الطُّرق الاستيطانيَّة تفتّت الضَّفة.. مشروعٌ لفصل القرى وربط المستوطنات
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مقتل شاب من كفر قرع في جريمة إطلاق نار ببرطعةبينما يتصاعد العدوان الإسرائيلي في شمالي الضفة الغربية، تدفع سلطات الاحتلال بمزيد من المخططات لإنشاء طرق استيطانية، في إطار استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى السيطرة على الأرض الفلسطينية وتفكيك النسيج الاجتماعي والمجتمعي للفلسطينيين.
ويُعد الطريق الاستيطاني المزمع إنشاؤه بين قريتي رمون ودير دبوان شرق رام الله، من أخطر المشاريع التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال مؤخرًا، بحسب ما يؤكده الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش.
ويقول حنتش لـ "فلسطين أون لاين": إن هذا الطريق يأتي ضمن شبكة طرق واسعة أعدّتها سلطات الاحتلال منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وهي مدرجة ضمن خارطة تشمل مئات الطرق الاستيطانية والأنفاق في الضفة الغربية، بعضها نُفّذ بالفعل، وأخرى لا تزال في طور التخطيط.
ويؤكد أن هذا الطريق يهدف إلى فصل قرى شرق رام الله عن بعضها، وتفتيت الأرض الفلسطينية، وقطع التواصل الجغرافي والبشري بين التجمعات، ما يسهم في تحويل المناطق الفلسطينية إلى "كانتونات" معزولة، ويُضعف البنية المجتمعية ويقلّص قدرة الفلسطينيين على البقاء والصمود.
وفي المقابل، فإن المشروع الاستيطاني سيسهم في توسيع المستوطنات القائمة وربطها ببعضها البعض، وبالبؤر الاستيطانية المحيطة، وصولًا إلى ربطها بمدن الاحتلال داخل أراضي عام 1948، ضمن شبكة مواصلات مخصّصة للمستوطنين.
ويوضح حنتش أن الطريق سيخترق أراضي المواطنين في مناطق دير دبوان، وأور حباه، وغوش بوؤكا، بهدف خلق وقائع ميدانية جديدة، تسهّل ضمّ تلك الأراضي إلى الكتل الاستيطانية الكبرى لاحقًا.
ويشدد على أن تنفيذ هذا الطريق ينذر بتغييرات ديموغرافية وجغرافية عميقة، ويهدد بطمس الهوية الفلسطينية في المنطقة، ويفتح الباب أمام مزيد من المشاريع الرامية إلى ضم الأراضي لصالح الاستيطان.
ويضيف أن هذا المشروع ليس معزولًا، بل هو جزء من مخطط أكبر يستهدف ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنات، بما ينسجم مع رؤية الاحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.
ويشير إلى أن حكومة اليمين المتطرف في "إسرائيل" تُسرّع بشكل غير مسبوق تنفيذ المشاريع الاستيطانية، بما فيها الطرق الالتفافية والأنفاق وشقّ شبكات الطرق، إلى جانب إنشاء مستوطنات وبؤر استيطانية جديدة، ومصادرة المزيد من الأراضي.
ويؤكد حنتش أن المستوطنين يستغلون وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تدعم الاستيطان بقوة، إلى جانب إدارة أمريكية توفر غطاءً سياسيًا، لتسريع فرض الوقائع على الأرض.
ويحذّر من مشاريع أكثر خطورة، يسعى الاحتلال لتنفيذها تحت غطاء الوضع الأمني الراهن، تهدف إلى خلق تواصل مباشر بين أراضي عام 1948 والضفة الغربية، وطمس معالم "الخط الأخضر"، وتكريس واقع جغرافي جديد يخدم مخططات الضم والتوسع.
ويختتم حنتش بالتحذير من أن هذه الخطوات المتسارعة تمثل جزءًا من مشروع استيطاني شامل، يسعى لإعادة رسم الخارطة الجغرافية والديموغرافية للضفة الغربية، بما يكرس السيطرة الإسرائيلية ويقضي على أي أفق لحل سياسي عادل.