ما الذي يميز الدورة الـ"80" للجمعية العامة للأمم المتحدة؟
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
نور الرياض يعلن انطلاق النسخة الخامسة لأكبر احتفال للفنون الضوئية في العالموضاح حيدر - الخليج أونلاين
تقعد هذه الدورة التي تمتد من 23 إلى 29 سبتمبر تحت شعار "معاً أفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"
تنعقد الدورة 80 من الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الأيام، وسط أحداث استثنائية، حيث تداخلت الملفات الساخنة مع لحظات تاريخية غير مسبوقة.
أبرز هذه الأحداث الاعتراف بدولة فلسطين مع غياب رئيسها، وعودة الرئيس السوري إلى المنبر الأممي بعد غياب 60 عاماً، لتبدو هذه الدورة وكأنها مرآة للتحولات الكبرى في النظام الدولي.
وتتولى وزيرة الخارجية الألمانية السابقة أنالينا بيربوك رئاسة الدورة 80 للجمعية العامة، وهي أول امرأة من مجموعة دول أوروبا الغربية تتولى هذا المنصب، وواحدة من أصغر القادة سناً إذ تبلغ من العمر 44 عاماً.
كما تقعد هذه الدورة التي تمتد من 23 إلى 29 سبتمبر تحت شعار "معاً أفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، لتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنشيط التعاون العالمي.
حل الدولتين
كان الاعتراف بدولة فلسطين أبرز الإنجازات التي حصلت عشية انعقاد الدورة الحالية بحضور زعماء العالم، بفضل "مؤتمر حل الدولتين" (الاثنين 22 سبتمبر) الذي ترأسته السعودية وفرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967.
وأعلنت بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين بعد يوم من اعتراف مماثل صدر عن بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال وغيرهم من الدول الأعضاء.
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بالمؤتمر اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين، فيما قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن "مؤتمر حل الدولتين فرصة تاريخية لتحقيق السلام"، مضيفاً أن "إسرائيل تواصل ارتكاب جرائمها الوحشية في غزة وانتهاكاتها في الضفة والقدس الشريف"، ودعا "بقية الدول إلى اتخاذ الخطوة التاريخية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وفي المقابل، قوبل القرار بمعارضة أمريكية – إسرائيلية واضحة، رغم الإجماع داخل المجتمع الدولي على حل أقدم صراع في الشرق الأوسط، حيث قاطعت واشنطن وتل أبيب أعمال المؤتمر.
منع الرئيس الفلسطيني
لكن الحدث الأكثر إثارة كان منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الحضور شخصياً إلى نيويورك لتمثيل بلاده في القمة.
ورغم الضغوط، نجحت الدبلوماسية العربية والفلسطينية في تمرير مشروع قرار بالجمعية العامة (19 سبتمبر) يسمح له بإلقاء كلمة مرئية، في سابقة نادرة بتاريخ الأمم المتحدة، بموافقة 145 دولة عضواً.
كما جاء القرار بعدما ألغت الولايات المتحدة تأشيرة دخول الرئيس عباس، ومنعته مع عدد من أعضاء وفد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من دخول أراضيها للمشاركة حضورياً في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، احتجاجاً على مؤتمر حل الدولتين.
ولم يسبق للأمم المتحدة أن شهدت مثل هذا الحظر الشامل، وهو ما اعتُبر تصعيداً غير مسبوق، ويذكر هذا الموقف بالعام 1988، حين منعت واشنطن زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات من السفر إلى نيويورك.
سوريا تعود إلى المنبر الأممي
من التطورات اللافتة في هذه الدورة مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع كأول رئيس لسوريا منذ 60 عاماً في أعمال الجمعية العامة.
هذه العودة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل حملت في طياتها مؤشرات عميقة على إعادة إدماج دمشق تدريجياً في المجتمع الدولي بعد سنوات من الحرب والعزلة والعقوبات.
ومن المتوقع أن يركز خطاب الرئيس السوري يوم الأربعاء 24 سبتمبر، على المطالبة برفع العقوبات والدعوة إلى دور أممي في إعادة الإعمار.
وكان الشرع وصل الأحد 21 سبتمبر الجاري إلى نيويورك، حيث بدأ جدول أعماله بلقاء مع وفد من الجالية السورية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تشمل زيارته لقاء بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية مع زعماء عدة دول.
كما تتضمن الزيارة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء مجلس الشيوخ، بهدف مناقشة رفع العقوبات المفروضة على سوريا وتطوير العلاقات الثنائية، ومن المقرّر أن تستمر 5 أيام.
بين الرمزية والتأثير
رغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونياً، إلا أن قوتها تكمن في كونها تعكس الإرادة الجماعية لـ193 دولة عضو، وتعد بمثابة برلمان العالم، ومنبر لإعلان المواقف، وصياغة الرأي العام الدولي.
أنشئت الجمعية العامة عقب الحرب العالمية الثانية بموجب ميثاق الأمم المتحدة الموقع في سان فرانسيسكو بتاريخ 26 يونيو 1945، وعقدت أولى دوراتها في لندن يوم 10 يناير 1946 بمشاركة 51 دولة فقط، قبل أن يتوسع عدد الأعضاء ليعكس تقريباً مجمل دول العالم.
وبموجب الميثاق الأممي، تضطلع الجمعية العامة بمهام واسعة تشمل:
كما يمنح القرار الأممي المعروف بـ"الاتحاد من أجل السلم" الصادر عام 1959 الجمعية العامة صلاحية التحرك في حال عجز مجلس الأمن بسبب استخدام حق النقض (الفيتو)، ما يتيح لها التوصية باتخاذ تدابير جماعية لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وتعقد الجمعية العامة دورتها العادية سنوياً من سبتمبر حتى ديسمبر، مع إمكانية استئنافها بين يناير وسبتمبر للنظر في القضايا الطارئة.
كما ينتخب رئيسها كل عام من بين المجموعات الإقليمية الخمس، فيما تمنح كيانات غير عضو مثل الفاتيكان والاتحاد الأفريقي ودولة فلسطين صفة مراقب للمشاركة في أعمالها.
وتنص المادة 18 من ميثاق الجمعية العامة على أن لكل دولة عضو صوتاً واحداً، وتتخذ القرارات في القضايا المصيرية، مثل حفظ السلم والأمن وانتخاب الأعضاء الجدد أو تعليق عضوية دولة، بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين، أما المسائل الأخرى فتقر بأغلبية بسيطة.