كيف علَّق الإعلام العبريُّ على كمين خان يونس الَّذي أدَّى لمقتل 7 جنود؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
إسرائيل تغتال أحلام أطفال غزةأحدث كمين خان يونس الذي نفذته كتائب القسام، وأسفر عن مقتل ضابط و6 جنود إسرائيليين، صدمة واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية داخل كيان الاحتلال، وُصِف في التعليقات الرسمية بـ"الكارثة" و"اليوم الصعب"، وكشف -بحسب محللين عسكريين إسرائيليين- عن هشاشة الجيش البري وتراجع قدرة قواته على التعامل مع تكتيكات المقاومة في غزة.
وبينما عبّر الرئيس الإسرائيلي وزعماء المعارضة عن الحزن والقلق، صعّد جنرالات الاحتياط من لهجتهم، محذّرين من أن الجيش ينهار ميدانيًا، وأن القيادة السياسية تعيش في وهم بعيد عن الواقع.
وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ صباح اليوم الأربعاء، مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، في كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية بمدينة خان يونس، بأنه "صباح مؤلم".
وأشار إلى أن ما حدث يعكس "الوضع الميداني الصعب في غزة والمعارك الضارية والعبء الذي لا يُحتمل".
وجاءت تصريحات هرتسوغ في أعقاب يوم دامٍ شهده جيش الاحتلال، حيث سقطت مجموعة من الجنود في كمين مركّب، ما دفع القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إلى دق ناقوس الخطر حول واقع المعارك في غزة، وتحديدًا في الجنوب.
بدوره، قال زعيم المعارضة يائير لابيد إن "ما حدث كارثة كبيرة"، معتبرًا سقوط الجنود السبعة جنوب القطاع "أحد أصعب الأيام منذ بداية الحرب".
ودعا زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان إلى حسم الحرب باتفاق سياسي وأمني إقليمي "من أجل استعادة الأسرى وإنقاذ ما تبقى من الجنود".
وأضاف غولان: "من يرفض الاتفاق ينطلق من اعتبارات سياسية ضيقة، ويتخلى عن الجنود والأسرى، ويُعرض أمننا القومي للخطر".
أما الجنرال الاحتياط يتسحاق بريك، فكان الأكثر حدّة في انتقاداته، إذ وصف ما جرى في غزة بأنه "كارثة تُجسد هشاشة الجيش البري الذي ينهار ميدانيًا"، موجّهًا انتقادات لاذعة للقيادة السياسية والعسكرية، وواصفًا إياها بـ"جوقة الأغبياء".
وقال بريك إن "السياسيين المتطرفين يعيشون في عالم خيالي، يعتمدون على معلومات مغلوطة، ويتجاهلون الواقع كما لو أنهم القرود الثلاثة الذين أغلقوا أعينهم وآذانهم وأفواههم".
وأشار إلى أن ظاهرة تجاهل الحقائق والتحذيرات ليست جديدة، بل تكررت في التاريخ الإسرائيلي، حين تسبب الانقسام الداخلي والفساد الأخلاقي – وفق تعبيره – في سقوط الهيكلين الأول والثاني.
وأضاف: "لقد حذرنا مرارًا من تجاهل إعداد الجبهة الداخلية وتطوير الجيش البري. ساحة المعركة تغيرت، والجيش الذي لا يستعد لها لن يتمكن من حماية الحدود ولا تحقيق النصر".
وختم بريك بالتحذير من أن "الاستمرار في تضليل الجمهور والانشغال بالماضي بدل مواجهة الواقع، يُعدّ كارثة أخلاقية واستراتيجية تهدد مستقبل إسرائيل".
فيما اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" أن إدارة بنيامين نتنياهو للحرب تفتقر إلى أهداف واضحة، وأن ترديد شعارات الانتصار المطلق ما هو إلا "أوهام" تخفي وراءها عجزًا عسكريًا وسياسيًا متواصلًا منذ أكثر من 600 يوم.
وأشار المحلل إلى أن الثمن الباهظ الذي يدفعه الجيش في غزة يعبّر عن حالة من الإنهاك والتخبط، في ظل نقص القوات وتآكل القدرات الميدانية.
