معبر الكرامة.. جسر العبور إلى الإذلال وسط تخاذل السلطة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
اليونان.. مؤيدون لفلسطين يتظاهرون ضد وصول سياح إسرائيليينفي مشهد يتكرر يوميًا، تقف حشود من المواطنين على معبر الكرامة، تجر خلفها حقائب ثقيلة وقلوبًا أنهكها الانتظار من نساء، وأطفال، ومسنين، ومرضى يواجهون ظروفًا قاسية تحت الشمس الحارقة، أو البرد القارس، دون مقاعد، أو مظلات، أو مرافق إنسانية كافية.
وتحول المعبر الذي يفترض أن يكون بوابة سفر، إلى ساحة إذلال جماعي ممنهج، بسبب ضعف الحلول من قبل السلطة، ووجود شبهة فساد في سفر الـ"VIP" وهو الملف الذي آثار غضب الكثير خلال السنوات الماضية.
وأكد عدد من المسافرين أن ساعات الانتظار تتجاوز أحيانًا 15 ساعة، يقضونها وقوفًا في طوابير ممتدة بلا مبرر، وسط تفتيش دقيق ومهين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يفرض سيطرته الأمنية الكاملة على المعبر.
وبين مسافرون أن الفترة الأخيرة شهدت افتعال أزمة من خلال وقف التسجيل والحجر على منصة الحافلات المختصة بالمسافرين العائدين إلى الضفة الغربية، واضطرار الآلاف منهم الاصطفاف بطوابير طويلة أمام صالات الحجز المعروفة بالـ"VIP"
وقال مواطنون إنهم يجبرون على خلع الأحذية، وفتح الحقائب، والإجابة عن أسئلة شخصية، في مشهد أقرب إلى الاستجواب الأمني منه إلى السفر.
المواطن أحمد الجعبري أحد سكان الخليل والعالق حاليًا في الأردن، يقول: "بمعاناة شديدة سافرنا من الضفة الغربية عبر معبر الكرامة، بعد دور كبير وحالة ازدحام للمواطنين ومعاملة سيئة، وعند قرار العودة تفاجأنا بعدم وجود حجز على الحافلات الأردنية".
يضيف الجعبري لصحيفة "فلسطين": "الآن انا عالقة في الأردن بعد وصولي من مؤتمر علمي في بريطانيا، وإجازتي انتهت بعد يوم من وصول لعمان، وكل يوم أكون فيه في الأردن، هو عبء علي ماديًا ونفسيًا".
ويوضح أن المنصة التي تم وضعها لحجز حافلة العودة للضفة الغربية من خلال معبر الكرامة لا يوجد فيها حجوزات حتى نهاية شهر ديسمبر 2025، وهذا يعني أن المواطن يحتاج إلى نصف عام حتى يصل إلى بلده ومنزله.
وتساءل الجعبري عن دور السلطة في هذه الأزمة ولماذا لم تتدخل بعد أيام من حدوثها وعدم وجود أي حلول، أو تقديم أي دعم لآلاف المواطنين العالقين داخل الأردن، أو حتى تطمأنهم أن الأزمة ستنتهي.
أيضا وصف المواطن أحمد اللحام وهو أحد سكان مدينة رام الله، بما يحدث معبر الكرامة بأنه إذلال للفلسطينيين وسط تخاذل من قبل السلطة وعدم تدخلها من أجل الضغط لإنهاء ما يحدث على جانبي المعبر.
وقال اللحام لـ"فلسطين": "لا يعقل أن يصطف الآلاف من الناس تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة من أجل الحجز على قوائم الـ(VIP) ودفع مبالغ كبيرة مقابل عودتهم لمدنهم في الضفة الغربية".
وأضاف: "خدمة الـ(VIP) هي مشبوهة من الأساس وتذهب أموالها لخزينة السلطة بطريقة غير مشروعة لأنها أصبحت تفضل المواطنين عند السفر وتجبرهم الدفع من خلالها في حالة أراد المواطن السفر بكرامة".
وأشار إلى أن حل مشكلة الجسر بسيطة ومعروفة هو ضبط ملف الفساد فيها والتوقف عن خدمة الـ(VIP) التي يتم تدفيع المواطنين مبالغ كبيرة مقابل سفرهم.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر مواطنون ونشطاء عن غضبهم من استمرار أزمة معبر الكرامة منذ فترات طويلة وتجديدها بين فترة وأخرى وعدم تحرك السلطة لحلها.
وقال محمود اشتية: "معبر الكرامة لا يحمل من اسمه شيئًا، بل أصبح شاهدًا على الذلّ الذي يعيشه الفلسطيني حتى في أبسط حقوقه: السفر بحرية. في كل رحلة عبور، يعاد إنتاج الألم، ويُجبر الفلسطيني على تذكّر واقع الاحتلال، وانعدام السيادة، وتجاهل العالم لمعاناته".
وأضاف اشتية في منشور عبر حسابه في موقع "إكس": "لا اعتقد ان السيد سفير دولة فلسطين في الأردن يعلم ما يدور من معاناة وقهر للمواطنين الفلسطينيين البسطاء على معبر الكرامة جسر الملك حسين بسبب بعض ضعاف النفوس الذين لن يقبل الاخوة في الأردن بسلوكهم وسيحاسبوهم، واعتقد ان الامر ليس من ضمن أولوياته كونه يُداوم ساعة واحده فقط في اليوم، واظنه لا يتابع مواقع التواصل ولا يستمع إلى برنامج محمد الوكيل الذي أثار الموضوع على اعلى المستويات".
صاحب حساب أبو الحسن كتب في تغريدة عبر حسابه في موقع "إكس": "الجسر.. وعصابات الصيف الحارق.. ما يحدث على معبر الكرامة لم يعد مجرد تجاوزات عابرة، بل أصبح ظاهرة فساد ممنهجة تمس كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. أبناء شعبنا يُستغلّون في أشد ظروفهم ضعفًا، ويبتزون على مرأى ومسمع الجميع".