معاريف: حماس ضحَّت بمكاسبها الخاصة لتعميق الخسائر الاستراتيجية لـ(إسرائيل)
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
هندسة المجاعة: كيف تشكل خطة واشنطن لتوزيع المساعدات غطاء لإدامة الحرب؟قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن حركة حماس اختارت عمدًا إفشال الخطط الإسرائيلية بدلًا من تحقيق مكاسب خاصة، في إطار استراتيجية تعتمد على "التركيز على خسارة الخصم لا على الربح الذاتي".
وجاء في مقال نشره المراسل العسكري للصحيفة أفي أشكنازي، إن حماس كان من المقرر أن تحقق صورة انتصار رمزية يوم السبت الماضي عبر فتح محور نتساريم نهارًا، مما يسمح لمئات الآلاف من سكان غزة بالتحرك شمالًا. إلا أن الحركة فضّلت وفقًا للكاتب "إفساد الخطة الإسرائيلية" والتركيز على إلحاق الخسارة النفسية بـ(إسرائيل)، عبر حجب اسم الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود" من قائمة الأسيرات المقرر إطلاق سراحهن، ما أدى إلى تأجيج التوتر وخلق ضغط على العائلات والرأي العام الإسرائيلي.
واستشهد أشكنازي بحكاية تداولها أحد أفراد عائلة تعمل في تجارة الأسماك منذ عقود، حيث قال الأب لابنه: "سر النجاح في التفاوض مع العرب هو فهم أنهم يفكرون دائمًا في ما ستفقده أنت، لا في ما سيكسبونه هم".
وربط الكاتب بين هذه العقلية والأزمة الأخيرة في مفاوضات تبادل الأسرى، معتبرًا أن حماس تتعمد منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 إدارة الصراع عبر "إستراتيجية الخسارة المتبادلة"، حيث لا تهتم بمكاسبها بقدر ما تركّز على تكبيد (إسرائيل) خسائر أكبر، حتى لو كان الثمن باهظًا للطرفين.
وأشار الكاتب إلى أن حماس، خلال هجمات أكتوبر، لم تُخطط لتحقيق مكاسب ملموسة بقدر ما سعت إلى إلحاق أكبر ضرر بـ(إسرائيل)، وهو ما تجلى – وفقًا له – في الخسائر الإسرائيلية الفادحة من قتلى وجرحى وأسرى، لكن الحركة أيضًا "دفعت ثمنًا غاليًا" عبر تدمير البنية التحتية لغزة، واستشهاد الآلاف من عناصرها وقادتها، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي قد تدفع مليون غزي إلى إدراك أن "لا بيت لهم يعودون إليه".
ودعا أشكنازي إلى ضرورة تغيير حماس والوسيطَين القطري والمصري نهجهم التفاوضي القائم على "المراوغات الشرق أوسطية"، والانتقال إلى مفاوضات جادة تركز على حل حقيقي، بحسب تعبيره.
كما طالب الحكومة الإسرائيلية بتبنّي استراتيجية واضحة في المرحلة الثانية من المفاوضات، تتمثل في المطالبة بالإفراج عن "جميع المختطفين دفعة واحدة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب فورًا، معربًا عن أمله في أن يتعامل رؤساء الموساد والشاباك مع الملف "كتاجر سمك محنك" يدرك أن "الفضة قد تفوق الذهب قيمة أحيانًا"، في إشارة إلى ضرورة توظيف أوراق الضغط الإسرائيلية – مثل وقف القتال وإعادة إعمار غزة – بشكلٍ ذكي، بحسب تعبيره.
ونوه إلى أن حماس ما زالت تُمسك بورقة "الذهب" المتمثلة في الأسرى الإسرائيليين، بينما تمتلك (إسرائيل) ورقة "الفضة" الأقل بريقًا "لكنها قد تكون أكثر فاعلية إذا جرى استغلالها بذكاء"، كما قال، مدعيا أن "استمرار الحرب النفسية التي تشنها الحركة لن تُجدي أمام منطق المفاوضات العقلانية".