تقرير مكرمة الشهداء تتحوّل إلى فضيحة.. اتهامات بالفساد تطال مسؤولين كبارًا
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
إثارة الدوري الإيطالي: التعادل يحسم مباراتي انتر ونابوليفي الوقت الذي تتوق عائلات الشهداء إلى تكريم يليق بتضحيات أبنائهم، يواجهون اليوم صدمة موجعة بعد ما كُشف عنه من شبهة فساد وتلاعب في ملف "مكرمة الحج" التي خصّصتها السعودية لأسر الشهداء الفلسطينيين.
وبدلًا من أن تكون هذه المكرمة عربون وفاء لدماء أُزهقت من أجل القضية، تحوّلت إلى باب خلفي للمحسوبيات والفساد، يديره متنفذون في السلطة، على رأسهم مستشار الرئيس للشؤون الدينية وقاضي القضاة، محمود الهباش، الذي بات اسمه مرتبطًا بإحدى أكثر القضايا إثارة للغضب في الشارع الفلسطيني.
وتسود حالة من الغضب والاستياء العارم بين أهالي الشهداء والفلسطينيين عمومًا، على خلفية ما وُصف بالفساد الصارخ في توزيع حصص مكرمة الحج السعودية المخصصة لعائلات الشهداء، وهو الملف الذي يشرف عليه محمود الهباش.
ورغم المناشدات المتكررة التي أطلقها ذوو الشهداء خلال الأيام الماضية، مطالبين بإنصافهم وضمان حصولهم على حقهم في أداء مناسك الحج هذا العام، إلا أن تلك النداءات قوبلت بالتجاهل التام من قبل الجهات الرسمية، في مقدمتها الهباش، الذي مضى في تنفيذ ما وُصف بـ"توزيع انتقائي" للمكرمة.
وأكدت مصادر صحفية أن الهباش رفض بشكل قاطع التجاوب مع الاعتراضات، وأصر على استكمال إجراءات سفر الأشخاص الذين تم اختيارهم من قبله ومن قبل المحيطين به، دون اعتبار لمعايير الشفافية أو الأولوية. وقد سلّم المُدرجون في الكشوفات جوازات سفرهم للسفارات الفلسطينية في القاهرة وعمّان تمهيدًا لاستكمال ترتيبات السفر.
وأظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لأهالي الشهداء أن الكشوفات تضم أكثر من عشرة أسماء من عائلة الهباش، إضافة إلى أقارب وأصدقاء مقرّبين، وبعض زوجاتهم، في مخالفة فاضحة لمبدأ أحقية أسر الشهداء بالمكرمة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تضم الكشوفات أيضًا أكثر من 20 اسمًا لا ينتمون لعائلات شهداء، إلى جانب أسماء أخرى سبق لهم الحج في السنوات الماضية، ما أثار تساؤلات واسعة حول الآلية التي تم من خلالها اعتماد هذه الأسماء.
وقال أهالي الشهداء في منشوراتهم: "لماذا يتم تخصيص أكثر من 100 مقعد إداري على حساب المكرمة المخصصة للشهداء؟ ولماذا يُمنح 150 أسيرًا محررًا حق الحج على حساب أهالي الشهداء؟ هذه المكرمة خُصصت لمن فقدوا أبناءهم، لا لمن يبحثون عن امتيازات وسفر مجاني."
وشددوا على أن التلاعب بمثل هذا الملف الإنساني يمثل "إهانة لدماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن"، داعين إلى فتح تحقيق شامل في ملف المكرمة منذ انطلاقها حتى اليوم، لا سيما ما يتعلق بدور السفارة الفلسطينية في القاهرة، التي وُجهت إليها اتهامات مباشرة بالتورط في الفساد والتلاعب.
الناشط الفتحاوي المعروف صالح ساق الله، أعاد عبر صفحته في "فيسبوك" نشر قائمة المكرمة، مشيرًا إلى وجود أسماء شاركت في الحج خلال الأعوام الماضية، وأخرى لا تمت بصلة لعائلات الشهداء، بل تنتمي لتيارات سياسية محسوبة على السلطة، أبرزها تيار دحلان. وأوضح أن أحد "مهندسي" الكشف، كما وصفه، لم يكتف بإدراج اسمه هذا العام، بل أدرج أيضًا اسم زوجته، في تحدٍّ صارخ لكل الأعراف.
ووجّهت الصحفية مها شهوان في منشور عبر حسابها في موقع "فيسبوك" تساؤلًا جاء فيه: "سؤال للسفارة الفلسطينية بمصر، ومجلس القضاة في رام الله: ما المعايير التي تم وفقها اختيار الأسماء لمكرمة أهل الشهداء؟! لأنه واضح في ناس كل العائلة استشهدت وما طلع لها، ومن أولها ناس بالواسطة والمحسوبية.. بس ما تجابوني لأنه من المرة الماضية ومرات أكتر، سفالتكم هي هي.. حتى زيارة بيت الله بالواسطة صارت."
وكتب أيضًا الناشط سامر الحسن: "يفترض التأكد من أسماء ذوي الشهداء من خلال التدقيق وإثبات بالشهادة من وزارة الصحة، والتأكد من قرابة ذوي الشهداء على أن تكون قرابة درجة أولى، وذلك تجنبًا للفساد."
وأضاف حسن في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك": "وليعلم الجميع أن من أخذ مكان أي أحد من ذوي الشهداء يعتبر سارقًا، ولا تُقبل لهم حجة. ألا يكفيهم فقدان أولادهم وذويهم؟ يُرجى الوقوف عند هذه القضية."
كذلك، طالبت الناشطة حنين منصور بتشكيل لجنة تحقيق واستبعاد من ليس ضمن أهل الشهداء، ومن أدى فريضة الحج أيضًا العام الماضي، ومن تكرر اسمه في الكشف، ومن حجّ عدة مرات بأسماء مختلفة على اسم نفس الشهيد.
وأوضحت منصور أن العشرات يؤدون فريضة الحج ضمن مكرمة الشهداء وهم ليسوا أسرى أو جرحى أو من عائلات الشهداء.