الإعلامي الحكومي بغزّة: تقرير "هآرتس" يوثق جريمة إعدام جماعي قرب مراكز المساعدات
klyoum.com
استنكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية من اعترافات خطيرة أدلى بها جنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بإطلاق النار المتعمد على مدنيين فلسطينيين مُجوّعين قرب ما يُعرف بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، والتي تحولت إلى "مصائد موت" حقيقية.
وقال المكتب الحكومي، في بيان صحافي، إن هذه الشهادات تُعد إقراراً داخلياً موثقاً بارتكاب جرائم حرب وجريمة إبادة جماعية ممنهجة، استهدفت سكاناً مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات تحت الحصار والتجويع.
وأشار البيان إلى أن التعليمات العسكرية المباشرة بإطلاق النار على المدنيين العزّل، واستخدام الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الرشاشات والمدفعية، تشكّل دليلاً إضافياً على أن الجيش الإسرائيلي ينفّذ سياسة منظمة للإبادة الجماعية، تحت ستار عمليات إغاثية مضلّلة.
كما نبه البيان إلى تورط جهات أمنية وشركات خاصة في عمليات القتل، عبر شراكات مع الاحتلال لتحقيق مكاسب مالية على حساب دماء الأبرياء.
دعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، ومجلس حقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية، إلى التحرك الفوري لكسر الحصار عنالمعابر قطاع غزة وفتح لإدخال المساعدات دون قيود أو شروط، وتجريم هذه الجرائم وفق القانون الدولي الإنساني، وفتح تحقيق دولي مستقل، وتقديم قادة الاحتلال وجنوده إلى العدالة الدولية، باعتبارهم مسؤولين مباشرين عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع.
حمّل البيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم. ودعا شعوب العالم الحر، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى التحرك الجاد والفوري من أجل كسر الحصار ووقف سياسة التجويع والإبادة التي تطال أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة.
وختم البيان بالتأكيد أن صمت المجتمع الدولي هو مشاركة في الجريمة، وأن استمرار التغاضي عن هذه المجازر يشرعن مزيداً من القتل بحق المدنيين الأبرياء.
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، شهادات مروعة عن جنود الاحتلال الذين يتواجدون قرب ما يسمَّى "مركز المساعدات الإنسانية" في قطاع غزة، أو ما أصبح يعرف إعلاميًا بـ"مصائد الموت"، لارتقاء عشرات الشهداء بشكل يومي أثناء ماولتهم الحصول على المساعدات.
وقال جنود الاحتلال، إنهم كانوا يطلقون النار عمداً على سكان غزة قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر، مشيرًا إلى أنهم أطلقوا النار نحو طالبي المساعدات بواسطة كل ما يمكن تخيله من رشاشات ثقيلة، قذائف هاون، وقنابل يدوية.
وأضاف "لم نشهد أبدا إطلاق نار من الجانب المقابل خلال عمليات توزيع المساعدات".
ولفت إلى أنَّ الجيش يرى أنه نجح باكتساب شرعية مواصلة القتال من خلال مراكز توزيع المساعدات وهو سعيد بذلك.
وتابع "غزة لم تعد تهم أحدًا، وأصبحت مكانًا بقوانين خاصة، حتى عمليات القتل لم تعد بحاجة لبيانات "الحوادث المؤسفة".
وتتواصل فصول الحرب التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، وهذه المرة عبر بوابة "المساعدات الإنسانية"، حيث تتحوّل قوافل الدقيق إلى أدوات حصار، ومراكز التوزيع إلى مصائد موت، تحت غطاء أميركي وتمويل إماراتي، فيما تغيب الرقابة الدولية ويُفرض واقع التجويع كأداة ضغط إستراتيجي.