حوار زاهر بيراوي لـ"فلسطين": لن نصمت أمام جريمة العقاب الجماعي في غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الاحتلال يعتقل أربعة شبان من بلدة قباطية جنوب جنينكشف العضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية، زاهر بيراوي، عن تسيير التحالف خلال أيام سفينة بحرية جديدة لكسر الحصار عن غزة، التي تتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية منذ 19 شهرًا.
وأوضح بيراوي في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن السفينة الجديدة تحمل اسم "مادلين"، وهي صغيرة وتتسع لـ12 ناشطًا، وستُبحر من أحد الموانئ في جنوب أوروبا قبل نهاية مايو/أيار الجاري.
وذكر أن تسيير السفينة يأتي بالتزامن مع "القافلة البرية الدولية إلى غزة"، التي سيشارك فيها آلاف النشطاء من حول العالم للوصول إلى غزة برًّا.
وتأتي هذه الخطوة من التحالف (الذي يضم منظمات ومبادرات دولية) بعد ثلاثة أسابيع من تعرض السفينة "كونشينس/الضمير"، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية وعلى متنها 18 ناشطًا وحقوقيًا دوليًا، لهجوم بطائرتين مسيّرتين إسرائيليتين في المياه الدولية قرب مالطا، ما أدى إلى إصابة السفينة وإصابة بعض ركابها بجروح طفيفة.
وأكد بيراوي أن الرسالة الإنسانية من وراء تسيير السفينة الجديدة، رغم الهجوم والاعتداءات الإسرائيلية على سفن كسر الحصار، هي التأكيد على عدم الاستسلام، ورفض التطبيع مع جريمة الحصار الإسرائيلي غير الأخلاقي وغير القانوني المفروض على أكثر من 2.3 مليون إنسان في غزة.
وشدد على أن "حرب الإبادة الجماعية" يجب أن تدفع كل إنسان حر إلى بذل كل ما يمكنه من جهد لوقف هذه الحرب، والاستمرار في محاولات كسر الحصار والتذكير بتداعياته الخطيرة.
كما أكد على أهمية الضغط السياسي والإعلامي على (إسرائيل)، وإحراج المجتمع الدولي والمحيط العربي الذي يلتزم الصمت تجاه جريمة الحصار والعقاب الجماعي.
ورغم توقع التحالف تعرض السفينة الجديدة لهجوم إسرائيلي، إلا أن بيراوي لا يعتبر ذلك سببًا للتوقف عن أداء الواجب، وقال إن أي اعتداء – إذا حدث – سيزيد من الإحراج الدولي لـ(إسرائيل)، ويعزز تسليط الضوء على قضية الحصار والجرائم الإسرائيلية التي تجاوزت الأراضي الفلسطينية إلى العواصم العربية والموانئ الأوروبية.
وأوضح بيراوي أن النشطاء الدوليين لا يقبلون بفكرة التوقف عن المحاولات التضامنية، وسط الجرائم المتواصلة من إبادة وتهجير، مضيفًا: "الحد الأدنى هو بذل الممكن عبر الطرق القانونية، وبالتعاون مع المجموعات التضامنية لمحاولة (طرق الخزان) ولفت أنظار العالم والمؤسسات الحقوقية والأممية إلى جريمة الحصار الإسرائيلي".
ووصف المحاولة الجديدة للتحالف بأنها "عمل رمزي" – حتى لو لم تصل السفن إلى شواطئ غزة – قائلًا إن الفعل بذاته هو مقاومة سلمية للواقع الذي فرضته (إسرائيل)، وأضاف: "بقاء الحصار دون تحدٍّ يعني القبول به كعقوبة إسرائيلية".
أساليب إسرائيلية
وتطرق رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إلى أساليب (إسرائيل) في منع إبحار سفن كسر الحصار من الموانئ الأوروبية، باستخدام الضغوط السياسية، والأساليب الأمنية، بل والمهاجمة العسكرية.
وأكد أن هناك أدلة تثبت استخدام (إسرائيل) الضغط السياسي على دول عربية وأوروبية لمنع تنظيم إبحار هذه السفن، لما لها من أهمية في فضح الحصار والعقاب الجماعي غير القانوني، وإحراج (إسرائيل) على الساحة الدولية.
وأضاف أن (إسرائيل) تسعى لإبقاء الحصار العسكري على غزة، ومنع فتح أي ممرات برية أو بحرية لسكانها الذين هم بأمسّ الحاجة للغذاء والماء والرعاية الصحية.
ولفت إلى أن الحصار الإسرائيلي، المستمر منذ أكثر من 18 عامًا، لا يرتبط فقط بالمبررات الأمنية، بل يعكس رغبة الاحتلال في عزل غزة عن العالم الخارجي، ببرّها وبحرها وجوّها، لإثبات سيطرته المطلقة على المنطقة.
ولمنع كسر الحصار، أشار بيراوي إلى أن الاحتلال استخدم وسائل عدة، منها الضغط على الدول الأوروبية، واستخدام أدوات أمنية ومخابراتية قبيل انطلاق السفن، إلى جانب أساليب الترهيب ضد النشطاء.
وأشار إلى أنه لا توجد أي دولة أوروبية تسهّل وصول السفن التضامنية أو تسمح بحراك علني ومنظم لكسر الحصار عن غزة.
جرائم ممتدة
وفي هذا السياق، استعرض الناشط والإعلامي الفلسطيني بعض الهجمات الإسرائيلية السابقة على سفن كسر الحصار أو "أسطول الحرية"، وعلى رأسها الاعتداء على سفينة "مافي مرمرة" التركية في 31 مايو 2010، والذي أسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك، وأدى إلى أزمة دبلوماسية بين (إسرائيل) وتركيا، ولا تزال آثاره الوجدانية حيّة في قلوب الأتراك.
كما أشار إلى اعتداءات أخرى، مثل مهاجمة بحرية الاحتلال لسفينة "راشيل كوري" عام 2010، و"أسطول الحرية" 2011، و"السفينة النسائية" 2016، و"سفينة زيتونة" 2018، ومنعها جميعًا من الوصول إلى غزة، بالإضافة إلى سفينة "الضمير" التي تعرضت لهجوم بطائرتين مسيّرتين إسرائيليتين في المياه الدولية بداية الشهر الجاري.
وأوضح أن النشاط البحري لكسر الحصار كان قد توقّف من أواخر 2019 حتى 2022 بسبب جائحة كورونا، ثم عاد التحالف لمحاولاته عام 2023 عبر "سفينة حنظلة"، التي اقتصرت مهمتها على الإبحار بين الموانئ الأوروبية للتذكير بجريمة العقاب الجماعي ضد سكان غزة، والترويج لمشاريع إنسانية مقبلة.
وبالفعل، تمكنت "حنظلة" من زيارة 20 ميناءً أوروبيًا، وتنظيم فعاليات تضامنية مع غزة والقضية الفلسطينية، قبل أن يُطلق التحالف صيف 2024 مشروع "إنقاذ غزة" – وهو مشروع سياسي وإنساني وخيري – في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.
وكشف بيراوي أن المشروع تطوّر لاحقًا إلى عمل خيري، من خلال تسيير سفينة مساعدات من ليبيا، وأخرى عبر لبنان.
وفي ختام حديثه، أوصى رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة بضرورة مواصلة الحملات الشعبية والسياسية والإعلامية، لإشراك شعوب الدول العربية والأوروبية والعالم في النضال ضد الاحتلال، والضغط على الأنظمة الدولية من أجل فتح المعابر وإيصال المساعدات إلى غزة