباس:
الثقافة باتت أداة استراتيجية مزدوجة في المملكة، إذ تعزز الهوية الوطنية وتفتح الباب أمام الاستثمارات العالمية.
البنية التحتية الثقافية تخلق منصة عالمية للاستثمار، ما يجعل الثقافة محركاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية السعودية.
يؤكد ما تمخض عنه مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025، الذي أقامته السعودية أخيراً، أن المملكة نحو تعزيز الاستثمار في قطاع الثقافة بشكل غير مسبوق.
المؤتمر الذي عقد الاثنين (29 سبتمبر الماضي) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، يمكن وصفه بمنصة رائدة لاستعراض الفرص الاستثمارية والثقافية المتاحة على المستويين المحلي والدولي.
مشاركة أكثر من 150 متحدثاً وحضور 1500 من كبار صناع القرار وقادة الثقافة والاستثمار في المؤتمر، يعكس جدية المملكة في بناء اقتصاد ثقافي إبداعي مستدام.
وتناول المؤتمر على مدار يومين أكثر من 38 جلسة حوارية وورشة عمل، شملت أحدث التوجهات في الاستثمار الثقافي، والذكاء الاصطناعي في الصناعات الإبداعية، وأساليب تمويل القطاع الخاص، إضافة إلى استعراض تجارب دولية ناجحة واستكشاف الأسواق غير المستغلة.
وشهد المؤتمر توقيع أكثر من 89 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز الاقتصاد الثقافي والإبداعي في المملكة، كان أبرزها:
وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أكد أن القطاع الثقافي السعودي شهد منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نقلة نوعية، ارتفعت خلالها مساهمته في الناتج المحلي إلى 1.6%، وزاد عدد العاملين فيه إلى 234 ألف شخص.
وبحسب وكالة "واس" أوضح الوزير أن الدعم المالي للقطاع الثقافي وصل إلى نحو ملياري دولار، فيما تجاوزت الاستثمارات في البنية التحتية 81 مليار ريال (21.6 مليار دولار).
وحول جامعة الرياض للفنون، أكد الوزير إن الهدف أن تكون ضمن أفضل 50 جامعة دولية متخصصة في الفنون والثقافة، لتصبح حجر الأساس لتطوير المواهب الوطنية ودعم الصناعات الإبداعية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
من خلال ما تمخض عنه، يؤكد المؤتمر، أنه يعكس التزام السعودية بتقديم الثقافة بكونها فرصة استثمارية جاذبة.
يكون ذلك من خلال عرض نماذج تمويل مبتكرة، وبناء شراكات استراتيجية، وتطوير آليات جديدة لدعم الصناعات الإبداعية، وتعظيم دور رأس المال الثقافي في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي والدولي.
المؤتمر يؤكد أيضاً، أهمية دور الاستثمار الثقافي في تمكين المواهب الوطنية، وتعزيز العدالة والشمول، وتوسيع نطاق التأثير الثقافي خارج الحدود عبر الدبلوماسية الثقافية.
ويشير هذا الحدث إلى أن الثقافة في السعودية ليست مجرد مجال إبداعي، بل أداة استراتيجية لتنويع الاقتصاد الوطني وترسيخ الهوية الثقافية، تعكسمدى التزام السعودية بتقديم الثقافة كفرصة استثمارية واعدة، تتيح للمواهب الوطنية الإبداع والابتكار، وتعزز دور رأس المال الثقافي في تحفيز النمو الاقتصادي.
ووفق متخصصين، يشكل هذا المشروع جزءاً من خطة المملكة لتطوير رأس المال الثقافي، ورفع مساهمة القطاع الثقافي في الناتج المحلي وتعزيز مكانته على الساحة العالمية.
الإعلامي والأكاديمي د. واثق عباس يقول في حديثه لـ"الخليج أونلاين" إن الثقافة باتت أداة استراتيجية مزدوجة في المملكة، إذ تعزز الهوية الوطنية من الداخل وتفتح الباب أمام الاستثمارات العالمية من الخارج، في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأكد عباس أن تعزيز الهوية يساهم في دفع العجلة الاقتصادية، موضحاً أنه يتم من خلال:
إحياء التراث والمواقع التاريخية.
دعم الفنون الشعبية والرقصات والأزياء المحلية.
إدماج الفنون والتاريخ في التعليم، وإطلاق مبادرات لتعزيز اللغة العربية.
توفير الدعم للفنانين وصناع المحتوى لإنتاج أفلام وكتب وأعمال تعكس القصص السعودية الأصيلة.
وأكد عباس أن الثقافة تعدّ قوة ناعمة للاستثمار، لافتاً إلى أن ما يساعد على جذب رأس المال ليصب في النشاطات الثقافية لتتحول بالتالي إلى رافد اقتصادي للمملكة يتمثل بـ:
تطوير وجهات سياحية كبرى.
إنشاء متاحف وفنادق عالمية المستوى مستوحاة من التراث السعودي.
تنظيم فعاليات كبرى مثل موسم الرياض ومهرجان البحر الأحمر السينمائي.
إنشاء مدن إنتاج إعلامي ومسارح ومعارض بمعايير عالمية، مع تسهيلات ضريبية لجذب شركات عالمية.
بناء بيئة ثقافية وحيوية تجعل المملكة وجهة مفضلة للمواهب العالمية.
ولفت عباس إلى أن "خلاصة الموضوع تتمثل في أن الأصالة الثقافية تعزز الهوية السعودية، والبنية التحتية الثقافية تخلق منصة عالمية للاستثمار، ما يجعل الثقافة محركاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية بالمملكة".