كيف تفكك إسرائيل حلم الدولة الفلسطينية؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
أونروا: تكلفة النزوح من مدينة غزة إلى جنوبي القطاع 3.180 دولاراوكالات – مصدر الإخبارية
تشير صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن إسرائيل "تعمل بشكل متواصل على تقويض البنْية الدقيقة للحكم في الضفة الغربية المحتلة، وهي البنْية التي أُنشِئت على مدى ثلاثة عقود".
وتعود الصحيفة بالذاكرة إلى عام 2002، حين "خاض الجيش الإسرائيلي معارك ضارية في مخيم جنين للاجئين، واستغرقت المعارك عشرة أيام، وخسرت إسرائيل خلالها 23 جندياً قبل السيطرة على المخيم. أمّا في أوائل عام 2025، فقد دخلت دبابات إسرائيلية المخيم ذاته دون مقاومة تُذكر".
وتوضح الصحيفة أن ضَعف مقاومة ما يسمى بـ"كتيبة جنين" يعود إلى سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، فضلاً عن صدامات مع أجهزة الأمن الفلسطينية.
وتشير الصحيفة إلى أن "مقاتلي المخيم قد اختفوا، وكذلك سكانه البالغ عددهم نحو 25 ألف فلسطيني، الذين شُرّدوا إلى أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، ويعيشون الآن في خيام ومدارس ومبانٍ غير مكتملة".
وتبيّن "فايننشال تايمز" أنه بعد تسعة أشهر من دخول الجنود الإسرائيليين، أصبحت السيطرة على المخيم شبه كاملة، إلى حد أن الجنود يتجولون في سيارات مدنية مكشوفة ويضحكون بينما تقوم الجرافات بتدمير أنقاض المخيم.
وتوضح الصحيفة أن اتفاقات أوسلو – الأولى والثانية – وُقّعت في منتصف التسعينيات، وأنشأت السلطة الفلسطينية كحكم ذاتي مؤقت. وكانت الرؤية أن تقود هذه الاتفاقات إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي، يتبعه إعلان قيام الدولة الفلسطينية.
إلا أن اليمين الإسرائيلي رأى في أوسلو "خيانة"، بحسب الصحيفة، خاصة لارتباطها بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير. وتلفت إلى أن رئيس الوزراء إسحق رابين اغتيل عام 1995 على يد يهودي متطرف بسبب توقيعه على الاتفاق.
وتشير الصحيفة إلى أن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الحالي وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، يُعد أبرز معارضي أوسلو، ويقود مساراً يسعى إلى محو أي أثر لاحتمال قيام دولة فلسطينية.
كما تلفت "فايننشال تايمز" إلى أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي قابله سموتريتش بالتهديد بضم ما يعادل 82 في المئة من الضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية والمستوطنات التي تضم نحو 750,000 مستوطن.
وتوضح الصحيفة أن سموتريتش استغل انشغال العالم بحرب غزة ليُفكك فعلياً ما تبقى من اتفاقات أوسلو؛ لتنفيذ الهدف اليميني النهائي: ضم الضفة الغربية.
وتسلط الصحيفة الضوء على أن تأثير سموتريتش لا يقتصر على الشأن السياسي، بل يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية في الضفة الغربية.
وتوضح الصحيفة أن تصنيف مناطق الضفة إلى A وB وC لم يعد محترماً، بحسب تعبيرها، فالقوات الإسرائيلية بدأت بالتحرك ليلًا في مناطق التصنيف A.
ويشير المقال إلى أن ما يجري في الضفة الغربية اليوم ليس مجرد حملة أمنية إسرائيلية، بل هو تفكيك "ممنهج" للبنية الفلسطينية "الهشة" التي نشأت عن اتفاقات أوسلو. ومع أن تلك الاتفاقات فقدت زخمها منذ سنوات، إلا أن تأثيرها المؤسسي لا يزال قائماً، وهو ما تسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة نتنياهو وسموتريتش، إلى القضاء عليه نهائياً.