اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

تقرير القمة العربية.. غياب الفعل لوقف الإبادة وتكرار الشجب والاستنكار

تقرير القمة العربية.. غياب الفعل لوقف الإبادة وتكرار الشجب والاستنكار

klyoum.com

"ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة" بلا أي فعل ضاغط، خرجت تلك المطالبة لتكون أهم مخرجات القمة العربية الـ34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد بشأن غزة، في حين حملت مطالبات للمجتمع الدولي بوقف الحرب على غزة، في تجاهل واضح – وفق مراقبين – لأوراق القوة السياسية والاقتصادية العربية التي تتيح الضغط على أمريكا والاحتلال لوقف الحرب.

وبغياب نحو 17 رئيسًا عربيًا، عقدت القمة لتكشف عن حالة التشرذم بين الأنظمة السياسية العربية، ما يعكس غيابًا وعدم مبالاة من هذه الأنظمة تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، وأنها خارج أولوياتهم.

وفي أربعة عشر بندًا خاصًا بالملف الفلسطيني ضمن البيان الختامي، لم تأتِ القمة بجديد يختلف عما طُرح في القمة العربية بالقاهرة في آذار/ مارس الماضي، أو حتى خلال اللقاءات التي عُقدت بين ثلاث دول خليجية والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قبل أيام.

وبخلاف التصريحات المعتادة لرؤساء الدول العربية، جاءت الكلمة الأبرز من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي حضر القمة، وقال: "فلسطين تنزف أمام أعيننا، وما يجري في غزة لا يمكن أن نغض الطرف عنه".

وهن عربي

بدوره، قال المحلل السياسي الأردني حازم إياد: إن "القمة لم تشهد أي شيء يمكن أن يكون نقطة فارقة أو علامة تحول تضغط على أمريكا و(إسرائيل) وتدفعهما لوقف عدوانهما على غزة"، مؤكدًا أن العنصر الحاسم والمؤثر هو قدرة المقاومة والشعب الفلسطيني على الصمود وإحراج المجتمع الدولي، وقدرتهم على إجبار الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكون الاحتلال دخل في حالة استنزاف لا مفر منها إلا بالحوار.

وأكد إياد لصحيفة "فلسطين" أنه لا يمكن التعويل على الجامعة العربية في التفاعل بشكل إيجابي مع المقاومة أو مع حرب الإبادة، لافتًا إلى أن انعقاد ثلاث قمم عربية خلال الحرب، دون اتخاذ خطوات ضاغطة لوقفها، يعكس وهنًا شديدًا في بنية المنظومة الإقليمية والعربية، وأنها متشتتة ومتصارعة ومتنافسة ومشدودة بعلاقاتها مع القوى الغربية.

وأشار إلى أن تلك الدول لا تضع المصالح العربية وفلسطين على رأس أولوياتها، بل تُقدّم مصالحها مع أمريكا، وهذا يعكس ضعفًا في بنية الدول العربية داخل مؤسسة الجامعة العربية، التي لا تستطيع فرض موقف موحّد على المجموعة العربية، كما أن تلك الدول لا تفكر بالمواجهة، بل تمضي في مزيد من التطبيع.

وحول أوراق الضغط التي يتجنب العرب استخدامها، رأى إياد أن العرب يملكون أدوات قوية، وهذا ما كشفته زيارة ترمب الأخيرة، بأن للعرب وزنًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا في التأثير في ميزان القوى بين الصين وأمريكا، وكان يجب توظيف هذا الوزن للضغط بشكل فعّال لإجبار الاحتلال على وقف الحرب في غزة.

وأوضح أن تلك الدول خلال زيارة ترمب لم تكن جادة في جعل الملف الفلسطيني أولوية، فالواقع يشير إلى أنهم يملكون موارد هائلة ووضعهم أقوى من فترة نكبة 48، وهم قادرون اليوم على التأثير، لكن الإرادة الضعيفة تحول دون ذلك.

وأشار إلى أن القمة تمثل استحقاقًا طبيعيًا ضمن ميثاق الجامعة العربية، إذ تعقد سنويًا وتمثل الحد الأدنى من التعاون العربي، لكنه بدأ يتآكل، وقد ظهر ذلك في قمة بغداد التي لم يرتقِ التمثيل فيها إلى مستوى رؤساء الدول، فجاء الحضور ضعيفًا وعلى استحياء.

كما أشار إلى أن بعض الزعماء حضروا القمة وغادروا سريعًا، مما يعكس الواقع العربي المتردي، ويؤكد أن الجامعة العربية أُفرغت من مضمونها، وأن الدول باتت تبحث عن أطر جديدة للتعاون بعيدًا عن هذه المؤسسة التي أصبحت عبئًا عليهم، وقد تجلّى ذلك في القمة الأخيرة ببغداد.

عيش في الماضي

من جهته، قال المفكر اللبناني د. معن بشور: "علينا أن ندرك أن الوضع الرسمي العربي لا يزال يعيش في الماضي، وغير متأثر بالتطورات الميدانية في غزة ولبنان واليمن، وغير متأثر بالتغيرات الإقليمية والدولية"، معتبرًا القمة تعبيرًا عن حالة ضعف رسمي وخوف من اتخاذ أي موقف قد يغضب أمريكا.

وأضاف بشور ل"فلسطين"، أن القمة انعقدت بعد أربعة أيام من جمع 4 تريليونات دولار استطاع ترمب جمعها من ثلاث دول عربية، دون إعلان أي موقف من أجل وقف الحرب في غزة، وهذا أمر معيب، على الأقل كان يجب مطالبة ترمب بوقف الحرب.

وتابع: "هذا الواقع أوصلنا إلى عدم رفع أصواتنا في وجه أمريكا، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة بين مواقف الشعوب ومواقف الحكام"، لافتًا إلى أنه منذ بداية الحرب عُقدت عدة قمم عربية، لم يُتخذ خلالها موقف حقيقي لإدخال المساعدات، ولم يعلن أي مندوب عربي عن جمع تبرعات لغزة، باستثناء العراق الذي أعلن التبرع بـ20 مليون دولار.

وشدد بشور على أن حرب الإبادة في غزة تتطلب اتخاذ مواقف سياسية على المستويين الدولي والإقليمي، وأردف: "هذه حرب إبادة، وأصبحنا نتألم من هذه النتائج الهزيلة، وعدم القدرة على اتخاذ قرار سياسي واحد، رغم أن العرب يملكون من أوراق القوة ما يمكنهم من إجبار الاحتلال على وقف الحرب، من موارد سياسية ومالية واقتصادية ونفطية".

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com