"فاشلة" و"مذبحة أخلاقية" و"خدعة استعمارية" .. أوصاف الصحافة الأجنبية لخطة "ترامب"
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
49 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة"فاشلة في تحقيق السلام"، "خدعة استعمارية"، "إنقاذ لعزلة نتنياهو"، "كل التحديات تقع على العرب"، "تسوية بهيكل هش وغير ملزمة لـ(إسرائيل)"، "تقتصر على غزة دون القضية الفلسطينية"، "مذبحة أخلاقية وكارثية" .. هذه الأوصاف وغيرها أطلقتها الصحف الأجنبية وشخصيات دبلوماسية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية على غزة المستمرة منذ عامين.
وقبل إعلان ترامب عن خطته المكونة من 20 بندا، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، اجتمع مع قادة دول عربية وإسلامية لعرض خطته التي لاقت ترحيبا واسعا آنذاك.
لكن "نتنياهو" المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية استطاع إحداث تغير في العديد من بنود الخطة التي عرضها ترامب أمام قادة تركيا، باكستان، السعودية، قطر، الإمارات، مصر، الأردن، إندونيسيا، وهو ما دفع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار للقول: إن الخطة الأمريكية ذات النقاط العشرين التي أعلنها الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة "ليست وثيقتنا"، مؤكداً أن بلاده وشركاءها لديهم ملاحظات جوهرية عليها.
وعلى أية حال، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه: بعد عامين مدمرين من الحرب على غزة، وافق "نتنياهو" أخيرا على شروط إنهاء الصراع تؤمن مستقبله السياسي.
وعزت الصحيفة الدولية هذه الموفقة كون جزء كبير من البنود يقع على عاتق الدول العربية والإسلامية وليس على عاتق (إسرائيل).
ووصفت حركة حماس الخطة بأنها "استسلام كامل" يترك الفلسطينيين دون مسار موثوق لإقامة دولة أو ضمانات قاطعة بإنهاء الحرب، وفقا للمسؤولين، تقوم حاليا بمناقشتها مع الفصائل الأخرى.
"مسؤولية عربية دون إسرائيلية"
وذكرت الصحيفة أن "خطة ترامب" تشكل معضلة للدول العربية والجهات الفاعلة الأخرى، فهي تدعو الولايات المتحدة إلى العمل مع الدول العربية والشركاء الدوليين لإرسال "قوة استقرار" إلى غزة، وتشير تحديدا إلى الأردن ومصر كدولتين لتدريب قوة شرطة فلسطينية في غزة. وسيكون إرسال قوات عربية إلى غزة محفوفا بالمخاطر السياسية، مما قد يجعلها تبدو كمتعاونة أو محتلة.
وأكدت أن "آخر ما يرغب به المصريون أو الأردنيون أن ينظر إليهم أنهم يفعلونه هو العمل كجهاز أمني نيابة عن الجيش الإسرائيلي".
"دور أونروا"
وتحت عنوان: "خطة السلام التي طرحها دونالد ترامب.. تسوية بهيكل هش وغير مُلزم لإسرائيل"، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن "نتنياهو" وافق على النص لكن العديد من البنود لا زالت غامضة.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن بنود الخطة كشفت "هشاشتها منذ البداية، خصوصاً مع غياب جدول زمني ملزم لانسحاب القوات الإسرائيلية".
وتطرقت إلى الخطة التي أُعدّت دون مشاركة فلسطينية يُفترض وفق بنودها أن تتدفق المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، لكنها لم تذكر ما إذا كانت وكالة "أونروا" التي تتعرض لحملة تحريض أمريكية- إسرائيلية ستُعاد إلى العمل.
وإلى جانب ذلك، تستبعد أي عودة للسلطة الفلسطينية إلى القطاع، بسبب غياب أي إعادة هيكلة حقيقية في ظل قيادة محمود عباس.
مذبحة أخلاقية
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا لجوش بول، الذي عمل مستشارا للأمن القومي في سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق، ومستشارا في قطاع الأمن لدى منسق الأمن الأمريكي لـ(إسرائيل)، جاء فيها أن الخطة تشكل "مذبحة أخلاقية وكارثة".
وذكر بول، في مقالته، أن خطة جاريد كوشنر- توني بلير لغزة هي مذبحة أخلاقية وكارثة في مجال السياسة. مؤكدا أن "الخطة الاستعمارية الجديدة ستكون زراعة غريبة سيرفضها الجسد".
