بينانس تواصل هيمنتها على سوق التوزيعات المجانية والمكافآت في 2025
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
6 شهداء في قصف إسرائيلي لمنزل بمدينة غزةبيت لحم- معا- دخل عام 2025 وقد بات واضحًا أنّ منصة بينانس لم تفقد زخمها في مجال أخبار التوزيعات المجانية والتوزيعات المجانية (Airdrops) وبرامج المكافآت المرتبطة بالستيكينغ، بل عزّزته بمجموعة ابتكارات ومنتجات جديدة.
ورغم تشديد اللوائح التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، تُشير تقديرات الصناعة إلى أنّ بينانس ما تزال تستأثر بأكثر من تسعين في المئة من إجمالي المكافآت الموزَّعة عبر المنصّات المركزية خلال النصف الأوّل من العام.
هذه النسبة تؤكّد أنّ ما حدث في 2024 لم يكن طفرة عابرة؛ إنّما بداية مرحلة هيمنة ممتدّة يسعى المنافسون جاهدين لكسرها من دون نجاح يُذكَر حتى الآن.
أحدث الأرقام في 2025… استمرار الفجوة الشاسعة
• حجم المكافآت في الربع الأوّل: تقديرات غير رسمية تُظهر أنّ بينانس وزّعت ما يفوق 1.1 مليار دولار من المكافآت الرمزية خلال الأشهر الثلاثة الأولى وحدها، أي ما يعادل قرابة نصف ما وزّعه جميع المنافسين مجتمعين طوال 2024.
• Launchpool وMegadrop: شهد الربع الأول إطلاق اثني عشر مشروعًا عبر Launchpool وثلاث جولات Megadrop تكاملت مع محفظة Web3 الخاصّة بالمنصة، موفّرةً سيولة فورية للمشاركين وإدراجًا سريعًا للرموز.
• متوسط العائد الأولي للمستثمرين: قُدّر متوسط العائد على الاستثمار في أول أسبوع بعد الإدراج بـ 118٪، ما أبقى المنصة في صدارة خيارات المتداولين الراغبين في أرباح سريعة.
• معدل الشكاوى: على الرغم من الازدحام الكبير، بقي معدل تذاكر الدعم المتعلقة بالمكافآت دون 0.3 % من إجمالي التذاكر اليومية، وهو مؤشر على استقرار البنية التحتية التقنية للمنصة.
هذه الأرقام، وإن بدت متحفظة مقارنةً بقفزة 2024، فإنها تبرهن على قدرة بينانس على الحفاظ على إيقاع النمو حتى وسط بيئة تنظيمية أكثر صرامة وأسواق تسجّل تقلبًا أعلى.
ما الذي تغيّر في 2025؟
1. دمج محفظة Web3 في منظومة المكافآت
أكبر نقلة هذا العام هي ربط محفظة بينانس Web3 مباشرةً بحملات Megadrop. لم يعد المستخدم يكتفي برهن BNB أو عملات مستقرة؛ بل يمكنه تنفيذ «مهام على السلسلة» مثل توفير سيولة في بروتوكول معين أو التصويت في حوكمة مشروع جديد، ثمّ حساب النقاط تلقائيًا وتحويل المكافأة مباشرةً إلى المحفظة الذاتية بدلاً من حساب التداول. هذه الخطوة خفّفت المخاوف المتعلقة بحفظ المنصة للأصول وساعدت في جذب فئة «لا تضع مفاتيحك لا تملك عملاتك» إلى المشاركة.
2. تنويع الأصول المطلوبة للرهن
للمرة الأولى فتحت بينانس أبواب Launchpool أمام رهن عملاتٍ غير BNBوFDUSD، ومنها SOL وETH وARB. الهدف هو استقطاب حاملي هذه الأصول من خارج منظومة بينانس وإغراؤهم بتحويل أموالهم إلى المنصة، وهو ما زاد السيولة وأضفى طبقةً جديدة من المنافسة الداخلية بين مجمّعات الرهن المختلفة.
3. التعاون مع مشاريع الأصول الواقعية المرمّزة (RWA)
مع صعود نجم توكنات السندات الحكومية والذهب المرمّز في 2025، أطلقت المنصة برنامج «Real Yield Pool» الذي يتيح للمستخدمين رهن عملات مستقرة والحصول على مكافآت صادرة عن مشاريع RWA مرخّصة في أوروبا وآسيا. هذا المنتج الجديد رفع سقف المشاركة المؤسسية، إذ يوفّر عوائد مرتبطة بأصول تقليدية قليلة المخاطر، ما يجذب الصناديق التي كانت تتجنّب سابقًا تقلبات العملات الرقمية الخالصة.
4. لوائح أكثر صرامة… واستجابة أسرع
أدخل الاتحاد الأوروبي لائحة «MiCA II» بداية مارس 2025، ما ألزم المنصات بإخطار المستخدمين مسبقًا بأي تغيير في هيكلة التوزيعات. استبقت بينانس الموعد وأطلقت لوحة معلومات شفافة تُظهر نسب الحصص، جدول فك الحجب (vesting)، وتوقيت الإدراج بدقة الساعة. هذه الخطوة عززت الثقة في المنصة في وقت عانت فيه بعض البورصات الإقليمية تأخّرًا في الامتثال.
استجابة المنافسين في 2025
• Bybit: رفعت سقف العوائد إلى 20 % إضافية للمستخدمين الذين يحتفظون بـ BIT، وأدخلت نظام تذاكر يانصيب يمنح فائزين قلائل نسبة كبيرة من التوزيعات لتحفيز الإقبال، لكن النتائج ظلّت متواضعة مقارنةً بحجم مشاركات بينانس.
