مسيرات "إم كيو 9" تعيد تشكيل القدرات الجوية السعودية
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
أكثر من 20 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرةكمال صالح - الخليج أونلاين
امتلاك السعودية 100 طائرة من طراز "إم كيو 9 ريبر" سيمنحها تفوقاً جوياً غير مسبوق
صفحة جديدة توشك أن تُفتح في العلاقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة، بعد الكشف عن اعتزام واشنطن بيع 100 طائرة مسيّرة من طراز "إم كيو 9 ريبر" إلى المملكة.
هذا التطور يأتي تنفيذاً لأضخم صفقات دفاعية في التاريخ، جرى توقيعها بين الرياض وواشنطن خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة في مايو الماضي بقيمة بلغت 142 مليار دولار.
كما تتجاوز الصفقة حدود تحديث قدرات الجيش السعودي الجوية، من خلال مساهمتها في توطين الصناعات الدفاعية بما ينسجم مع "رؤية 2030".
صفقة ضخمة
يمكن القول إن السعودية ستكون من أوائل الدول التي ستحصل على هذا النوع من الطائرات الحديثة والثقيلة غير المأهولة، جنباً إلى جنب مع قطر، والإمارات ودول أخرى في أوروبا.
والجمعة (5 سبتمبر) قالت وكالة "رويترز"، إن إدارة الرئيس ترامب تعتزم إعادة تفسير معاهدة دولية للحد من الأسلحة تعود إلى 38 عاماً، بما يتيح بيع الطائرات المسيّرة المتطورة لدول حليفة وعلى رأسها السعودية.
وتأتي الصفقة في توقيت بالغ الحساسية، إذ تتجه المنطقة نحو مزيد من سباق التسلح التكنولوجي، خصوصاً مع سعي دول الخليج إلى إدخال أحدث الأنظمة الدفاعية والهجومية.
ومع اقتراب المملكة من إدخال هذا النوع من المسيرات ضمن قواتها الجوية، سيساهم ذلك في تطوير قدراتها الدفاعية، وسيمنحها تفوقاً مهماً، بالنظر إلى ما تمتلكه هذه الطائرات من مميزات، وتاريخها العسكري خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
Exclusive: Trump to reinterpret 1987 missile treaty to sell heavy attack drones abroad https://t.co/CDENIMZU1x https://t.co/CDENIMZU1x
هذه الخطوة الأمريكية، هي امتداد لحزمة الصفقات العسكرية الضخمة التي جرى التوقيع عليها بين السعودية والولايات المتحدة خلال زيارة ترامب إلى الرياض منتصف مايو الماضي، بقيمة تبلغ 142 مليار دولار، ووفق البيت الأبيض فإنها "أكبر اتفاق للتعاون الدفاعي تبرمه واشنطن على الإطلاق".
ومن شأن هذه الصفقة أن تعزز العلاقات العسكرية بين البلدين، وتعيد الشراكة إلى ذروتها خصوصاً أن المملكة تعتبر أكبر مشترٍ للسلاح الأمريكي في العالم وفق وكالة "رويترز" (13 مايو 2025).
مميزات المسيرة
وتعد المسيّرة "إم كيو 9 ريبر" واحدة من أكثر الطائرات دون طيار تطوراً في العالم، إذ جرى تصميمها لتكون أداة فعالة في الحروب الحديثة بفضل قدراتها القتالية العالية، ومداها الطويل، وكفاءتها في تنفيذ المهام الجوية المعقدة، وفيما يليأهم المواصفات والقدرات التي تمتلكها:
كما لعبت "إم كيو 9 ريبر" دوراً هاماً في عمليات عسكرية أمريكية محورية، أبرزها اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020.
قيمة مضافة
وساهم التعاون العسكري السعودي الأمريكي الذي امتد لعقود، في حصول المملكة على تفوق نوعي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصاً التهديدات الإيرانية وهجمات الحوثيين من اليمن.
