اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

الجرح الثالث والأربعون: ضياع موسم الزيتون في غزة

الجرح الثالث والأربعون: ضياع موسم الزيتون في غزة

klyoum.com

للزيتون في الثقافة العربية الإسلامية مكانة كبيرة، فهي ثمرة مباركة بنص القرآن الكريم حيث أقسم الله عز وجل فيها "والتين والزيتون" كما ورد ذكرها على سبيل المدح في أكثر من آية.

ومن جمال شجرة الزيتون أن الانسان يستفيد منها من أكثر من وجه، يأكل ثمر الزيتون باعتباره مخللاً، ويمكن عصر الزيتون وتحويله لزيت، ويمكن صناعة "سبحة" من عظم حبة الزيتون، وهذا ما يفعله الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية، كما يمكن استخدام أوراق الزيتون في إشعال النار، وهذا يعرف باسم" الجفلت"، وحطب الزيتون يمكن استخدامه في إشعال النار، والمهم جداً أن العمل في البنود السابقة يشكل مصدر دخل لكثير من الأسر، إذ تعمل به كتجارة في موسمه، أو تزرعه في أرضها إن كانت تمتلك مساحة تكفي لزراعة 3 شجرات بالحد الأدنى.

لكن، في قطاع غزة ومنذ عدوان الاحتلال أكتوبر2023 تغيرت الحياة، ومنها مراسم استقبال موسم الزيتون، فلم نعد نشعر به لأن؛ الاحتلال دمّر وجرّف مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الزراعية لكافة المحاصيل منها وأكثرها الزيتون، وموت كثير من الأشجار بسبب انقطاع المياه نتيجة انقطاع الكهرباء التي تُستخرج المياه من الأرض وتسقي المحاصيل، ونزوح كثير من الناس من بيوتهم وترك الأشجار بلا اهتمام ولا سقاية، كما أن كثيراً من الأسر وأنا منهم، أجبرته الظروف على قطع أشجاره لإشعال النار لصناعة الطعام نظراً لعدم وجود غاز الطهي.

بناءً على ما سبق، فإن مواسم الزيتون قد ضاعت منذ بدء العدوان، وهذا كان له أثراً سلبياً كبيراً على حصة المواطن من الزيتون ومشتقاته، حيث يُعتبر الزيتون وزيته أحد اهم مكونات المائدة العربية الإسلامية خاصة وجبة الإفطار لما فيه من عناصر تقوي الجسم.

وعلى ذكر حصة المواطن من الزيتون وزيته، لا أبالغ لو قلت إن حصةَ المواطن الغزاوي من الزيتون ومشتقاته منذ بدء عدوان 2023 لم تزد عن 5 % مما كانت عليه قبل العدوان بسبب عدم وجود الزينون للأسباب المذكورة أعلاه، وإن وجد فهو مرتفع الثمن.

أختم المقال مع الأستاذ عاطف أبو السعود الذي أخبرني أثناء أحد اللقاءات انه كان يمتلك أرضاً برفح زرعها عدة أصناف من الأشجار، وأهمها الزيتون، وكان كل عام يحصد كمية تكفيه سنوياً، لكن منذ العدوان أكتوبر 2023 ثُم اجتياح رفح 2024، لم يعد الأمر كذلك، وأثناء كتابة المقال التقيت به، أخبرني أنه يبحث عن زيتون، حيث صار الحصول على الزيتون أشبه بحلمٍ مستحيل.

نسأل الله أن يُطعمنا من ثمار الزيتون المبارك، لنشكر الله، ونغني " زيتون بلادي أحلى زيتونا".

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com