• OKX: ركّزت على أسواق جنوب شرق آسيا بإطلاق حملات مشتركة مع مشاريع ألعاب (GameFi)، وخصّصت مكافآت خالية من الاستحقاق لكل من يُنجز مهام داخل اللعبة نفسها. هذه الإستراتيجية ساعدت المنصة على كسب حصة صغيرة في فئة اللاعبين، لكنها لم تؤثر في أرقام الحصص الكلية لسوق التوزيعات.
• Gate.io وKuCoin: اتجهتا إلى تبني إستراتيجية «إطلاق سريع ومنخفض التكاليف» لجذب المشاريع الأصغر التي لا تستطيع تحمّل رسوم بينانس أو شروطها الصارمة. ورغم زيادة عدد الإدراجات، فإن ضعف السيولة وانخفاض حجم التداول اليومي حال دون تحقيق عائدات مماثلة للمستخدمين.
موقف مجتمع العملات الرقمية
المستثمرون الأفراد
لا يزالون يعتبرون بينانس «بوابة الفرص السريعة»، خصوصًا بعد أن نجح العديد منهم في مضاعفة محافظهم مرتين أو ثلاثًا بفضل مكافآت Launchpool. ومع ذلك تصاعدت الأصوات المطالِبة بآليات حماية من تصحيحات الأسعار المفاجئة عقب انتهاء فترات الرهن، إذ شهد مارس 2025 هبوطًا حادًا لرمز Project X بنسبة 40 % في أول أسبوع تداول، ما أثار جدلًا حول مسؤولية المنصة في توعية المستخدمين بمخاطر ما بعد الإدراج.
المطورون وروّاد الأعمال
يواجهون معضلة التوازن بين «الوصول إلى جمهور ضخم» و«التنازل عن جزء من التوزيع أو دفع رسوم الإدراج». ومع أن شروط Betweenance أصبحت أكثر وضوحًا، فإنها تبقى الأعلى تكلفةً في السوق. ومع ذلك يظلُّ غالبية الفرق الطموحة يقدّمون طلباتهم لها أولًا، ثم يذهبون إلى بورصات بديلة فقط إذا رُفضت ملفاتهم.
دعاة اللامركزية
زاد استياؤهم هذا العام بعد أن تجاوز حجم الأصول المرهونة في منتجات Binance Earn نظيرتها في بروتوكولات DeFi الكبرى مجتمعة. ويخشى هؤلاء من أن تؤدي هذه المركزية المفرطة إلى نقطة اختناق النظام بأكمله إذا تعرضت المنصة لعقوبات تنظيمية أو مشكلة تقنية.
التوقعات لبقية 2025
1. توسّع إضافي في برامج Megadrop
مقرّر إطلاق «Megadrop 3.0» في الربع الثالث، مع نظام نقاط يعتمد على تفاعل المستخدم مع تطبيقات DeFi خارج بورصة بينانس، ما قد يحوّل المنصة إلى «جسر سيولة» بين التمويل المركزي واللامركزي بدل كيان منفصل عنهما.
2. دخول الأصول الواقعية مرحلة النضوج
يتوقّع أن تستحوذ توكنات الأصول الواقعية (RWA) على حصة متنامية من حملات التوزيع، خصوصًا سندات الخزانة الأميركية المرمّزة وعقود الريت العقارية الآسيوية. هذا التوجه سيجذب مستثمرين محافظين عادةً، ويرفع متوسط حجم التوزيعات لكل مشروع.
3. منافسة من شبكات L2 المستقلة
شبكات الطبقة الثانية على إيثريوم مثل Base وArbitrum تُخطط لإطلاق منصات Launchpad خاصة بها بآليات توزيع منخفضة الرسوم ومباشرة إلى محافظ المستخدمين. نجاحها سيعتمد على قدرتها في تقديم تجربة استخدام تضاهي سهولة بينانس.
4. تصاعد التدقيق التنظيمي العالمي
مع القبول المتزايد للعملات الرقمية بين الأفراد والمؤسسات، ستعمد الجهات التنظيمية إلى فرض سقوف قصوى على نسب العملات التأسيسية التي يمكن توزيعها عبر البورصات المركزية. من المتوقع أن تستبق بينانس ذلك بتقنين داخلي يقلص حصتها تدريجيًا إلى نحو 85 ٪ بحلول نهاية العام، لتجنّب تهمة الاحتكار الصريح.
خاتمة
عام 2025 يؤكد أنَّ هيمنة بينانس على سوق التوزيعات المجانية وبرامج المكافآت ليست مجرّد ظاهرة قصيرة العمر، بل نتيجة منظومة متكاملة تجمع بين الحجم، والابتكار التقني، والعلاقات التنظيمية، وسياسة التحفيز الذكية بعملة BNB. وبينما يحاول المنافسون استمالة المستخدمين بميزات جانبية أو حوافز نقدية آنية، يبقى التحدي الحقيقي في بناء قاعدة مستخدمين عالمية، وسيولة ضخمة، ونظام ثقة يوازي ما أسسته بينانس على مدار الأعوام الماضية. ومع اقتراب النصف الثاني من السنة، ستتّجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه المنصة قادرة على اجتياز اختبارات التنظيم الأشدّ صرامة، وتقلّبات السوق المتزايدة، والسعي المحموم لاستعادة روح اللامركزية. وحتى تتضح الصورة، يظلّ المتداول الفرد— بحسابه في بينانس وعملة BNB المرهونة— المستفيد الأكبر من هذا السباق الذي لم تُحسم جولاته بعد.