تحذيرات فلسطينية ودولية من تفاقم المجاعة بغزة جراء الحصار الإسرائيلي
klyoum.com
متابعات – مصدر الإخبارية
حذّرت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، وممثلون عن منظمات دولية، الثلاثاء، من تفاقم المجاعة في قطاع غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مؤكدين أن القطاع يواجه "كارثة إنسانية".
جاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي عقدته وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد، مع ممثلين عن البنك الدولي، ومنظمة أوكسفام، وبرنامج الغذاء العالمي، لمناقشة الأوضاع الإنسانية في غزة والتدخلات العاجلة، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء الفلسطيني.
وقالت حمد التي ترأس غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية إن " قطاع غزة يعاني من مجاعة حقيقية تهدد حياة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن" مشيرة إلى أن "أكثر من 60 ألف طفل أصبحوا بحاجة لعلاج من سوء التغذية، إلى جانب النساء الحوامل".
وأضافت أن "معظم المخابز توقفت عن العمل، والأسواق ومحطات المياه والمستشفيات باتت خارج الخدمة، ما يزيد من تفاقم الأزمة".
ودعت المؤسسات الأممية "للضغط على إسرائيل لوقف العدوان وفتح المعابر، لإنقاذ نحو 2 مليون إنسان يعيشون في ظروف غير إنسانية (…) والسماح بإدخال الشاحنات المحملة بالمواد الإنسانية، والغذاء، والدواء".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
من جهتها، أشارت مديرة منظمة أوكسفام، مريم فان دروس إلى "صعوبة الأوضاع في غزة بعد الحصار والتدمير (…) وضرورة تعزيز المناصرة الدولية لقضية المجاعة في غزة، وضمان دخول المساعدات الغذائية الأساسية".
أما صلاح اللحام من برنامج الغذاء العالمي، فذكر أن "الظروف حرجة جراء إغلاق المعابر تمنع دخول المواد الأساسية".
وقال إن 25 مخبزًا تابعًا للبرنامج خرج عن الخدمة، داعياً إلى إعادة فتح المعابر لتشغيل المطابخ والمخابز.
وأكد أندريا ليفيراني، ممثلا عن البنك الدولي، التزام البنك بدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قررت الحكومة الفلسطينية إنشاء غرفة عمليات حكومية طارئة للمحافظات الجنوبية، على أن تُمثَّل فيها كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة من موظفي الفئة العليا وتكون في حالة انعقاد دائم.
ويهدف تشكيل الغرفة إلى تعزيز التنسيق وتكامل الجهود الحكومية على الأرض للتعامل مع خطط الإيواء والاستجابة الطارئة في القطاع، وتخضع الغرفة لإشراف رئيس الوزراء محمد مصطفى، وترأسها وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد.
والاثنين، حذر تقرير دولي من أن كل الفلسطينيين بقطاع غزة يواجهون خطر مجاعة جماعية، مع توقّع أن يواجه نحو نصف مليون شخص "جوعًا كارثيًا"، وهي المرحلة الخامسة والأشد في تصنيف انعدام الأمن الغذائي.
وأرجع تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" الذي شاركت في إعداده 17 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية، ذلك إلى تصاعد الإبادة الجماعية الإسرائيلية، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء إلى القطاع.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من >الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.