الهلال الأحمر: غزة تواجه أخطر أزمة نفسية في تاريخها
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
نفذ عملية قبل عام ونصف قتل فيها جنديان.. اغتيال مطارد في نابلسحذّر مصطفى الزعيم، منسق فريق الطوارئ بدائرة الصحة النفسية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة غزة، من الارتفاع غير المسبوق في معدلات الاضطرابات النفسية التي يعانيها السكان بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية، مؤكدًا أن المجتمع الفلسطيني يعيش “أسوأ أزمة نفسية واجتماعية في تاريخه الحديث”.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الصدمات التي تعرّض لها الناس تجاوزت حدود القدرة البشرية على التحمّل، إذ مرّ الأهالي بسلسلة متواصلة من الأحداث المروّعة، بدءًا من فقدان المنازل والتهجير القسري، وصولًا إلى انعدام الأمان ونقص الغذاء والدواء والمياه".
وأضاف الزعيم: "ما يعيشه الناس ليس حدثًا طارئًا، بل حالة يومية من الخوف والرعب، تترك آثارًا نفسية عميقة على جميع فئات المجتمع".
وأشار إلى أن النساء يتحملن العبء الأكبر، إذ يجدن أنفسهن مسؤولات عن حماية أسرهن وإدارة شؤون الحياة في ظروف قاسية غير صالحة للعيش، موضحًا: "المرأة لم تعد فقط أمًا أو ربة منزل، بل أصبحت خط الدفاع الأول في مواجهة الضغط النفسي داخل الأسرة."
وأضاف أن معظم النساء يعانين اليوم من مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
ووفقًا للزعيم، فإن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، إذ رصدت طواقم الهلال الأحمر ارتفاعًا حادًا في مؤشرات الخوف المزمن، واضطرابات النوم، والتبول اللاإرادي، ونوبات الغضب، وفقدان التركيز.
وأوضح أن مشاهدة القصف المستمر، وسماع أصوات الطائرات، وفقدان الأقارب، جميعها عوامل ترسّخ في الطفل إحساسًا دائمًا بالتهديد.
وتتوافق تحذيرات الهلال الأحمر مع تقارير أممية ودولية عديدة؛ فقد أكدت اليونيسف في بيان سابق أن أطفال غزة يعيشون “أزمة صحة نفسية كارثية”، وأن أكثر من 90% منهم تظهر عليهم علامات الصدمة النفسية. كما وصفت المنظمة الوضع بأنه “أكبر انهيار نفسي جماعي يشهده جيل كامل من الأطفال”.
أما منظمة الصحة العالمية فأشارت في تقرير لها إلى أن الحرب دمّرت معظم مرافق الصحة النفسية، وأن آلاف الحالات التي تحتاج إلى علاج متخصص لا تجد أي خدمة توفر لها الحد الأدنى من الرعاية.
وقالت المنظمة إن استمرار التهجير والعيش في بيئات مكتظة دون خصوصية يزيد من تدهور الحالة النفسية للمدنيين ويحرمهم من عوامل الاستقرار الضرورية.
من جانبها، ذكرت الأونروا أن العائلات في المخيمات تعيش حالة “اختناق نفسي” بسبب غياب المساحات الآمنة والعيش في خيام لا توفر الخصوصية أو الراحة، مما يرفع مستوى التوتر داخل الأسرة ويزيد من الخلافات والمشكلات الاجتماعية.
وأكد الزعيم أن طواقم الدعم النفسي في الهلال الأحمر تعمل وفق القدرات المتاحة، وتبذل جهودًا مستمرة لتنفيذ جلسات التفريغ النفسي وزيارات ميدانية للأسر، إضافة إلى تلقي الشكاوى من مراكز الإيواء وغيرها من المناطق.
وأشار إلى أن تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمراكز الصحة النفسية المتخصصة ونقص الكوادر المدربة يضاعف من صعوبة التدخلات.
وفي ختام حديثه، دعا مصطفى الزعيم المؤسسات الدولية إلى إطلاق برامج طارئة وشاملة لدعم الصحة النفسية، معتبرًا أن إنقاذ المجتمع الفلسطيني من تبعات الحرب النفسية "لا يقل أهمية عن توفير الغذاء والمأوى"