اتصالات حماس- واشنطن.. اعتراف أمريكي بواقع المقاومة وتحدٍ صريح للرؤية الإسرائيلية
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
كتائب القسام تعلن تصفية جندي إسرائيلي شرقي مدينة غزةتشكل الاتصالات المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والإدارة الأمريكية تحولاً سياسياً نوعياً في مشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ أجبرت تعقيدات الحرب الإسرائيلية على غزة وعجز حكومة الاحتلال عن تحقيق أهدافها، واشنطن على الاعتراف بواقع جديد تتصدره المقاومة الفلسطينية كطرف فاعل لا يمكن تجاوزه.
وأعلن رئيس حركة حماس في غزة، د.خليل الحية، الأحد، أن الحركة ستطلق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، بعد اتصالات مع الإدارة الأمريكية بوساطة قطرية ومصرية وتركية، بهدف فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكداً استعداد الحركة لمفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
وتشهد غزة حصاراً مشدداً منذ عشرة أسابيع، ما تسبب في أزمة إنسانية خانقة مع توقف المخابز ونفاد المواد الغذائية الأساسية.
تحول سياسي
ووصف المحلل السياسي طلال عوكل الاتصالات المباشرة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية بأنها "تحول سياسي غير مسبوق" في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مؤكداً أنها تعكس اعترافاً أمريكياً بوزن الحركة كطرف لا يمكن تجاوزه.
وقال عوكل لـ "فلسطين أون لاين" إن "اضطرار واشنطن إلى فتح قنوات اتصال مع حماس، (التي تزعم الولايات المتحدة أنها منظمة إرهابية) ، يمثل فشلاً ذريعاً لسياسة العزل والإقصاء التي حاولت (إسرائيل) والولايات المتحدة فرضها لعقود".
وأضاف: "هذا الاعتراف الواقعي بفاعلية حماس جاء نتيجة عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه المعلنة في قطاع غزة، وتخبط حكومته في إدارة المعركة العسكرية والسياسية".
وبحسب عوكل، فإن هذه الاتصالات قد تفتح الباب أمام "تحولات استراتيجية" في مستقبل غزة السياسي، لا سيما في ملفات إعادة الإعمار ورفع الحصار وإدارة شؤون القطاع.
وأوضح أن "واشنطن، المعنية باستقرار المنطقة وحماية مصالحها، باتت تبحث عن مخرج عملي للصراع، حتى لو تطلب ذلك التعامل مع قوى المقاومة كحماس".
وأشار إلى أن نجاح حماس في فرض نفسها كطرف مباشر في الاتصالات مع الإدارة الأمريكية "يمنحها إنجازاً سياسياً ودبلوماسياً بالغ الأهمية"، منبهاً إلى أن "أي تفاهم لوقف إطلاق النار يتم بعيداً عن الرؤية الإسرائيلية، سيُعد فشلاً سياسياً لتحالف الاحتلال مع واشنطن".
في السياق ذاته، لفت عوكل إلى أن "حالة الغضب المتزايدة داخل الكيان، خصوصاً في أوساط عائلات الأسرى الإسرائيليين، تعكس حجم التآكل في ثقة الجمهور بحكومة بنيامين نتنياهو، التي باتت تواجه ضغوطاً داخلية غير مسبوقة نتيجة عجزها عن إدارة الملف التفاوضي".
واختتم عوكل بالقول إن "هذا التطور قد يكون بداية لمسار سياسي جديد، تتبدل فيه قواعد اللعبة، وتُفرض فيه معادلات قوة مختلفة، عنوانها الأبرز: الاعتراف بالمقاومة كحقيقة سياسية لا يمكن تجاهلها".
صفعة لنتنياهو
من ناحيته، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر إن الاتصالات المباشرة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية تمثل صفعة سياسية لحكومة نتنياهو، وتكشف عن عمق المأزق الذي وصلت إليه (إسرائيل) في إدارتها للحرب على قطاع غزة.
وأوضح جابر لـ "فلسطين أون لاين" أن "(إسرائيل) طالما اعتمدت على الغطاء الأمريكي الكامل لسياساتها في غزة، سواء في الجانب العسكري أو السياسي أو حتى الإعلامي، لكنها اليوم تجد نفسها أمام واقع جديد، حيث تضطر واشنطن للتواصل مع خصمها اللدود، في اعتراف عملي بفشل الرؤية الإسرائيلية القاضية بـ(ما يسمى) القضاء على حماس".
وأضاف: "رغم أن الإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار الحرب من خلال دعمها العسكري والمالي غير المحدود لحكومة نتنياهو، إلا أن هذه الاتصالات تكشف أن واشنطن بدأت تدرك أن مصالحها في المنطقة تتطلب البحث عن حلول واقعية، بعيداً عن المزايدات الإسرائيلية".
وأشار جابر إلى أن هذا التطور قد يعمق الخلافات داخل المؤسستين السياسية والأمنية في (إسرائيل)، حيث تتزايد الأصوات التي ترى أن نتنياهو يجرّ كيانه نحو مأزق استراتيجي طويل الأمد في غزة، بينما يبحث الحليف الأمريكي عن مخرج يضمن تهدئة الأوضاع.
واعتبر جابر أن "مجرد قبول الإدارة الأمريكية بفتح قنوات اتصال مع حماس هو تعبير عن قناعة أمريكية بأن (إسرائيل) عاجزة عن فرض شروطها، وأن سياسة المماطلة ورفض التفاوض لن تحقق أهداف (تل أبيب)".
وختم بالقول: "هذه الاتصالات تشكل ضغطاً سياسياً إضافياً على حكومة نتنياهو، وتضعها أمام خيارات محدودة، فإما القبول بحل سياسي عبر التفاوض مع حماس بشكل غير مباشر، أو مواجهة مزيد من العزلة الدولية والتآكل الداخلي مع استمرار النزيف في غزة".