تقرير مصير غامض أمام 78 ألف طلبة غزّة حُرموا امتحان "التوجيهي" للعام الثاني
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
إسرائيل تغتال أحلام أطفال غزةيواجه نحو 78 ألف طالب وطالبة من قطاع غزة مصيرًا مجهولًا، بعدما حُرموا تقديم اختبارات الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الثاني على التوالي، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، التي خلّفت آلاف الضحايا، ودمّرت المدارس والمنازل والمستشفيات، وكل مقومات الحياة الأساسية.
ويُقسَم هؤلاء الطلبة، وفقًا لمعطيات وزارة التربية والتعليم، إلى فوجين دراسيين: طلبة من مواليد 2006، وعددهم أكثر من 39 ألفًا، وكان من المقرر أن يتقدموا لامتحانات يونيو/حزيران 2024، وطلبة من مواليد 2007، والذين انطلقت امتحاناتهم هذا الشهر (يونيو 2025) في مناطق أخرى خارج القطاع.
في المقابل، تقدم نحو 2000 طالب وطالبة من نازحي غزة لاختبارات التوجيهي في الخارج، موزعين على 37 دولة، فيما تُركت الغالبية الساحقة من طلاب الداخل بلا بديل فعلي حتى الآن.
"لا أمل في الأفق"
الطالبة إيمان سلامة، إحدى طالبات فوج 2023، كانت تستعد لتقديم امتحانات التوجيهي العام الماضي، لكنها اليوم تقول: "لم أعد قادرة على الدراسة. فقدت 20 فردًا من عائلتي، بينهم والدي الذي توفي بسبب نقص العلاج. لا أمل في الأفق والحرب لا تتوقف."
تضيف لصحيفة "فلسطين": "كنت أدرس بشكل متقطع خلال الأشهر الماضية، لكن لم أعد أتحمّل الضغط النفسي أو أرى مستقبلًا واضحًا، خصوصًا في ظل غياب خطة واضحة من وزارة التربية والتعليم."
ورغم إعلان الوزارة في بيان صدر أمس عن نيتها تنظيم امتحانات إلكترونية خاصة لطلبة غزة في أقرب وقت، إلا أن الطلبة يشككون في جدوى هذا التوجه، في ظل انعدام الإنترنت المستقر في كثير من المناطق، وتواصل الحرب وفقدان الأمن.
الطالب أحمد العصار (فرع علمي)، علّق على هذه الترتيبات قائلًا: "منذ شهور ونحن نسمع تصريحات، لكن حتى اليوم لا يوجد موعد فعلي أو تفاصيل واضحة. التعليم الإلكتروني يحتاج بنية تحتية غير متوفرة أصلًا."
ويتابع: "أنا أتابع بعض الدروس الخصوصية، لكن لا أستطيع المذاكرة في المنزل الذي تعرّض لقصف جزئي. يومي ينقضي في محاولة توفير مياه أو دقيق أو كهرباء، ولم يعد هناك طاقة نفسية أو ذهنية للدراسة."
نازحون بلا مستقبل
الطالب أيمن بارود، النازح من رفح إلى منطقة المواصي في خان يونس، يتحدث بسخرية مؤلمة عن مستقبله المجهول، قائلًا: "الاحتلال دمّر مدارسنا ومنازلنا وأحلامنا.. أي دراسة تتحدثون عنها؟!"
أيمن الذي يعيش في خيمة منذ اجتياح رفح في 6 مايو/أيار 2024، لا يستطيع الالتحاق بأي دروس، ويضيف: "النزوح قتل كل شيء بداخلنا.. لا مساحة للدراسة داخل الخيام، حياتنا اليوم تقتصر على تأمين الطعام والماء والحطب. كل ما نريده الآن هو وقف الحرب والعودة إلى مدينتنا."
وبحسب بيانات حكومية، تسببت الحرب بتدمير أكثر من 796 مدرسة كانت تستوعب نحو 800 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى تدمير أو تعطيل 17 جامعة وكلية مجتمع في القطاع.
في مشهد مؤثر، يتحدث والد الطالب الشهيد محمد طبازة، الذي ارتقى في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في دير البلح، قائلًا:
"كان محمد متفوقًا في دراسته، وكان يحلم بدراسة الرياضيات، لكنه نال شرف الشهادة والاصطفاء. تمنيت لو احتفلنا اليوم بتفوقه بدل أن نزوره في قبره."
أرقام صادمة
وفق إحصائيات وزارة التربية والتعليم: 15,379 طالبًا وطالبة استشهدوا منذ بداية الحرب، وأكثر من 23,105 أصيبوا بجراح متفاوتة، و914 معلمًا وإداريًا استشهدوا، وأُصيب 4,363 آخرون.
وتشير تقارير من الأمم المتحدة إلى أن البنية التحتية التعليمية في غزة "وصلت إلى نقطة الانهيار"، وأن تدمير المدارس ومنع إدخال المستلزمات التعليمية يهددان بحرمان جيلٍ كامل من التعليم.
وتحذّر منظمات حقوقية من أن حرمان الأطفال من حقهم في التعليم لا يشكل فقط انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، بل يمثل أيضًا تهديدًا لمستقبل المجتمع الفلسطيني بأكمله.