وقال: "نحن ذا مرة أخرى، في عام 2025 نتحدث عن حكومة احتلالية غربية مفروضة على منطقة من الشرق الأوسط، بقيادة بلير، وبنفس الرؤى القديمة للازدهار الاقتصادي المنفصلة عن الواقع أو حقوق الشعب. ولن ينجح هذا، ولا ينبغي الوثوق به".
وذكر الأسباب: هناك مسألة الشرعية والملكية المحلية، فتقرير المصير ليس مجرد حق بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بل هو رغبة أساسية لجميع الشعوب في تشكيل شؤونها الخاصة، وبناء مجتمعاتها.
بالإضافة إلى أن الحكم من الخارج، وهو مشروع استعماري ذو تاريخ طويل قائم على استغلال الثروة من خلال قمع الحرية، ليس ببساطة مسارا مستداما نحو سياسة مستقرة، لأنه بطبيعته يفتقر إلى الدعم الشعبي أو التأييد، وغير قادر على فهم دقيق وعميق بما فيه الكفاية للثقافة والديناميكيات المحلية.
وخلص بول إلى أن "حكومة بقيادة بلير في غزة ستكون مثل الحكومة الأمريكية في العراق .. بمثابة عملية زراعة غير ناجحة وسوف يرفضها الجسم، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من العنف والتصعيد يمكن تجنبها تماما وهي ليست في مصلحة أحد".
وتابع: "رغم تلك الأسباب، لا أحد يهتم، فجاريد كوشنر، شريك بلير في هذا المشروع، هو مثل كبير المفاوضين الأمريكيين، ستيفن ويتكوف، بل ودونالد ترامب نفسه، مطور عقاري في جوهره.
وطرح بديلا عن خطة ترامب، وهي "الخطة العربية التي تقودها مصر لغزة تطرح بديلا واضحا: حكومة فلسطينية مؤقتة تكنوقراطية تفضي إلى إعادة حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطيا، وإعادة إعمار غزة يصممها ويقودها وينفذها الشعب الفلسطيني".
وفي تعليق صحيفة "نيويورك تايمز" على خطة ترامب لغزة أو "غزة الجديدة، ذكرت أنها تمنح "نتنياهو" على ما يأمل بالحصول عليه، رغم الضغط والعزلة الدولية.
وبرأي مات داس نائب الرئيس التنفيذي في مركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور بيرني ساندرز، وصف خطة ترامب بأنها "ليست جديّة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ووصف تصريحات ترامب ونتنياهو بأنها "سلسلة أكاذيب عن الثلاثين عامًا الماضية ولا تمثل أساسًا واعدًا للسلام"، لافتا إلى أن إعلان "ترامب بأن (إسرائيل) ستحظى بـالدعم الكامل من الولايات المتحدة لإنهاء المهمة" في غزة إذا لم تُوافق الأطراف على الخطة، يُظهر استمرار الولايات المتحدة في دعم حرب الإبادة على الفلسطينيين.
"فاشلة"
وخلص سام كايلى محرر الشئون العالمية فى صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الخطة محكوم عليها بالفشل لأنها خدعة استعمارية للفلسطينيين.
وذكر أن "الحقيقة الاستعمارية هي أن (إسرائيل) والولايات المتحدة قد وضعتا خطة ماكرة لتفويض (إسرائيل) لمواصلة سيطرتها على غزة أو احتلاله، تحت قيادة حاكم، هو توني بلير (وهو رجل مكروه للغاية في الشرق الأوسط)، ودونالد ترامب الذي سيدير غزة".
ورجح كايلى أنهما سيحكمان غزة إلى أجل غير مسمى أو حتى تتمكن السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء الضفة الغربية، من إثبات أنها جديرة بالثقة لإدارة غزة بالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة و(إسرائيل).
وتتضمن خطة ترامب تشكيل قوة دولية لمراقبة غزة بعد أن تُسلّم حماس أسلحتها، وتُطلق سراح جميع الرهائن (أحياءً وأمواتًا)، وتُغادر قيادتها إلى المنفى، وهو ما ترفضه الحركة التي تعتبر مقاومة الاحتلال جزء مكفول في القوانين الدولية.
وختم الكاتب تقريره، إن "أي شخص يُنضم إليها (الخطة) سيكون مجنونًا. سيؤدي ذلك إلى مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين الذين سيُواجهون ما سيعتبرونه حكمًا استعماريًا، وإلى نفس المستنقع الأخلاقي المُرعب الذي تعيشه غزة اليوم."