مسؤول فلسطيني: (إسرائيل) تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار وتعرقل إجلاء ألاف الجرحى من غزَّة
klyoum.com
اتهم مسؤول فلسطيني (إسرائيل) بعرقلة تطبيق البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بإجلاء الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، خليل الدقران، في مقابلة مع "فلسطين أون لاين" إن (إسرائيل) لا تسمح بإجلاء سوى 30 إلى 40 مريضًا يوميًا، مقارنة بالـ 150 مريضًا المنصوص عليهم في الاتفاق.
وأضاف الدقران، أن إجمالي عدد الجرحى والمرضى الذين تم إجلاؤهم منذ بدء تنفيذ الاتفاق لا يتجاوز 600 شخص، من أصل 25 ألف شخص ينتظرون العلاج في الخارج.
وأشار إلى أنه إذا استمرت (إسرائيل) في عرقلة إجلاء المرضى، فسوف يستغرق الأمر أكثر من عامين لإجلاء جميع المحتاجين للعلاج، محذرًا من أن هذا التأخير سيؤدي إلى وفاة العديد من المرضى.
وقال: "لن يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن الغالبية من هؤلاء المرضى ستفارق الحياة نتيجة غياب الرعاية والعلاج الطبي اللازم".
وخرج الفوج الأول في 1 فبراير الجاري، وعددهم 39 جريحًا ومريضًا عبر معبر رفح، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وذلك لأول مرة منذ احتلال (إسرائيل) لمحور صلاح الدين "فيلادلفيا" في 8 مايو/ أيار 2024، وسيطرتها بالقصف والدمار على المعبر الفلسطيني الواصل بين غزة وجمهورية مصر العربية.
وفي ضوء ذلك، طالب الدقران الوسطاء بالضغط على سلطات الاحتلال للالتزام بالبروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار.
ونص الاتفاق الموقع بين حركة حماس والاحتلال بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، على السماح بسفر الجرحى والمرضى بعد تنفيذ المرحلة الرابعة من عملية تبادل الأسرى.
وبدأ سريان الاتفاق في مرحلته الأولى يوم 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما يتم تنفيذ آلية سفر الجرحى والمرضى عبر التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، حيث تُرفع قوائم الأسماء من وزارة الصحة، ثم تُجرى عملية التنسيق بشأن الأسماء والأعداد، ويسمح بسفر المجموعة المحددة في اليوم التالي.
ووفقًا للاتفاق، سيعمل معبر رفح البري خلال الفترة القادمة بموجب اتفاقية تشغيل المعابر، على أن توجد بعثة رقابة أوروبية.
وحول مدى الاستجابة الدولية لاحتياجات المنظومة الصحية، ثمَّن الدقران الاستجابة السريعة للنداءات الصحية والإنسانية التي أطلقتها الوزارة، مستدركًا: "لكن الاحتياجات الطبية لم تصل غزة بعد".
وأرجع السبب في ذلك إلى العرقلة الإسرائيلية لإدخال شاحنات المساعدات الصحية، منوهًا إلى أن ما يدخل غزة "غير كافٍ" لدعم منظومة صحية دمرها الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية.
وشدد على ضرورة أن تسمح سلطات الاحتلال بإدخال مواد البناء لإعادة بناء المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية وتجهيزها مجددًا، بعد القصف الإسرائيلي الذي دمرها جزئيًّا أو كليًّا.
وأوضح أن هناك عرقلة إسرائيلية لإدخال الاحتياجات العاجلة للمنظومة الصحية في غزة، مثل الأجهزة الطبية، والمولدات الكهربائية، ومحطات الأكسجين، وأجهزة غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، وغرف العناية الطبية لحضانة الأطفال والخُدَّج.
وتسببت العمليات العسكرية والقصف الجوي الإسرائيلي في تدمير وإخراج 28 مستشفى ومركزًا صحيًّا عن الخدمة، بحسب الدقران، الذي أشار إلى تدمير 10 محطات مركزية لتوليد الأكسجين، من بينها تلك الموجودة في مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى الرنتيسي، ومستشفى الدرة، ومجمع النصر، والمستشفى الإندونيسي، ومحطة عيادة الشيخ رضوان.
وأضاف: "لا يمكن الانتظار طويلًا أمام الأوضاع الإنسانية والصحية المتدهورة في غزة، حتى يتم إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية".
وفي هذا السياق، حذر من خطورة انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان، نتيجة انعدام البيئة الصحية وتدمير الاحتلال للطرقات وشبكات الصرف الصحي، وتكدس النفايات بين خيام النازحين.
وأشار إلى أن المستشفيات العاملة حاليًا في غزة "لا تستطيع استقبال أعداد كبيرة من المرضى والجرحى".