تقرير الهجوم الإلكترونيِّ على أمجد الشُّوا يكشف تمسُّك السُّلطة بالانقسام
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
خروقات إسرائيلية مستمرة: غارات ونسف منازل في خانيونس وغزةبعد وقت قصير من الحديث الإعلامي عن ترشيح رئيس شبكة المنظمات الأهلية، أمجد الشوا، لمنصب رئيس لجنة التكنوقراط في قطاع غزة خلال المرحلة القادمة، سارعت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتبع أصحابها لأجهزة السلطة لمهاجمة الرجل وشيطنته والإعلان عن عدم قبوله في هذا المنصب.
ورغم أن الشوا ناشط حقوقي وإنساني من قطاع غزة، وله حضور إعلامي وميداني واضح في الأزمات التي تواجه القطاع، إلا أن الحسابات التي هاجمت الرجل جاء هجومها بشكل منسق ومتزامن ما يعكس رفض السلطة لأي عروض لإنهاء أزمة غزة.
ونفذت الحملة عبر حسابات معروفة أنها تتبع للسلطة ودائمًا تعمل على مهاجمة المقاومة في قطاع غزة، وأخرى وهمية أو مجهولة تستهدف شخصيات أو قضايا فلسطينية، باعتبارها جزءاً من حرب سيبرانية لكسب النفوذ أو تشويه السمعة.
وتهدف هذه الحملة إلى التشويش على مشروع إدارة ما بعد الحرب في غزة، كما تعكس رغبة السلطة في أن تبقي ملف غزة ضمن أطرها وبالتالي تجد في تشويه الشوا وسيلة لاستباق ترشيحه أو تغييره بشخص آخر أكثر قرباً أو خضوعاً.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي سامي محمد أن أمجد الشوا يعد من أبرز الشخصيات الوطنية والإنسانية في الساحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه يمتلك مسيرة طويلة في العمل الحقوقي والمجتمعي من خلال دوره في مؤسسات حقوق الإنسان وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية.
وأوضح محمد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الشوا يعتبر من الكوادر المعروفة والمشهود لها بالكفاءة والنزاهة في قطاع غزة، ويحظى بقبول واسع داخل الأوساط الشعبية والمدنية.
وبين محمد أن اختيار الشوا لم يأتِ بصورة عشوائية أو نتيجة ظرف طارئ، بل جاء بعد نقاشات عميقة ومطوّلة بين الفصائل الفلسطينية وجمهورية مصر العربية، التي تلعب دورًا محوريًا في إدارة الملف الفلسطيني، ولا سيما في ما يتعلق بقطاع غزة.
وأشار إلى أن عملية الاختيار عكست رغبة في إيجاد شخصية توافقية مستقلة قادرة على إدارة المرحلة المقبلة بحكمة ومسؤولية.
ولفت المحلل السياسي إلى أن الحملة التي استهدفت الشوا جاءت في "إطار المناكفات السياسية القديمة بين بعض الأطراف الفلسطينية"، موضحًا أنها تعبر عن سوء تقدير وضيق في الأفق السياسي لدى الجهات التي تقف خلفها.
ولفت إلى أن تلك الحملة تعبّر عن تغليب للمصالح التنظيمية والشخصية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العامة، في وقت تحتاج فيه الساحة الفلسطينية إلى التكاتف لا التناحر.
وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تجاوز التجاذبات السياسية ودعم الشخصيات الوطنية المستقلة التي تمتلك رصيدًا من الثقة والمصداقية، مؤكدًا أن دعم أمثال أمجد الشوا يمثل خطوة ضرورية لتعزيز الوحدة الوطنية وخدمة القضية الفلسطينية في مرحلة حساسة من تاريخها.
وذكر أن ذلك يعكس ذلك وجود نوايا غير صادقة تجاه مسار الوحدة الوطنية والحوار الفلسطيني الشامل، في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية إلى تماسك داخلي وجماعي أكثر من أي وقت مضى، وهي تمر بمرحلة دقيقة وحساسة تعد من أصعب المراحل في تاريخها السياسي والنضالي.