جهد دبلوماسي مصري-قطري متصاعد لتحريك مفاوضات غزة.. ما تفاصيله؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
إسرائيل تغتال أحلام أطفال غزةكشفت مصادر مصرية مطّلعة، اليوم الثلاثاء، أن الدوائر المعنية بملف التفاوض غير المباشر بين الاحتلال وحركة حماس بدأت تحرّكًا دبلوماسيًا واسع النطاق، مباشرة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، في مسعى لاستثمار الهدوء الإقليمي المؤقت في دفع عجلة مفاوضات غزة المتعثرة.
وأكدت المصادر ، لـ"العربي الجديد"، أن مصر تبنّت تقييمًا استراتيجيًا مفاده أن الضربات الإيرانية الأخيرة والخسائر السياسية والعسكرية التي تكبدتها إسرائيل قد تدفع تل أبيب إلى إبداء مرونة أكبر في ملفات تبادل الأسرى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن قنوات اتصال سريعة فُتحت بين القاهرة والدوحة في ظل "تفاهم مشترك" بشأن ضرورة تحقيق اختراق ملموس في الملف التفاوضي، لاسيما مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية بسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي: "نتمنى ألّا تستغل إسرائيل وقف إطلاق النار مع إيران لتكثيف القصف على غزة"، "مضيفًا أن مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس ستُستأنف خلال يومين.
وكانت الوساطة الثلاثية بين مصر وقطر والولايات المتحدة قد تعثّرت الشهر الماضي، بعد رفض إسرائيل بنودًا تتعلق بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب تدريجي من القطاع، في حين تمسكت حماس بمطالب رفع الحصار بشكل دائم وتقديم ضمانات دولية لإعادة الإعمار.
وتعمل القاهرة حاليًا، بحسب المصادر، على صياغة مقترح مرحلي يتضمن وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية، وإطلاق دفعة من الأسرى من الجانبين، مع توسيع دخول المساعدات الإنسانية، تمهيدًا للعودة إلى مفاوضات الحل الشامل.
دعوة مصرية عاجلة لإسرائيل.. وتحذير من تفويت "فرصة ضيقة"
ووفق قناة i24NEWS الإسرائيلية، وجهت مصر اليوم دعوة عاجلة لإسرائيل لإيفاد وفد تفاوضي إلى القاهرة، برسالة مفادها "لم تعد هناك أعذار لإسرائيل بعد انتهاء المواجهة مع إيران".
ونبّهت المصادر المصرية إلى أن نافذة التحرك الراهنة ضيقة لكنها حقيقية، وقد تُغلق سريعًا إن لم تُستثمر بفعالية إقليمية منسّقة، مشيرة إلى أن الفشل في استغلال الفرصة قد يُعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، أو أسوأ.
وفي الإطار، نفى مصدر قيادي في حركة حماس، مطّلع على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، "ادعاءات" رجل الأعمال الأمريكي من أصل عربي، بشارة بحبح، والتي زعم فيها أن الحركة غير راغبة في التوجه إلى القاهرة لمواصلة المناقشات بشأن الهدنة، مدّعيًا أنها تربط مصير غزة بتطورات الحرب بين إسرائيل وإيران.
وأكد المصدر، لوكالات فلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن جزءًا رئيسيًا من وفد حماس التفاوضي يتواجد بالفعل في القاهرة، وأن الدكتور غازي حمد، عضو المكتب السياسي للحركة والمسؤول عن قنوات التواصل الرئيسية مع بحبح، وصل إلى القاهرة مؤخرًا ضمن الوفد.
وأشار إلى أن بحبح وصل إلى العاصمة المصرية بعد وصول حمد، وسرّب للإعلام وجوده هناك في محاولة لإظهار نفسه على أنه يقود تحركًا سياسيًا فاعلًا.
وشدد المصدر على أن الحركة أبدت مرونة كبيرة في مختلف تفاصيل المقترحات المطروحة، وقدّمت مقترحًا بإضافة قطر ومصر إلى جانب الولايات المتحدة في اللجنة التي تقيّم مدى "حسن النوايا" في تنفيذ الاتفاق، وهو مقترح رحبت به القاهرة وأكدت أهمية تحقيقه.
كما نفى المصدر بشكل قاطع مزاعم بحبح حول ربط الحركة مصير غزة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاتصالات السياسية لم تتوقف حتى خلال ذروة التصعيد بين طهران وتل أبيب.
ومرارًا، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.