اخبار فلسطين

وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياسة

مستشفياتنا نفخر بها .. وسنطورها، الخليل الحكومي .. أقل المشافي راحةً

مستشفياتنا نفخر بها .. وسنطورها، الخليل الحكومي .. أقل المشافي راحةً

klyoum.com

الخليل-معا- من يزوره لن يحتاج لمن يخبره بشيء… كل شيء سيكونُ واضحاً منذ اللحظة الأولى لدخوله، هُنا في مستشفى الخليل الحكومي، أو كما يعرفه الجميع "مستشفى عالية".

المدخل مزدحم، أماكن قليلة جداً للانتظار، وجوه متعبة لكنها معلّقة بالأمل، فيه يمشي الممرضون بخطى سريعة، ينادون على الأسماء، يدخل المرضى ويخرجون، وكأن هذا المكان لا يعرف الراحة.

هنا، في جنوب الضفة، الخليل الحكومي ليس مجرد مستشفى… بل جبهة عمل صحية كاملة تعمل طوال الوقت.

منذ تأسيسه عام 1957، وهذا المستشفى يكبر كل عام، ليس بعدد الأسرة والمباني فقط، بل بروح العاملين فيه، وبعمق أثره في حياة الناس.

ويحظى بدعم كبير من وزارة الصحة الفلسطينية، ويعمل ضمن منظومة متكاملة مع مستشفيات حكومية مجاورة، ومشافي القطاعين الأهلي والخاص، في نموذج صحي متقدم يهدف لتوطين الخدمات الطبية وتقريبها من الناس.

310 أسرّة، تزداد سنوياً، وتستطيع أن تشعر أن الأعداد التي تتنقل بين الجدران أكبر من ذلك بكثير.

والطوارئ تستقبل أكثر من 12 ألف حالة شهرياً، أما العيادات الخارجية فتتعامل مع نحو 10 آلاف مراجَعة طبية شهرياً، والعمليات الجراحية لا تتوقف، حوالي 800 شهرياً.

في قسم النسائية، هناك ما يشبه دورة حياة تدور بلا انقطاع، 400 ولادة طبيعية كل شهر، 120 عملية قيصرية، و180 جراحة دقيقة تشمل مناظير وعمليات جراحية أخرى.

من يتجول في ممرات المستشفى سيمر بقسم القسطرة، فمنذ بداية 2023، أُجريت فيه أكثر من 4500 حالة قسطرة قلبية، منها ما يقارب 1000 تدخل علاجي، وأكثر من 3000 حالة تشخيصية، و257 مريضاً تطلب وضعهم جراحة قلب مفتوح أو زراعة صمامات.

ومنذ وقت ليس بالبعيد، أواخر 2024، بدأوا بإجراء القسطرة الطرفية، وخلال 5 شهور، أجرت الطواقم هذا النوع من القسطرة ل 291 حالة، منها 130 تدخلية علاجية.

وعمليات جراحة الأوعية الدموية، فقد تخطت 2100 عملية – أي ما يعادل 40 عملية شهرياً.

أما قسم الكلى في الخليل الحكومي، فهو قصة أخرى، 291 مريضاً يعتمدون على الجلسات اليومية للغسيل فيه، من خلال 57 آلة تدور من الصباح حتى الليل، تقدم خدمات الغسيل لنحو 170 مريضا يومياً.

في الصباح، الممرض الواحد يتولى رعاية 5 أو 6 مرضى، وفي المساء، قد يتضاعف العدد، حتى في العطل لا تتوقف الأجهزة.

وغرفة العناية المكثفة فيها وحدة خاصة للغسيل الطارئ، لأن بعض الحالات لا تنتظر.

في هذا المستشفى.. كل شيء يعمل كجسد واحد، من الجراحة العامة إلى الأورام، من العيون إلى الأطفال، من العناية المكثفة إلى الحروق… كل قسم يحكي قصته بصمت.

هُنا تُجرى جراحات أورام دقيقة ومعقدة: الغدة الدرقية، الثدي، القولون، المعدة، بمتوسط 11 إلى 13 عملية كبرى شهرياً.

المستشفى كذلك يضم أقساماً حيوية تقدم خدمات شاملة: الباطنية، القلب، التلاسيميا، الأنف والأذن والحنجرة، الكلية الصناعية، الحروق، النسائية، الأطفال، المختبر، بنك الدم، الأشعة، العلاج الطبيعي، والتخدير والإنعاش.

وحيث أن وراء كل تشخيص ناجح، كوادر يعملون خلف الستار

في مستشفى الخليل الحكومي، فهنا لا تكتمل الرحلة العلاجية دون الدور الحيوي للخدمات الطبية المساندة، في المختبرات، تُفكّ شيفرات الدم بدقة، وفي بنك الدم تُحفظ الحياة بانتظار من يحتاجها، في بنك دم مركزي داخل المستشفى يتسع لنحو 1000 وحدة دم ومشتقاته، ويعدُّ مصدرَ دم لجنوب الضفة الغربية.

أما أقسام الأشعة والتصوير الطبي، فقد عملت كالعين الثالثة للأطباء طوال عام 2024، حيث تم إجراء أكثر من 92 ألفَ صورة أشعة عادية ونحو 29 ألفَ صورة طبقية، وأكثرَ من 10 آلاف صورة رنين مغناطيسي.

وفي أروقة أخرى، يُعيد العلاج الطبيعي القوة لمن أنهكهم المرض، ويواكب قسم التخدير والإنعاش أصعب اللحظات داخل غرف العمليات.

وأقسام التغذية والبصريات والخدمة الاجتماعية، التي تمثل خط الدفاع الإنساني في وجه الألم، وتدعم رحلة المريض من الداخل.

هنا لا يُكتفى بالحفاظ على الموجود، بل يعملون بالتطوير أيضاً، فقسم العناية المكثفة للأطفال بات جاهزاً وسيستقبل المرضى قريباً، وقسم النسائية تم ترميمه، بينما يُعاد تأهيل قسم الجراحة العامة بدعم من المجتمع المحلي.

يقول وزير الصحة د. ماجد أبو رمضان: "نفخر بمستشفى الخليل الحكومي وبما يقدّمه من خدمات رغم التحديات، ونعمل باستمرار على تطويره وتعزيز كوادره وأقسامه، ليبقى صرحاً طبياً يليق بأبناء شعبنا، ويواصل رسالته بكل ثقة واقتدار، وكل الشكر والتقدير لكل الكوادر الطبية والإدارية التي تقف على الجبهة الأمامية للعناية بالمرضى".

يقول مدير عام المستشفى د. طارق البربراوي: "نحن لا نملك رفاهية التوقف، مستشفى الخليل الحكومي يخدم أكثر من مليون نسمة، وتحدياتنا كبيرة، وطواقمنا تعمل بروح الفريق والواجب، كل رقم نعلنه هو حياة أُنقذت، وكل حالة تُعالج هنا تمثل قصة انتصار صغيرة نضيفها إلى رصيد هذا المكان."

مستشفى الخليل الحكومي المزدحم، وأقل المستشفيات الحكومية راحةً، خلية عمل لا تنام، ودرع صحي صامدٌ بثبات في تقديم الواجب الإنساني لأبناء شعبنا.

عن موقع وزارة الصحة الفلسطينية

*المصدر: وكـالـة مـعـا الاخـبـارية | maannews.net
اخبار فلسطين على مدار الساعة