وتتمتع طائرات "إم كيو 9 ريبر" بسمعة عالمية ليس لها مثيل الأمر الذي يجعلها إضافة نوعية كبيرة للقوات الجوية السعودية، وفق الخبير العسكري العقيد إسماعيل أيوب الذي قاللـ"الخليج أونلاين":
- الطائرة تعتبر أفضل مسيرة تكتيكية على مستوى العالم، لا شيء يوازيها من حيث الطيران والتجهيزات والقدرة النارية، لدرجة أن كثير من دول العالم تتمنى أن تمتلكها.
- حصول السعودية على 100 طائرة منها شيء عظيم، فالكثير من دول الصف الأول في أوروبا وحتى بريطانيا لا تمتلك هذا العدد من الطائرات.
- هذا يعطي فائض قوة إضافية للقوات الجوية السعودية، بحيث تستطيع تنفيذ عمليات جوية سواء في اليمن أو في أماكن أخرى.
- خاصة أن هناك ميزان استراتيجي عسكري بين السعودية وبين إيران على ضفتي الخليج، يعني بتعطي فائض قوة إضافية لسلاح الجو السعودي".
- الطيران المسير وخاصة على مستوى "الريبر" أصبح الآن لا يقل أهمية عن الطيران المأهول، مثل طائرات "إف 16" و"التايفون"، و"التورنادو"، وغيرها من الطائرات التي تمتلكها السعودية.
- بلا شك أن هناك سباق تسلح على ضفتي الخليج العربي، ويمكن أن تتحسس إيران من امتلاك السعودية للمسيرة "ريبر".
- لكن هذا لن يؤثر على الحالة التي تميل إلى الهدوء بين السعودي وإيران، خاصة بعد أن تلقت الأخيرة ضربة من الولايات المتحدة و"إسرائيل" مؤخراً.
- أيضاً أصبح بمقدور السعودية أن تنفذ عمليات جراحية داخل صعدة وداخل أصعب المسالك الجبلية في اليمن، وبالتالي تستطيع أن تحد من مستوى القوة التي تمتلكها إيران هناك.
- هذا سينعكس سلباً بشكل أو بآخر على الوجود الإيراني في اليمن.
- لكن أيضاً أن إيران قطعت شوطاً كبير في صناعة الطائرات المسيرة، صحيح أنها ليست على مستوى الصناعات الأمريكية، لكن بشكل أو بآخر هناك سباق تسلح بهذا النوع من الطائرات بين الرياض وطهران.
- حصول المملكة على 100 طائرة "إم كيو 9 ريبر"، يمثل جزء من توازن القوى التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية مع إيران.
تعزيز الصناعات المحلية
ومنذ العام 2021، تعمل الهيئة العامة للصناعات العسكرية بالسعودية على تصنيع 40 نظاماً للطائرات المسيرة خلال 5 سنوات دعماً لـ"رؤية 2030" التي تسعى إلى توطين 50% من الصناعات الدفاعية.
ودعماً لهذا القطاع أيضاً نصتبنود صفقة شراء100 طائرة "إم كيو 9 ريبر"، على تصنيع جزء منهاداخل السعودية لتعزيز مكانتها أيضاً كفاعل إقليمي في مجال الصناعات المتقدمة.
وفي هذا السياق يشيرالعقيد إسماعيل أيوب، إلى أنه في حال كان هناك مشروع لتصنيع جزء منها داخل المملكة، فهذا "يعطي قيمة مضافة للصناعات العسكرية السعودية" مضيفاً:
- يمكن في 2030 أو ما بعدها أن تصبح السعودية قادرة على إنتاج ما تحتاجه القوات الجوية أو البرية من الطائرات المسيرة.
- لا يوجد هناك تحديات مادية تواجه هذا المسار، بل من الممكن أن يكون هناك تحديات علمية، وتحديات استراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة.
- من الناحية المادية فالمملكة تستطيع تأمين تكاليف تصنيع الطائرة، وبالإمكان إذا وافقت أمريكا كونها بلد المنشأ الأصلي، أن تبيعها إلى دول أخرى.