وأكد أن سقوط 20 جنديًا منذ بداية الشهر، بينهم ضحايا كمين خان يونس، يجب أن يدفع الجمهور الإسرائيلي إلى طرح الأسئلة الجدية حول جدوى الحرب وأهدافها، مطالبًا القيادة السياسية بالوضوح: "هل الهدف احتلال غزة؟ أم تغيير الحكم؟ أم مجرد إطالة أمد الصراع؟".
من جهة أخرى، اتهمت والدة الجندي معيان بيرلشتاين، الذي قُتل في تفجير ناقلة الجند، قيادة الجيش بعدم توفير الحماية الكافية لوحدة ابنها، مؤكدة أن الجنود كانوا يعلمون بخطورة المركبات غير المصفحة التي يستخدمونها، دون أي استجابة لتحذيراتهم.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قادة ميدانيين أن المقاومة باتت تشتبك مباشرة مع القوات بشكل يومي تقريبًا، في ظل تقليص عدد القوات العاملة داخل القطاع، مما أسفر عن "نتائج قاسية" على الأرض.
كما توقعت الصحيفة أن تعود قضية الجنود الأسرى والمفقودين إلى واجهة المشهد السياسي، وسط إشارات عن احتمال حدوث "انفراجة" في ملف الصفقة.
من جانبها، تناولت منصات المستوطنين مقاطع مصورة نشرتها كتائب القسام تُظهر استهداف الدبابات الإسرائيلية، في وقت يزداد فيه ضغط العمليات الميدانية على جيش الاحتلال، وسط انتقادات داخلية حادة للقيادة السياسية والعسكرية.
وصباح اليوم، كشفت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تفاصيل جديدة حول الحدث الأمني الذي وصفته بـ"الصعب" وأوقع جنود الاحتلال قتلى وجرحى في قطاع غزَّة.
وأشارت إلى أنّ التحقيق الأولي كشف أن مقاومًا واحدًا اقترب من الناقلة وألصق بها عبوة ناسفة، ما أدى إلى انفجارها واشتعال الناقلة بالكامل.
وأضافت "تم استدعاء قوات إطفاء عسكرية إلى المكان وبذلوا جهودًا لإطفاء ناقلة الجنود المشتعلة"، مضيفةً أنه "تم إحضار جرافة من نوع D9 إلى الموقع وغطت الناقلة بالرمال في محاولة لإطفائها، لكن كل محاولات الإطفاء باءت بالفشل".
وأوضحت الإذاعة، أنَّ القرار الذي تم اتخاذه في الميدان خلص إلى سحب ناقلة الجنود إلى داخل الأراضي المحتلة، وهناك مواصلة جهود الإطفاء. تم جرّ ناقلة “بوما”، أولاً إلى شارع صلاح الدين في خانيونس، ومن هناك إلى خارج قطاع غزة، بينما كان الجنود السبعة لا يزالون بداخلها.
وتابعت "فقط عندما وصلت الناقلة إلى داخل الأراضي المحتلة، نجحوا في إطفائها، وتم استدعاء قوات إنقاذ ومروحيات إلى المكان، لكن لم يبقَ أحد من الجنود على قيد الحياة، ولم يكن هناك من يمكن إنقاذه من ناقلة “بوما” المحترقة. جميع الجنود السبعة قُتلوا".
وذكرت، أنَّ مهمة تحديد هوية الجنود القتلى استغرقت ساعات طويلة، وبعد عملية التعرف على الجثث، تم إبلاغ عائلات القتلى الليلة الماضية.
وأعلن الجيش عن 7 من قتلاه من كتيبة الهندسة 605، وهم: الملازم ماتان شاي ياشينوفسكي، 21 عامًا، من كفار يونا، الرقيب رونيل بن موشيه، 20 عامًا، من رحوفوت، الرقيب نيف راديا، 20 عامًا، من ماليخين، الرقيب رونين شابيرو، 19 عامًا، من مزكيريت باتيا، الرقيب شاحار مانواف، 21 عامًا، من عسقلان، الرقيب مايان باروخ بيرلشتاين، 20 عامًا، من عسقلان، ووألون دافيدوف.
ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.