الأونروا: غزَّة تواجه "هندسة تجويع" وتصنيفًا يمهِّد لمجزرة جديدة بالمدينة
klyoum.com
أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تمثل عملية "هندسة تجويع" واضحة المعالم، محذرًا من تصنيفًا جديدًا يمهد لارتكاب مجزرة بالمدينة.
وقال أبو حسنة، في مداخلة عبر الجزيرة مباشر، إن الوكالة تمتلك حلولاً فورية للأزمة، إذ تنتظر على أبواب القطاع نحو 6 آلاف شاحنة محمّلة بالخيام والمواد الغذائية والأدوية تكفي غزة لثلاثة أشهر، لكن إسرائيل تمنع دخولها.
وأوضح أن ما يتم إدخاله حالياً لا يتجاوز 50 إلى 60 شاحنة يومياً، أي 9% فقط من الاحتياجات الفعلية لسكان القطاع، وهو ما يفرض على السكان العيش على الكفاف.
وأضاف أن المجاعة التي كانت محصورة سابقاً في مدينة غزة وشمالها باتت تنتشر إلى الوسط والجنوب، حيث يعاني أكثر من 90% من سكان القطاع من مستويات مختلفة من سوء التغذية، بينما يتجاوز عدد الأطفال المصابين بالمستوى الخامس من سوء التغذية 100 ألف طفل.
كما أشار إلى انتشار أمراض خطيرة مثل الكبد الوبائي والتهاب السحايا، في ظل تلوث المياه في كافة مناطق القطاع، حتى تلك التي تتم معالجتها بالفلترة.
ولفت أبو حسنة إلى أن 86% من مساحة القطاع و80% من مدينة غزة تقع تحت الاحتلال المباشر، حيث يتكدس مئات الآلاف من الفلسطينيين في مساحة لا تتجاوز 8 كيلومترات مربعة، محذراً من أن هذا الوضع الكارثي يفاقم المأساة الإنسانية.
وشدد على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، تتحمل مسؤولية مباشرة بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف وروما، لكنها "تتنصل من واجباتها".
وانتقد تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي التي وصف فيها من بقي في غزة بأنهم "إرهابيون"، معتبراً هذا التصنيف "مقدمة لارتكاب مجازر".
وأشار إلى أن هناك ثلاثة مسارات يمكن أن تجبر إسرائيل على فتح المعابر: أولها اتفاق وقف إطلاق النار بضمانات دولية وإقليمية، وثانيها الضغوط السياسية المستمرة من دول الاتحاد الأوروبي الذي يعد الشريك الاقتصادي الأكبر لإسرائيل، وثالثها الضغط الشعبي والدولي أمام مشاهد الكارثة الإنسانية.
وحذّر أبو حسنة من وجود آلاف الفلسطينيين ما زالوا تحت الأنقاض ولم يُسجّلوا ضمن الضحايا، مشيراً إلى أن الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى ستكون "صادمة لكل المراقبين".
كما حذّر من أن انهيار نظام الصرف الصحي يهدد بتلويث شواطئ عسقلان وتل أبيب، مؤكداً أن ما يجري في غزة لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يتجاوز المصلحة الإنسانية المشتركة.
وختم بالقول إن "غزة تُفتك بها على كافة الاتجاهات، باستخدام الغذاء كسلاح حرب التجويع"، مؤكداً أن هذه السياسات تضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني غير مسبوق.
أعلن مسؤول صحي فلسطيني في قطاع غزة، الجمعة، وفاة طفل حديث الولادة، فيما جرى نقل 3 أطفال خدج من مستشفى الحلو بحي النصر بمدينة غزة إلى مستشفيات جنوب القطاع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ويأتي ذلك بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي، الأحد، مستشفى الحلو بقذيفتين، ما جعل الوصول إليه أو الخروج منه أمرا متعذرا، حسب بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، في تدوينة عبر "فيسبوك"، إنه "كان من المفترض نقل 4 من الأطفال الخدج إلى مستشفيات جنوب غزة، لكن أحدهم توفي أمس، فيما يتم حاليا نقل 3 أطفال آخرين لشدة خطورة حالتهم".
وأوضح أبو سلمية أن "10 أطفال خدج ما زالوا في قسم الحضانة بمستشفى الحلو"، مطالبا بتوفير الحماية لما تبقى من المستشفيات والكوادر الطبية في مدينة غزة.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي منع تنقل الفلسطينيين من وسط وجنوب القطاع إلى شماله عبر "شارع الرشيد" الذي يربط أجزاء القطاع على امتداده الغربي، في خطوة جديدة لتشديد الحصار وعزل المناطق عن بعضها.
ويمثل "شارع الرشيد" الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم، خاصة بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي "شارع صلاح الدين" شرق القطاع خلال الإبادة.
ومنذ أسابيع، يكثف الجيش الإسرائيلي قصفه الدموي لمدينة غزة وتفجيره مبانيها السكنية، بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح، تمهيدا لاحتلال المدينة.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي أقرت حكومة إسرائيل خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبعد ذلك بـ 3 أيام، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و225 شهيدًا، و168 ألفا و938 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.