اخبار فلسطين

وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياسة

أسباب تراجع تأييد النظام الرسمي العربي للحق الفلسطيني، (وجهة نظر)

أسباب تراجع تأييد النظام الرسمي العربي للحق الفلسطيني، (وجهة نظر)

klyoum.com

الكاتب: دانييلا القرعان

سؤال كبير جداً لم أكن لأغوض في أسباره لولا وعدي لأحد القراء الكرام بمحاولة الإجابة عليه، وسأجيب بصراحة فالأسباب تسنتج ولا تبرر. ونحن في مقالتنا هذه نقصد الأنظمة العربية لا الشعوب، كما نحن لا نتهم أو نخوّن أحد بل نذكر حقائق نأمل أن تقودنا الى إجابة، وعلى القارئ بعدها أن يحلل لوحده.

نبدأ أولاً بالنفوذ الأمريكي والغربي الذي مما لا شك فيه أن ضغطه السياسي والاقتصادي والعسكري على بعض الدول جعل بعض أنظمتها تراعي مصالحها أكثر من تمسكها بخطاب دعم المقاومة، عدا عن هاجس الخوف الذي لديها من أي عقوبة أو خسارة تحالف استراتيجي أو وقف مساعدات، الأمر الذي دفع ببعض الأنظمة بأن تخفف من حدة مواقفها.

ثانياً علينا أن لا ننسى أثر إتفاقيات السلام، بدءاً من كامب ديفيد ومروراً بأوسلو ووادي عربة وصولًا إلى اتفاقيات أبراهام، جميعها أوجد واقعاً جديداً جعل أولوية السلام والمصالح الثنائية هي التي تطغى على دعمها المباشر للقضية الفلسطينية.

ثالثاً وهو مهم، أصبحت بعض الدول تعاني من مشاكل اقتصادية، بطالة، مديونية، وصراعات داخلية، وهذه الأزمات جعلت الأنظمة تضع أولوياتها الاستقرار الداخلي بدل الانخراط القوي في القضية الفلسطينية، وبالتالي، رأت بعض الأنظمة أن التعاون مع إسرائيل ربما يجلب لها استثمارات أو تكنولوجيا أو دعمً عسكري وسياسي في المحافل الدولية.

رابعاً ولعله الأهم، إذ ما انفك النظام العربي يعلن عنه بإعلامه، هو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي فعلاً أضعف الموقف العربي وأعطاه ذريعة الإبتعاد بحجة عدم وجود شريك فلسطيني موحَّد يمكن دعمه ما جعل بعض العواصم العربية تتعامل مع القضية ببرود أو بتحويلها إلى ملف ثانوي.

خامساً، وهو برأيي ربما أقوى سبب، التغيّر الحاصل في أولويات الأمن القومي العربي بات يرى أن الخطر الأكبر لم يعد إسرائيل بل إيران والإرهاب والفوضى الإقليمية، هذا التحوّل أيضاً جعل بعض العواصم ترى أن العلاقة مع إسرائيل مفيدة لمواجهة هذا التحدي ولو كان على حساب القضية الفلسطينية.

ومع ذلك، ورغم هذا وذاك، أنا أجد أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة شعبيًا بقوة في وجدان الشعوب العربية، حتى وإن تراجع حضورها الرسمي لدى بعض الحكومات، والله من وراء القصد.

*المصدر: وكـالـة مـعـا الاخـبـارية | maannews.net
اخبار فلسطين على مدار الساعة