اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

الدُّويري يوضِّح... ما خيارات (إسرائيل) في ضرب منشأة "فوردو" النَّوويَّة؟

الدُّويري يوضِّح... ما خيارات (إسرائيل) في ضرب منشأة "فوردو" النَّوويَّة؟

klyoum.com

في خطوة تعكس تصعيداً محتملاً في التوتر المتزايد بين تل أبيب وطهران، كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن وجود خطة إسرائيلية جاهزة لمهاجمة منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، مؤكداً أن إسرائيل قادرة على تنفيذ هذه العملية بمفردها دون الحاجة إلى دعم خارجي. هذا التصريح يأتي في وقت تتكثف فيه الخطابات النارية بين الجانبين، ويُطرح فيه السؤال الجوهري: هل إسرائيل جادة في تهديدها، أم أن الأمر لا يتعدى كونه جزءاً من حرب نفسية؟.

منشأة فوردو النووية، الواقعة في عمق جبال منطقة قم الإيرانية، تُعتبر واحدة من أكثر المنشآت تحصيناً في العالم. وقد صُممت خصيصاً لمقاومة الضربات الجوية والهجمات التقليدية، ما يجعل خيار تدميرها عسكرياً معقداً للغاية.

ووفق تقارير خبراء عسكريين، فإن المنشأة تقع على عمق يتجاوز 80 متراً تحت سطح الأرض، ومحاطة بطبقات من الصخور الصلبة وأنظمة دفاع جوي متقدمة، الأمر الذي يحد من فعالية أي هجوم جوي تقليدي.

رغم التصريحات الإسرائيلية الواثقة، فإن القدرات التقنية واللوجستية اللازمة لتنفيذ ضربة ناجحة ضد فوردو غير متوفرة حالياً لدى الجيش الإسرائيلي.

ويؤكد خبراء أن السلاح الوحيد القادر على اختراق هذه المنشأة هو القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من نوع "Massive Ordnance Penetrator" التي تزن 30 ألف رطل، والتي لا يمكن إطلاقها إلا من قاذفة "B-2" الأميركية، وهي سلاح لا تملكه إسرائيل.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن إيران لم تكتفِ بتحصين فوردو فحسب، بل بدأت العمل أيضاً على إنشاء منشأة أكثر تعقيداً وأعمق تحصيناً تحت جبل يُعرف باسم "بيكآكس"، جنوب منشأة نطنز الشهيرة. هذا التحول الاستراتيجي في البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني يعكس فهماً عميقاً لتهديدات الاستهداف الجوي ويشير إلى عزم طهران على جعل خيار الضربة الاستباقية أكثر تكلفة وتعقيداً.

التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير كاتس تؤكد عزم تل أبيب على اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه ما تعتبره تهديداً وجودياً. لكن مع استعراض التحديات الميدانية والتقنية، تتعاظم الشكوك حول إمكانية تنفيذ مثل هذه العملية دون دعم مباشر من الولايات المتحدة، التي بدورها تواجه حسابات دقيقة ومعقدة في المنطقة.

اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، اعتبر أن الخيارات الإسرائيلية المتاحة محدودة وغير كافية لتدمير منشأة فوردو. في تحليله، أشار الدويري إلى أن إسرائيل لا تمتلك قنابل خارقة للأعماق، كما أن القاذفات القادرة على إيصال هذا النوع من الذخائر غائبة عن ترسانتها الجوية. واستبعد أيضاً الخيار النووي لما يحمله من تبعات سياسية وأخلاقية دولية، ولأنه سيشكل نقطة تحول كارثية في النزاع.

وبالنسبة لخيار وحدة الكوماندوز في الهجوم على منشأة فوردو، يقول اللواء الدويري -في تحليله لتطورات الحرب بين إيران وإسرائيل- إن نسبة نجاحها ضئيلة، لأن إيران لن تترك المنشأة بدون حراسة، كما استبعد الخيار النووي، لأنه خطير ومرفوض عالميا.

ومع استبعاد الخيارات السابقة، يبقى لدى إسرائيل -يضيف اللواء الدويري- سلاح الجو الذي حققت من خلاله تفوقا جويا في سماء إيران، مشيرا إلى أن إسرائيل تراهن حاليا على إلحاق الأضرار الكبيرة بالجانب الاقتصادي من كهرباء ومواصلات وشركات إنتاج ومخازن وقود وغيرها.

ويلفت إلى، أن إسرائيل من جانبها تراهن على استراتيجية الضغط المستمر، سواء عبر التصريحات السياسية أو عبر عمليات استخباراتية وتخريبية داخل إيران، مثل تفجيرات سابقة استهدفت منشآت نووية أو اغتيالات طالت علماء إيرانيين. لكن مثل هذه العمليات لا تؤدي إلى شل البرنامج النووي الإيراني بقدر ما تؤخره.

في السياق الجيوسياسي، تبقى مواقف القوى الكبرى حاسمة في تحديد مدى اتساع رقعة المواجهة. اللواء الدويري أشار في تصريحاته إلى أن روسيا لن تخاطر بدخول مباشر في هذه المواجهة، خاصة أنها منشغلة بحربها في أوكرانيا وتعاني من عقوبات غربية خانقة. أما الصين، فإنها تحتكم إلى فلسفة استراتيجية تبتعد عن الانخراط العسكري المباشر، في حين تواجه باكستان تحديات داخلية تجعل تدخلها مستبعداً.

من الجدير بالذكر أن روسيا وجهت تحذيراً للولايات المتحدة من تقديم أي دعم عسكري مباشر لإسرائيل في حال نشوب مواجهة مع إيران، وهو ما يعكس حساسية التوازنات الدولية في هذه الأزمة. وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد منشأة فوردو قد يشكل شرارة لتصعيد إقليمي واسع النطاق.

إيران من جهتها تواصل التقدم في برنامجها النووي، وتصر على أن أنشطتها ذات طابع سلمي، في حين تتهمها تل أبيب بالسعي لامتلاك سلاح نووي. في ظل هذه المعضلة، تحاول طهران الموازنة بين الاستعداد العسكري، والتحركات الدبلوماسية، والتأكيد على أنها سترد بقوة على أي اعتداء.

منشأة فوردو، بهذا المعنى، ليست مجرد منشأة نووية، بل أصبحت رمزاً للصراع الإرادات بين إيران وإسرائيل. هي تمثل بالنسبة لإيران الإنجاز والتحدي، ولإسرائيل التهديد الوجودي. وتبقى مسألة مهاجمتها مرتبطة ليس فقط بالإمكانات العسكرية، بل أيضاً بالتكلفة السياسية والمخاطر الإقليمية والدولية.

 

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com