عشائر الخليل تنفي ارتباطها بمبادرة "إمارة جديدة" للانفصال عن السُّلطة
klyoum.com
نفت عشائر محافظة الخليل، اليوم الأحد، بشكل قاطع أي علاقة لها بالمقترح الذي تم تداوله مؤخرًا بشأن الانفصال عن السلطة الفلسطينية وتشكيل "إمارة عشائرية" في الخليل، ووصفته بالمبادرة الفردية التي لا تمثل مواقف العشائر أو المجتمع الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ممثل عشائر الخليل في مكتب المحافظة، نافذ الجعبري، الذي أكد على وعي الشعب الفلسطيني وعدم السماح بالتفريط في القضية الوطنية، مشددًا على أن المبادرة لا تعكس مواقف العائلات الكبرى والعشائر في المحافظة.
كما أكدت عائلة الجعبري، إحدى العائلات المعروفة في الخليل، في بيان رسمي، براءتها من المبادرة التي أُوردت في تقرير صحفي دولي، موضحة أن الفرد المشارك في المبادرة ليس من سكان المحافظة ولا يمثل العشيرة.
وأكدت العائلة التزامها التام بالثوابت الوطنية والإسلامية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد نشرت تقريرًا يكشف عن رسالة موقعة من خمسة "شيوخ" من الخليل، يوجهونها إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، يقترحون فيها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مقابل تأسيس "إمارة عشائرية" في الخليل، تحت إدارة عشائرية مستقلة، والانضمام إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة باتفاقات "إبراهيم".
ووفقًا للصحيفة، وقّع الشيخ الجعبري وأربعة شيوخ كبار آخرين من الخليل على رسالة يتعهّدون فيها بـ"السلام" و"الاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية". وتقوم خطّتهم على انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإقامة إمارة خاصة بها، والانضمام إلى اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية.
وجّهت الرسالة إلى وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال نير بركات، الذي استضاف الجعبري مرارًا، وطلبوا منه عرضها على نتنياهو. وجاء فيها أن إمارة الخليل ستعترف بـ"إسرائيل" كدولة قومية لليهود، مقابل الاعتراف بها كممثل لسكان الخليل، مع دعوة لانضمام إلى اتفاقات التطبيع واستبدال "اتفاقات أوسلو" التي وصفوها بالفاشلة.
الجعبري اعتبر أن السلطة الفلسطينية "فاسدة" وجاءت على حساب القيادة العشائرية، واقترح السماح بدخول آلاف العمال إلى "إسرائيل"، متعهدًا بمنع أي عمل مقاوم منهم.
بركات رأى أن الوقت مناسب لفكر جديد، وأكد أن نتنياهو متحفّظ لكنه متابع. كما شدّد الجعبري على أنه لا يؤمن بقيام دولة فلسطينية، قائلاً: "لن تكون هناك دولة فلسطينية، ولا حتى بعد ألف عام".
الرسالة وقّع عليها شيوخ من عشائر بارزة، ويعتقد الموقعون أن لديهم من السلاح والشرعية ما يكفي لإنهاء نفوذ السلطة في الخليل، مطالبين إسرائيل بعدم التدخل. كما كشفت الصحيفة عن دعم شخصيات "إسرائيلية" بارزة للمبادرة، بينهم يوسي داغان وإسرائيل غانتس، إضافة إلى الأكاديمي مردخاي كيدار صاحب فكرة "حل الإمارات".
كيدار وصف الخليل بأنها الأكثر محافظة في الضفة، ويمكن أن تكون نموذجًا للمدن الأخرى. فيما عبّر الموقعون عن أملهم بدعم أميركي، خاصة من الرئيس السابق ترامب، لتكرار نموذج "دبي" في الخليل.
في المقابل، حذّرت مصادر أمنية "إسرائيلية"، بينها جهاز الشاباك واللواء المتقاعد غادي شامني، من أن الخطة قد تؤدي لفوضى، مشكّكين في قدرة العشائر على السيطرة أو مواجهة المقاومة دون سلطة مركزية.
لكن العميد المتقاعد أمير أفيفي خالف هذا الرأي، معتبرًا أن فشل السلطة في غزة يجب أن يُنسحب على الضفة، وأكد دعمًا للجعبري الذي قال إن إزالة السلطة من الخليل يمكن أن تتم "في يوم واحد".
وعندما سُئل الجعبري عن اتهامات بالخيانة، قال: "الخيانة حدثت في أوسلو... أنا أؤمن بطريقي، وسنكسر كل صخرة تواجهنا".