بطاركة الكنائس في القدس: قصف إسرائيل كنيسة اللاتين خرق فاضحًا للقوانين الدولية
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مسؤول إسرائيلي : مفاوضات الدوحة تواجه صعوبات كثيرةالقدس المحتلة-مصدر الإخبارية
دان "بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس المحتلة، قصف الاحتلال الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة (كنيسة اللاتين) في مدينة غزة، والذي وقع أمس الخميس وأسفر عن استشهاد 3 وإصابة آخرين بينهم الأب جبرائيل رومانيلي، راعي الكنيسة.
وأكد بطاركة القدس، في بيان رسمي اليوم الجمعة، أن استهداف كنيسة تؤوي أكثر من 600 لاجئ يعد خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية وتدنيسًا لمكان مقدس، مشددين على أن هذا الاعتداء يضاف إلى سلسلة الجرائم التي يتعرض لها المدنيون في غزة.
وطالب البيان قادة العالم ووكالات الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان حماية جميع المواقع الدينية والإنسانية وتوفير الإغاثة العاجلة للسكان الذين يعانون من الجوع والعطش في القطاع.
من جهتها، أكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أن استهداف الكنائس والمؤسسات الدينية تحت أي ذريعة يمثل تهديدًا مباشرًا للوجود المسيحي في الأرض المقدسة، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لحماية دور العبادة في غزة.
وفي هذا السياق، قال الأب عبد الله يوليو، الراعي الروحي لكنيسة الروم الكاثوليك في فلسطين، إن "إسرائيل تمارس سياسة استئصال ممنهج للمكون المسيحي في غزة"، مشيرًا إلى أن استهداف الكنائس جريمة حرب متكررة تعبّر عن سياسة إبادة شاملة ضد الفلسطينيين بمختلف أطيافهم الدينية والسياسية.
وأضاف أن الهجوم وقع بعد دقائق فقط من انتهاء الصلاة، حيث أصيب الأب جبرائيل في محاولة واضحة لإحداث مجزرة داخل الكنيسة.
وأوضح الأب يوليو أن المسيحيين في غزة تعرضوا لتدمير ممنهج طال معظم كنائسهم ومراكزهم ومدارسهم ومنازلهم، خاصة في البلدة القديمة التي أصبحت اليوم واحدة من أبرز مناطق الإخلاء القسري.
ولفت إلى وجود عائلات مسيحية "مُسحت من السجل المدني"، وسقوط عشرات الشهداء والمصابين من أبناء الطائفة، فضلًا عن اعتقال مسيحيين من غزة بتهمة التمسك بأرضهم ورفضهم النزوح.
وأضاف أن ما يجري في غزة ليس معزولًا عما يحدث في القدس، حيث سبق أن أغلقت "إسرائيل" كنيسة القيامة قسرًا خلال الحرب مع إيران، وسط قيود ممنهجة على وصول الفلسطينيين إلى مقدساتهم المسيحية والإسلامية.
ووجه نداءً عاجلًا إلى الهيئات المسيحية حول العالم للتحرك فورًا لوقف ما وصفه بـ"الإبادة والاستئصال المنظم للوجود المسيحي في غزة".
وفي السياق نفسه، قال النائب البطريركي لكنيسة اللاتين في القدس، المطران وليام الشوملي، إن استهداف الكنيسة في غزة "يمثل جزءًا صغيرًا مما يتعرض له القطاع من ويلات وعدوان شامل"، معتبرًا أن التبرير الإسرائيلي بأن القصف كان "خطأ" غير مقبول، لأن الكنيسة معروفة ومحددة لدى جميع الأطراف وتخضع لحماية دولية. وأكد أن استهداف موقع ديني مقدس يعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في غزة.
وأعرب بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر عن "حزنه العميق" عقب استهداف كنيسة العائلة المقدسة، حيث بعث الكاردينال بيترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، برقية جاء فيها أن "قداسته يشعر بحزن بالغ لسماعه نبأ وقوع خسائر في الأرواح وإصابات بسبب الهجوم العسكري على الكنيسة".
وأكد البيان تضامن البابا مع الأب رومانيلي وأبناء الرعية كافة، مجددًا الدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، مشددًا على أهمية حماية المدنيين والمقدسات الدينية.
وبحسب متحدث الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، فقد ارتقى 3 شهداء إثر القصف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة، وهما سعد سلامة و فوميا عياد، ونجوة داود (عياد) في وقت كانت فيه الكنيسة تؤوي أكثر من 600 نازح من المسيحيين وغيرهم الذين فقدوا منازلهم جراء الحرب.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، أربعة كنائس رئيسية في قطاع غزة بشكل كامل، وهي كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية، وكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، وكنيسة القديس توما، وكنيسة دير اللاتين، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير أجزاء كبيرة من هذه الأماكن المقدسة التي كانت تؤوي آلاف النازحين مدنيين.
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
اقرأ/ي أيضا: ماكرون يدين بشدة قصف الاحتلال كنيسة اللاتين في غزة