اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

تقرير الاحتلال يدمِّر مخيَّمات شمال الضَّفَّة ويحوِّلها إلى ثكنات عسكريَّة دائمة

تقرير الاحتلال يدمِّر مخيَّمات شمال الضَّفَّة ويحوِّلها إلى ثكنات عسكريَّة دائمة

klyoum.com

منذ أكثر من ثمانية أشهر يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية المكثفة داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة، في مشهد يعكس تحوّلاً استراتيجياً في أساليب السيطرة والردع.

وتحولت المخيمات في الضفة من رموز لحق عودة اللاجئين إلى مسارح عمليات عسكرية مفتوحة، مع استمرار انتشار جيش الاحتلال فيها لأشهر متواصلة، ما يثير مخاوف من محاولات فرض واقع جديد يقوم على التهجير التدريجي وتفكيك الهوية اللاجئة.

ويطرح هذ التمركز الميداني تساؤلات جوهرية حول أهداف الاحتلال من الإبقاء على حضوره داخل مناطق يفترض أنها تقع في نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية، خاصة في ظل تصاعد المقاومة الشعبية والمسلحة، واستهداف البنية الديمغرافية للمخيمات.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي رمزي عودة أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل المخيمات إلى مواقع وثكن عسكرية، واتخذ فيه عدة مواقع كمراكز قيادة ميدانية، مشيرًا إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال اقتحم المخيم بنفسه ودخل عددًا من منازله. 

وقال عودة لصحيفة "فلسطين": إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اقتحم مخيم طولكرم أيضًا، ودخل منزلًا لفلسطيني هناك، في مشهد يعيد تكرار سيناريو السيطرة الميدانية داخل المخيمات.

وأوضح أن معظم المناطق التي يحتلها جيش الاحتلال غير واضحة المصير، خاصة أن الجيش لم يعلن عن نية انسحاب واضحة من المخيمات بعد انتهاء عملياته، بل أكد الاحتلال في تصريحاته الرسمية أن وجوده مستمر بحجة استمرار المقاومة، مشيرًا إلى ضرورة إزالة المخيمات الفلسطينية، رغم وقوعها ضمن مناطق (أ) الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وبين أن الاحتلال يروج عبر دعايته الإعلامية لثبات وجوده داخل المخيمات، وهو ما يعني عمليًا إعادة احتلال تلك المناطق، وتهجير سكانها، وطمس المعالم الديمغرافية والجغرافية فيها، كما حصل في مخيم جنين، حيث طالبت بلدية جنين بتوفير خدمات بديلة وفصل الخدمات التي تقدمها الأونروا، ما يُعد مؤشرًا خطيرًا على نية الاحتلال إنهاء دور وكالة الأونروا، في إطار سعيه لإنهاء قضية اللاجئين وشطب حق العودة.

ولفت عودة إلى أن هناك انتشارًا عسكريًا واسعًا داخل الضفة الغربية المحتلة، يتجلى بوجود أكثر من 120 ألف جندي إسرائيلي في القرى والمخيمات، في محاولة لفرض واقع أمني جديد بالقوة، وتثبيت وقائع على الأرض تهدف لتفكيك البنية الاجتماعية والسياسية للمخيّمات.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين أنه رغم استمرار وجود جيش الاحتلال في مخيمات شمال الضفة الغربية، إلا أن المقاومة موجودة، حيث استهداف قوات الاحتلال في سيلة الظهر جنوب جنين بعدة عبوات ناسفة الأسبوع الماضي، ما يعكس عودة العمل المقاوم اليومي في الضفة، بعد أشهر من التراجع نتيجة للحملات الأمنية المكثفة والتنسيق الأمني الكامل بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.

وقال عز الدين لـ"فلسطين": إن "المقاومة نجحت في التكيف مع الواقع الجديد رغم استمرار الحملات الأمنية المسعورة"، مشيرًا إلى أن انفجار عبوة ناسفة كبيرة في جرافة عسكرية بمخيم نور شمس أيضا مؤخرًا، يظهر استمرار الفعل المقاوم، سواء كانت العبوة مزروعة حديثًا أو تعود لفترة سابقة.

وأشار إلى أن المقاومة استهدفت أيضا بؤرة استيطانية قرب طريق المعرجات قرب أريحا وتمكنت من الانسحاب بسلام، وألقت عبوتين ناسفتين على مستوطنة بسجوت شرق البيرة، ما يظهر أيضا تصاعد العمل المقاوم في منطقة رام الله والضفة الغربية عمومًا رغم الجهود الأمنية المشتركة للاحتلال والسلطة.

وأكد أن الاحتلال كان قد أعلن عبر السلطة قبل نحو شهرين ونصف أنه أنهى عدوانه على مخيم نور شمس، ووعد بالسماح بعودة السكان ووقف تدمير المنازل، لكن الوقائع على الأرض تثبت أن الجرافات ما زالت تواصل تدمير المخيم وسكانه ما زالوا مبعدين.

وأضاف أن السلطة لعبت دورًا سلبيًا في المخيم، حيث قامت بملاحقة المقاومة حتى أثناء العدوان، وسلمت السيطرة للاحتلال، لكن رغم ذلك، انتقلت المقاومة إلى مناطق أخرى في الضفة، وأثبتت قدرتها على الاستمرار.

واعتبر أن الاحتلال يواصل تمهيد الطريق نحو ضم الضفة الغربية وتفكيك السلطة وتهجير الفلسطينيين، في حين تواصل السلطة لعب دور وظيفي في خدمة المشروع الإسرائيلي، من خلال ملاحقة الأسرى المحررين وتقديمهم للمحاكمة بدلاً من مواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى عشرات الاستدعاءات اليومية ومئات المعتقلين في سجون السلطة.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com