حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 38.. مسيرة مقاومة وصمود أعادت تشكيل الصراع
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الأورومتوسطي يكشف عن مخطط لتفريغ قطاع غزة من الكفاءاتيجسد مشهد مواراة أحد أبرز قادة حركة حماس ومؤسسي ذراعها العسكري رائد سعد في الثرى، بعد اغتياله أول من أمس، وتشييعه في يوم انطلاقتها الذي يوافق 14 ديسمبر/ كانون الأول، الطريق الذي رسمته حماس لنفسها، الممتد والمعبد بدماء قادتها وجندها، كما يرى قادتها الشهداء والأحياء، في "سبيل تحرير الأرض".
وتأتي الذكرى الثامنة والثلاثون لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد أن قدمت الحركة تضحية ملحمية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي خلخل المشروع الصهيوني بالمنطقة وأنهى كل مساعي التطبيع، ومن ثم مواجهة الإبادة الجماعية التي قدمت فيها الحركة عددا كبيرا من قادتها وكوادرها شهداء بفعل مجازر جماعية ارتكبها الاحتلال.
دخل الاحتلال الحرب رافعا هدفا بهزيمة حماس وإنهاء وجودها كتنظيم مقاوم وإسقاطها، لتنتهي الحرب بعد عامين من المجازر والصمود ولم تسقط فيها الحركة بالرغم من جراحها النازفة وتضحيتها الكبيرة، التف فيها الشعب خلف مقاومته التي تمترست عند تحقيق مطالب الشعب بوقف الحرب والإبادة وعودة والنازحين وإدخال المساعدات والغذاء قبل تسليم الجنود الأسرى الإسرائيليين لديها.
تتويج العمل المقاوم
وهو ما أذعن إليه الاحتلال ومن خلفه رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب التي دخل كوسيط في اتفاق وقف إطلاق النار، كما دخلت كشريك في الإبادة بعد دعمها العسكري الكبير للاحتلال ومدته بكل أدوات الدمار والأسلحة الفتاكة التي لم تتوقف عن قتل الشعب الفلسطيني.
يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني والمقيم بلبنان حمزة بشتاوي: إن "حماس قدمت منذ انطلاقتها أعظم التضحيات من أجل فلسطين الأرض والإنسان، بقوة وثبات وإبداع في العمل المقاوم، وتوجت كل أعمالها الجهادية بمعركة طوفان الأقصى باعتبارها أهم هجوم عسكري فلسطيني استراتيجي ضد قوات جيش الاحتلال".
وأضاف بشتاوي لـ "فلسطين أون لاين": إن "الحركة وخلال عمرها الثوري شكلت حالة رعب للاحتلال وأكدت بشكل دائم ومستمر تمسكها بخيار الشعب الفلسطيني في الصمود والمقاومة من أجل الحرية والعودة والاستقلال"، مؤكدا أن سيرة ومسيرة الحركة المقامة تشهد على إنها تزداد ثباتا وتمسكا بمبادئها دون أن تتنازل، بل تتقدم الصفوف في الدفاع عن عدالة القضية وحق الشعب بالحرية والخلاص من الاحتلال".
وبعد عامين من معركة "طوفان الأقصى" وشن الاحتلال حرب إبادة على الشعب الفلسطيني والتي أعلن الاحتلال خلالها أنه سيقضي على الحركة، أكد بشتاوي أن حماس أصبحت أكثر حضورا على المستوى الوطني في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل والشتات.
وبالرغم من كل الدعم الغربي والأمريكي للاحتلال خلال المعركة، لم يستطع الاحتلال هزيمة حماس، ورأى أن حماس منتصرة من خلال الاستمرار برفع راية المقاومة والدفاع عن شعبها وفلسطين رغم مواجهتها للحرب الأعنف والأطول في تاريخ الصراع.
وحول إن كانت الحرب قد أثرت على وزن حماس السياسي كما يعتقد خصوم حماس، أشار إلى وجود اعتراف دولي وإقليمي وعربي أن حماس هي اللاعب الأبرز بالمشهد السياسي وحاضرة بالميدان العسكري والسياسي، وحديث خصومها عن ضعف وتراجع مجرد أوهام.
ولفت إلى أن الواقع يشير أن استشهاد عددا من قادة الحركة جعلها أكثر تصميما وعزما وتمسكا بالأهداف التي انطلقت من أجلها دون أي ضعف وتراجع وتفريط وهي تحافظ على السيرة والمسيرة للأهداف والمبادئ والشهداء من خلال عملية المواجهة الفعلية والحقيقية على الأرض، وهو ما يشهد له كل المتابعين لسير ومسيرة الحركة بأنها تجسد الأقوال بالأفعال على امتداد الأرض.
خصم لا يكسر
وعلى عكس التصريحات التي يطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن انتهاء التهديد الاستراتيجي من قطاع غزة، يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي أمين الحاج، أن النظرة الإسرائيلية من كافة المستويات تجاه حماس ليست نظرة انتصار، بل نظرة قلق مزمن، ولا تنظر إلى حماس كخصم تم تجاوزه، بل كمشكلة تاريخية مزمنة، وطوفان الاقصى، سواء اتفق الناس أو اختلفوا حول نتائجه، دخل بالفعل سجل الأحداث التي غيرت مسار الصراع، لا تلك التي يمكن نسيانها مرت ثم نسيت.
وقال الحاج لـ"فلسطين أون لاين": إن "الاحتلال لأكثر من سبعة عقود اعتاد مواجهة خصوم يمكن كسرها وهزيمتها وبوقت قياسي كما الحال مع دول وجيوش عربية، التي هُزمت عسكريا، ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل ان تدخل نفق التسويات السياسية، وحتى الانتفاضة التي أربكته لكنها بقيت محكومة بسقف محلي ، كلها من وجهة نظره، دخلت في معادلات يمكن إدارتها".
وأضاف "لكن حماس لم تعد في حساباته مجرد تنظيم مسلح داخل غزة، بل فاعلا قادرا على تعطيل المنظومة الأمنية والعسكرية في لحظة واحدة، لهذا نرى خطابا متناقضا، بين من يتحدث عن "الانجاز" ومن يتحدث "خطر" قائم لم يتم احتواؤه، وهذا التناقض بحد ذاته اعتراف ضمني بالفشل.
ورأى أن طوفان الاقصى يختلف عن كل ذلك، فهو ليس حرب جيوش ولا مجرد انتفاضة ولا عملية رمزية، بل فعل مركب، عسكري وأمني ونفسي ورمزي في آن واحد، أعاد تعريف فكرة "المبادرة" في المواجهة وهي نقطة لم يستوعبها الاحتلال بعد.
ويعتقد أن طوفان الاقصى عطل خططه الاستراتيجية وبشكل مباشر، قبل ذلك كان الاحتلال يتحرك بثقة، تطبيع إقليمي، وتهميش القضية الفلسطينية والتوجه نحو إدارة الصراع لا حله وتفريغ غزة من بعدها السياسي وتحويلها إلى ملف إنساني.
لكن الطوفان، وفق الحاج، نسف هذه المسارات دفعة واحدة، فلم توقف مخططات عسكرية فقط، بل عطلت سردية كاملة بناها الاحتلال على مدى عقود قائمة على كونه الطرف المسيطر والذي يحدد زمن الحرب وشكلها وحدودها، لكنه وجد نفسه في موقع رد الفعل مهما حاول ان يبدو عكس ذلك.