اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

هل غيّرت كمائن "أسود المنطار" قواعد الاشتباك في الشجاعية؟ خبيران عسكريان يوضحان

هل غيّرت كمائن "أسود المنطار" قواعد الاشتباك في الشجاعية؟ خبيران عسكريان يوضحان

klyoum.com

بثّت كتائب القسام، الخميس، مشاهد مصورة تُظهر استهداف جيبات وآليات إسرائيلية بقذائف مضادة للدروع في حي الشجاعية، قبل أن يشتبك مقاتلوها بشكل مباشر مع قوات الاحتلال، في عملية قالت إنها أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين، وهو ما أقر به الجيش الإسرائيلي لاحقًا.

وأظهرت المشاهد، التي بثتها الكتائب، وقالت إنها تعود إلى تاريخ 25 إبريل/نيسان الماضي، لحظات تسلل مجموعة من وحدة “اليماس” الإسرائيلية (المستعربين) ليلًا إلى أحد منازل الحي، قبل أن يكتشفهم مقاتلو القسام ويشتبكوا معهم عن قرب.

وقالت الكتائب إن الكمين أسفر عن مقتل اثنين من الجنود من وحدة اليماس (المستعربين) وإصابة آخرين حسب اعترافات جيش الاحتلال.

في تحليلهم، أكد خبراء عسكريون أن العملية التي نفذتها كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة "حماس" – في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، تُعد واحدة من أبرز العمليات المركبة التي تعكس قدرة المقاومة الفلسطينية على التكيّف الميداني، وتوظيف الموارد القتالية المحدودة بكفاءة عالية.

وقال اللواء الركن المتقاعد فايز الدويري، في تحليله لقناة الجزيرة، إن الكمين الذي نفذته القسام تحت مسمى "أسود المنطار" يكشف استمرار قدرة المقاومة على تنفيذ كمائن محكمة، تمر بمراحل دقيقة تشمل الرصد والمراقبة والاستهداف، ثم التثبيت الناري باستخدام الأسلحة الرشاشة.

وأضاف الدويري أن "هذا النوع من الكمائن يعكس تفوقًا في استخدام الأسلحة المتاحة بشكل مثالي رغم الحصار والقصف المتواصل"، مشيرًا إلى أن "كل كمين له خصوصيته، لكن القاسم المشترك في جميع العمليات السابقة هو دقة الرصد والتخطيط وكفاءة استخدام السلاح".

معلومات استخباراتية ومسرح معركة مدروس

من جانبه، قال العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي، إن كمين "أسود المنطار" اعتمد على ثلاث ركائز أساسية: أولها معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات جيش الاحتلال، وثانيها معرفة بقدرات القوة المنفذة والوسائل المتوفرة، وثالثها التقييم الدقيق لطبيعة الأرض.

وأوضح الفلاحي أن تنفيذ العملية في ثلاث مناطق جغرافية مختلفة يدل على قدرة المقاتلين على استغلال تضاريس المكان، واختيار مواقع تُمكّنهم من تحويل الأرض إلى "مقتلة" للعدو، حسب تعبيره.

واعتبر الفلاحي أن هذا النوع من العمليات يؤكد أن المقاتلين الفلسطينيين اكتسبوا "خبرة ميدانية كبيرة" على مدار أشهر الحرب، مضيفًا: "ما يحدث في غزة ليس مجرد دفاع، بل معركة بقاء في مواجهة آلة عسكرية مدججة بالسلاح".

معركة بلا خيارات

وأكد الخبيران أن خيار المقاومة الوحيد هو المواجهة، في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية واستمرار عملياتها العسكرية، لا سيما في شمال القطاع حيث عادت العمليات البرية بوتيرة مكثفة منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

وأشار الفلاحي إلى أن "إسرائيل لم تحقق حتى الآن أي من أهدافها المعلنة، لا في تحرير الأسرى ولا في القضاء على البنية العسكرية للمقاومة"، مضيفًا أن استمرار الهجمات على المدنيين هو "محاولة بائسة لكسر إرادة غزة دون نتائج استراتيجية تذكر".

وتأتي عملية "أسود المنطار" في سياق تصاعد العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، إذ أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل 6 من جنوده على الأقل منذ استئناف عدوانه في 18 مارس، في وقت يتكبد فيه خسائر مادية ومعنوية متزايدة دون تحقيق "إنجازات ميدانية"، وفق مراقبين.

وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، قُتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 856 عسكريا، بينهم 8 منذ استئناف الإبادة في غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

وتشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 5847 عسكريا إسرائيليا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 2641 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وخلافا للأرقام المعلنة، يُتّهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

 

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com