قيادة تكنوقراط لم تهرب من غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مستعمرون يهاجمون مشتلا ويتلفون محتوياته في دير شرف غرب نابلسأكثر ما شدني في لقاءات القاهرة هو أن المجتمعين من كل الفصائل الفلسطينية، وتحت رعاية مصر العربية قد توصلوا إلى توافق حول اللجنة التي ستشرف على إدارة غزة، وهذا بحد ذاته خبرٌ مفرحٌ لأهل غزة بالتحديد، ومطمئن على المستقبل لعموم الشعب الفلسطيني، ولاسيما أن الأخبار المتناثرة من هنا وهناك تشير إلى مخططات إسرائيلية وأمريكية خطيرة تهدف إلى جعل الخط الأصفر الذي يأكل مساحة 53% من قطاع غزة، خط فصل دائم بين غزة العربية وغزة اليهودية، مع إقامة 16 نقطة توزيع مساعدات في اتجاهي هذا الخط، والذي يفترض أن يكون محور اهتمام قيادات المقاومة، وكيفية التصدي لهذا الخط الأصفر، حتى ولو استوجب الأمر أن يغطي الخط الأصفر بالدماء الحمراء.
لقد تم التوافق الفلسطيني على تشكيل لجنة تتكون من شخصيات فلسطينية لم تبرح أرض غزة طوال فترة الحرب! وهذا يعكس الاحترام للدماء الفلسطينية التي سالت على أرض غزة.
وأزعم أن كل عربي فلسطيني سيقول: نعم لمثل هذه الشخصيات التي لم تهرب، ولم تنهزم، وتحملت مع أهل غزة وجع الفقد ودفن الأحبة، ووجع النزوح، ووجع الجوع، والتقلّب على نار القلق.
تلك المعاناة التي عاشها كل أهل غزة يجب أن تظل حاضرة، وعلى سلم أولويات اللجنة، والتي ستشرف على إدارة غزة من جهة، وعلى إعمار غزة من جهة ثانية، وهذه اللجنة لا بد لها من أذرع مدنية وأمنية تمتد في كل أنحاء قطاع غزة، وليس لها إلا أبناء قطاع غزة، تعتمد عليهم، وتثق بهم، وتكلفهم بالمهمات الصعبة، من ترتيب للوضع الداخلي الفلسطيني، ومن توظيف الطاقات الإبداعية والمهنية والفنية والأمنية، لما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، ودون الالتفات للانتماء الحزبي أو التنظيمي.
وجود قيادة تكنوقراط لغزة حدث يغيظ الإسرائيليين بمقدار ما يفرح الفلسطينيين، فالأعداء الإسرائيليون لا يريدون مثل هذه اللجنة التوافقية، ولا يحبذون أي مشهد فلسطيني موحد يتقدم في الساحة الدولية، يحظى بثقة الشعب، ويحظى بثقة التنظيمات الفلسطينية، ودول المحيط، وهنا لا بد من الإشادة بدور مصر العربية في هذا المجال، وحرصها الشديد على قطع الطريق أمام المخطط الإسرائيلي الهادف إلى مواصلة التهرب من المرحلة الثانية، أو وضع اشتراطات إسرائيلية تعجيزية لتطبق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويظل مصدر القلق أن يتنكر السيد محمود عباس لهذه اللجنة، ولا يعترف بها، ولا يمنحها الشرعية، لتتنكر لها حركة فتح، مثلما حصل في مرات سابقة.
نحن أهل غزة لا نتمنى إلا التقدم في مسار التوافق على تشكيل لجنة التكنوقراط، ولا ننشد لمثل هؤلاء الرجال "التكنوقراط" إلا النجاح في مهماتهم الوطنية والسياسية والإنسانية، وذلك من خلال مواصلة الوفاء والإخلاص لشعبهم، وهم الذين صمدوا تحت القصف، وما نرجوه أن تكون هذه اللجنة جسر عبور لحرية الشعب الفلسطيني، وطريق الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.