اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

klyoum.com

*﴿قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى﴾* (طه: 69-70)

"*ملحمة الإيمان في وجه الطغيان"*

غزة ليست مجرد أرض تُدكّ ولا شعب يُستباح، بل هي معركة القدر التي تختصر فيها ملحمة العزة والإيمان.

هنا يتلاقى جبروت الطغيان مع صلابة الإيمان، فتنهض من رماد الألم أسطورة لا تُقهر، تُكتب بدم الشهداء فصول الانتصار العظيم، وتعلن للعالم أن نور الحق لا يخبو، وأن إرادة الله التي سارت مع إبراهيم وموسى ومحمد ﷺ ما زالت تحرس هذا القُدس الصامد.

في غزة يُشقُّ طريق الحرية بعرق الجهاد، ويُبزغ فجر التحرير من قلب الظلمات، فتعلو صيحات "يا خيل الله اركبي" معلنةً أن زمن الظلم ولى، وأن النصر المحتوم قادم لا محالة.

غزة اليوم هي الحصن المنيع الذي لا يُقهر، والرسالة التي تُحيي أمل المستضعفين في الأرض، التي بها تنتصر الروح على الحديد، والحق على الباطل، والآخرة على الدنيا.

هنا تُكتب بأحرف من نور اسم فلسطين في سجل الخلود، حيث العز لا يموت، والحلم لا يُقتل.

هذه ليست حربًا عادية، بل عدوان غاشم وظالم ونازي، وأبعد من جولات النزال السابقة؛ إنها نقطة تحول استراتيجية.

في وجه فريق الشر من عصابات الإبادة، يقف شعب مدني محاصر منذ عقدين، صغير العدد، لكنه عظيم الإيمان، فكما قال الله تعالى:

﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾ (البقرة: 249).

غزة تقاتل حد الشهادة، فهي رأس حربة الخير في هذا العالم.

ومع أنها تواجه خذلانًا وانقطاعًا عن الدعم، فإنها لا تضعف، فهي تقول:

﴿لا يضرهم من خذلهم ولا ما أصابهم وهم على الحق﴾.

يغمر غزة شعورٌ بالسكينة والثقة والطمأنينة، كما قال تعالى:

﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (يونس: 62).

هي شعور إبراهيم عليه السلام، المستضعف الذي تحدى نمرود وجهاده في معركة الرأي العام، ثم انتصر في معركة الإرادة، رغم التهديد والإرهاب، حيث قال الله تعالى:

﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا﴾ (الأنبياء: 69).

غزة وريثة المقام الإبراهيمي، صدقت الله كما صدق إبراهيم عليه السلام، فاستحقت أن تكون "أمةً من دون الناس"،

تقول بثقة:

﴿لا يضرها من خذلها ولا ما أصابها﴾، وستنال الجزاء العظيم، كما قال تعالى:

﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ (البقرة: 124).

غزة هي موسى عليه السلام، قدر الله أمرها واستعملها في مفاصلة الفرعون، حين قال تعالى:

﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ (القصص: 26).

عندما خاف فرعون ومُلؤه من موسى، قال تعالى:

﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى﴾ (طه: 67)،

لم يتراجع موسى، بل انطلق في طوفان الحق، في مواجهة فرعون الذي قال:

﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ (الأعراف: 127).

ومع ذلك، لم يشكك موسى أبدًا في قدر الله الذي اجتباه، بل قال:

﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ (طه: 39).

وحين ظن قومه أنهم هالكون، قالوا:

﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ (الشعراء: 61)،

فأجابهم موسى بقوة:

﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.

ثم جاء الفرج والنصرة، حيث قال الله:

﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ (البقرة: 50)،

ونجا موسى وقومه، كما قال تعالى:

﴿وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأنبياء: 88).

وكان ختام خطاب الله لموسى عليه السلام:

﴿قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى﴾ (طه: 68)،

وهو خطاب موجه أيضًا لمحمد ﷺ، الذي ربَّط الله على قلبه وقلوب أصحابه:

﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ (الكهف: 14).

اليوم، غزة رغم كل الألم، والخذلان، والحصار، والمحرقة السادية، ترفع صوت ربها:

﴿قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى﴾ (طه: 68).

الله ربط على القلوب وثبت الأقدام.

هذه ليست مجرد معركة، بل عدوان شامل إبادة للبشر والشجر والحجر، في "أم المعارك"؛ الطوفان والمحرقة.

واليوم، بينما يعلن الاحتلال قراره بإعادة احتلال غزة وتهجير أهلها، يسعى لتكريس التيه والخوف، يوزع الموت ويريد أن يسلب الإنسان إرادته، إلا أن روح المقاومة في غزة لا تنكسر، وقلب أهلها لا يخضع، يصرخون بثبات:

"إن معي ربي سيهدين".

يا أهل غزة، أنتم صامدون بين الأنقاض، في خندق الحياة والموت، وعلى أعتاب الفرج، فثابروا، فالنصر قريب، والله لا يترك عباده الصادقين.

قد يبدو للوهلة الأولى أن غزة تنهار، وأن العدوان يستمر بلا هوادة، وأن الألم كبير، والثمن باهظ، وأن الحزن يغلف شعبنا.

لكن الله يربط على القلوب بفضله.

قد يكون ما يحدث تكتيكًا مؤلمًا، لكن في المدى الاستراتيجي، غزة تدشن مرحلة التحول الكوني، وتطلق شرارة تحرير فلسطين، وتؤذن ببدء الطوفان:

"يا خيل الله اركبي!"

وإنه لنصر الله استراتيجيًا، لغزة، لفلسطين، وللمظلومين المستضعفين في الأرض، كما وعد الله:

﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5-6).

فثِقوا بالله، واثبتوا على الحق، فالنصر قريبٌ بإذن الله.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com